الغضب الشعبي يعود إلى إيران

صحافة تابعة لحكومة روحاني تحذر من مظاهرات واسعة بسبب أزمات اقتصادية واجتماعية
صحافة تابعة لحكومة روحاني تحذر من مظاهرات واسعة بسبب أزمات اقتصادية واجتماعية

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020

Tue - 20 Oct 2020








جانب من مظاهرات إيرانية سابقة                                                                     (مكة)
جانب من مظاهرات إيرانية سابقة (مكة)
توقعت وسائل إعلام إيرانية عودة المظاهرات والاحتجاجات والاضطرابات الكبيرة للشارع الإيراني ضد نظام الملالي، بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وطريقة تعامله مع أزمة كورونا إلى جانب سوء الإدارة.

ونقلت قناة (الحرة) الأمريكية عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (أن سي آر أي) بعض المقالات لصحف مدارة بواسطة الدولة، توجه انتقادات حادة للحكومة والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال مقال منشور على صحيفة «أرمان» الحكومية «الناس ليسوا راضين، تعود مشاكل البلاد إلى عدم وجود اتصال بالعالم الخارجي، مشاكلنا حدثت لأننا فقدنا الاتصال بالنظام الدولي. من الواضح أن المسؤولين لا يفهمون أننا على متن القارب نفسه، وأنهم يواصلون استهداف بعضهم البعض».

وفيما تباهى مسؤولون إيرانيون بانتهاء حظر التسلح الدولي المفروض على إيران، وقال روحاني: إن الشعب سيكون سعيدا، كتبت صحيفة «اعتماد» الحكومية، عكس ذلك، وجاء في تقرير لها «خلافا لرأي الرئيس، فإن نبأ رفع الحظر المفروض على الأسلحة ليس خبرا جيدا للجمهور، بل إنه قوبل بانتقادات خطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي».

وأكدت صحيفة «جهان صنعت» الحكومية أن إعلان روحاني أنه في اليوم التالي لانتهاء حظر الأسلحة ستكون إيران قادرة على بيع وشراء الأسلحة ليس خبرا جيدا للناس، على الأقل في الوضع الاقتصادي الحالي لإيران ووسط تفشي فيروس كورونا، وقالت إنه كان عليه أن يستمع إلى صرخات وشكاوى الناس عن الاقتصاد الذي كان مسؤولا عن إدارته.

واستبعد محللون ومتابعون للشأن الإيراني أن تتمكن طهران من بيع وشراء الأسلحة بعد انتهاء الحظر، وقالوا، وفقا لتقرير نشر على راديو فري يوروب / راديو ليبرتي، «إن إيران تعاني من قيود عدة، على رأسها العقوبات الأميركية الساحقة».

وتعهدت واشنطن بتعزيز ضغوطها على إيران لخفض مصادر تمويلها، ومنعها من تعزيز ترسانتها العسكرية، محذرة من أن رفع حظر السلاح عن إيران فيه تهديد للأمن العالمي.

وفي مقال آخر حذرت «جهان صنعت» المسؤولين من احتمال اندلاع احتجاجات كبيرة بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، «مما لا شك فيه أن استمرار الركود الاقتصادي وإفراغ خزينة الحكومة والبنك المركزي من الريال والدولار، وعدم كفاية تخصيص الموارد لمختلف الفئات، من أهم أسباب العنف المجتمعي».

وحذر الخبير الاقتصادي رشاد مؤمني في مقابلة مع صحيفة حمدلي اليومية النظام من أزمات خطيرة، وقال «تتعرض بلادنا لظاهرة بالغة الخطورة نتيجة الإهمال ونقص المهنية في مجال صنع السياسات وتخصيص الموارد، لذلك يجب أن تنجذب أذهان صانعي السياسة في البلاد إلى قضايا تتجاوز الفقر، مثل البؤس. إذا لم نتعامل مع هذا الوضع بصدق، فمن المحتمل أن نتعرض لاضطرابات وأعمال شغب وأزمات خطيرة للغاية».

ويكافح الإيرانيون من أجل الحصول على لقمة عيشهم اليومية، حيث تعصف أزمة كورونا وصدمة أسعار النفط وسوء الإدارة باقتصاد البلاد. ونقلت شبكة «رووداو» الكردية العراقية، عن مركز إيران الإحصائي، ارتفاع معدلات تضخم المواد الغذائية بنسبة 26% في نهاية صيف هذا العام، أصبح الإيرانيون غير قادرين على شراء الضروريات اليومية مع استمرار ارتفاع الأسعار، حسبما تقول «رووداو».

وتكثف الولايات المتحدة الضغط على طهران بفرض عقوبات جديدة عليها، كان آخرها في الثامن من أكتوبر الحالي، بهدف تخلي إيران عن برنامجها النووي والباليستي، وتوقفها عن تهديد الأمن الإقليمي، عبر إمدادها المادي والعسكري لميليشيات تتدخل بشؤون دول عدة حول العالم.

وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات لا تنطبق على عمليات لتخصيص سلع زراعية أساسية أو أغذية أو أدوية أو أجهزة طبية لإيران، مضيفة أنها تدرك حاجة الشعب الإيراني للسلع الإنسانية.

أبرز المظاهرات التي شهدتها إيران

  • 2019 الاحتجاجات على زيادة سعر البنزين، وقتل وسجن فيها الآلاف.

  • 2017 اندلعت في 28 ديسمبر ضد الفساد والبطالة وغلاء المعيشة.

  • 2009 الثورة الخضراء التي اندلعت بعد فوز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد.

  • 1999 مظاهرات الطلاب في جامعة طهران بعد إغلاق صحيفة.

  • 1989 احتجاجات واسعة بعد عزل نائب المرشد حسين علي منتظري.