فواز عزيز

الاستثمار في المحتوى الإعلامي للطفل

السبت - 07 نوفمبر 2020

Sat - 07 Nov 2020

• وسط فوضى وزحام الإعلام «التقليدي والجديد»، غرقت عقول الأطفال وفقدت البوصلة، وهنا يبرز سؤال مهم: ماذا يشاهد الأطفال؟ ومن يحدد ماذا يشاهد الطفل؟

• كان للطفل فترة مشاهدة بسيطة ومحدودة من يوم التلفزيون، ومع التطور التقني أصبح للأطفال قنوات تلفزيونية حكومية وتجارية تتنافس على البث على مدار الساعة لكسب عقول الأطفال، ولم تدم هذه الفترة طويلا حتى ألغت التقنية الحديثة هيمنة قنوات الأطفال بقوة وسائل الإعلام الجديد، التي ألغت أيضا الرقابة الرسمية قبل العرض على المحتوى، وأصبحت الرقابة بعد العرض وأصبحت مجتمعية تطوعية.

• الإعلام عامل رئيس في التأثير على المجتمع بكل مكوناته، مهما اختلفت الوسائل التي يقدم بها الإعلام، حتى لو فقدت بعض وسائل الإعلام قدرتها على التأثير، يبقى الإعلام متجددا بوسائله ويبقى قويا في تأثيره، ولست أقصد تأثيرا إيجابيا فحسب، بل قد يكون سلبيا أيضا، لكن يبقى التأثير الإعلامي موجودا.

• الإعلام صناعة تتطور وتتجدد، واستثمار تجاري وعقلي، يكسب فيه الذكي المتجدد، لكن يبدو أن كثيرا من مؤسسات الإعلام الحكومية والتجارية لا تفكر بالتجدد والتطور إلا ببطء كبير، يجعلها تتخلف كثيرا عن ركب التقنية الحديثة.

• وسط فوضى الإعلام، يستطيع الكبار اختيار ما يناسبهم وتجنب ما لا يرغبون بمشاهدته، لكن يبقى الطفل ضائعا تائها، في ظل التقصير الكبير في خدمة المحتوى الإعلامي المناسب للأطفال باختلاف أعمارهم.

• قبل سنوات كانت المؤسسات الإعلامية الحكومية والتجارية تتسابق في الاستثمار في قنوات الأطفال، ونجحت رغم أنها غالبا تقدم محتوى إعلاميا مستوردا، وكانت ضعيفة جدا في صناعة محتوى محلي أو عربي، لكنها الآن فقدت السيطرة وأصبحت بلا قيمة، لأنها وقفت على أعتاب «الشاشة الكبيرة» ولم تتجاوزها، ولم تطور أدواتها.

• إعلام الطفل ينجح حين يكون استثمارا في العقول، وإذا كان ذلك الاستثمار لا يناسب المؤسسات الإعلامية التجارية، فالإعلام الحكومي قادر على ذلك، وكذلك المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية قادرة على ذلك، حين تضعه ضمن أهدافها.

• أعتقد أن وزارة الإعلام قادرة على منح الطفل حقه في إعلام راق وجاذب ومؤثر، إذا تعاونت معها وزارة التعليم في اكتشاف المواهب والتدريب وصناعة المحتوى التربوي، وإذا تعاونت معها الجامعات في تقديم الدراسات الأكاديمية والأبحاث في اهتمامات الطفل وتأثيرات البرامج الإعلامية عليه، من جانب تخصصي وتطبيق عملي لطلابها في تخصصاتهم الجامعية في الإعلام أو التعليم.

المحتوى الإعلامي الجيد بإمكانه إثراء حياة الأطفال، وتغيير سلوكياتهم، وتحفيز إبداعهم، وتوسيع مداركهم وزيادة معارفهم وثقافتهم، وبإمكانه أيضا دعم برامج التعليم الرسمي، وإبراز المواهب وخلق المبدعين في الميدان التعليمي.

• كثير من الأبحاث العلمية حول دور الإعلام في حياة الأطفال، تؤكد أن وسائل الإعلام مثل الكتب والصحف والمجلات والتلفزيون والإذاعة والسينما وأجهزة الكمبيوتر والانترنت والهواتف المحمولة، - طبعا بعضها فقدت قيمتها التأثيرية؛ تعمل كأحد عوامل التنشئة الاجتماعية الأكثر مركزية وتوجيها للسلوكيات والمواقف والآراء في حياة الطفل، وتشير إلى أن وسائل الإعلام تعمل اليوم بوصفها مجموعة من مصادر المعلومات والترفيه والتعليم.

(بين قوسين)

• إذا نجح الاستثمار في الأطفال إعلاميا، فسيجني ثماره التعليم والمجتمع.

@fwz14