فواز عزيز

كيف ينجح «الإعلام التربوي»؟

السبت - 17 أكتوبر 2020

Sat - 17 Oct 2020

• الإعلام قد يكون «كلا» وقد يكون «جزءا».

• حتى حين يكون الإعلام «جزءا» في وزارة أو مؤسسة أو إدارة فإنه يستطيع أن يساند «الكل» فيها، ويشارك في «كل» نجاح أو إنجاز، شرط أن يكون محترفا.

• كتبت هنا عن «الإعلام التربوي» حسب رأي قيادات وزارة التعليم من التأسيس إلى الأهداف إلى الإنتاج والإنجاز، وكله كان حديثا عن الماضي القريب، وكانت أهدافا راقية وإنتاجا ثريا، وكلي أمل وتفاؤل بأن يكون الحاضر والمستقبل أكثر رقيا وثراء.

• وبما أنه لكل زمان أدواته وإمكاناته، فالواقع يقول إن أدوات عمل «الإعلام التربوي» أصبحت أكثر والإمكانات أقدر، لكن الإنتاج أقل.

• برأيي أن أحد أهم أسباب ضعف «الإعلام التربوي» في وزارة التعليم أنه لا يقدر ما يملك!

• لو فكرت قليلا ماذا يملك «الإعلام التربوي»؟

• لوجدت أنه يملك أهم عناصر نجاح تسويق العمل الإعلامي، يملك «القاعدة الجماهيرية»، التي لا تتحقق - عادة - إلا بعد «النجاح»، لكن «الإعلام التربوي» لديه 6 ملايين طالب، ونحو نصف مليون معلم، ويستطيع أن يصل إلى كل بيت في الوطن بسهولة ويسر، دون عناء التسويق ووسائل الجذب والإعلان المكلف.

• إذا، لماذا يفرط «الإعلام التربوي» بكل ذلك ويبقى يؤدي أعمالا يستطيع أن يؤديها أي فرد بشكل وظيفي دون البحث عن نتائج أو مكاسب؟

• القنوات التجارية تبحث عن المتابعين بكل ما أوتيت من قوة ومن مال ومن إعلان، لكي تنجح برامجها، بينما الإعلام التربوي في وزارة التعليم لديه كل ذلك بلا أي مجهود، ولديه قنوات تلفزيونية ووسائل تواصل وإعلاميون محترفون ويعيش في عصر التقنيات الحديثة التي فتحت الآفاق للتواصل الحديثة والوصول إلى الجمهور بيسر وسهولة.

• بكل صدق، كان «الإعلام التربوي» أيام مجلة «المعرفة» أقوى من حاله الآن، رغم أن الإمكانات في السابق كانت أقل والأدوات أضعف من واقع اليوم، كانت مجلة «المعرفة» تحتاج تحريرا وإخراجا وطباعة ونقلا وشحنا لتوزيعها على نحو 30 ألف مدرسة، ولن يصل كل مدرسة فيها 200 طالب إلا نسختان أو ثلاث، وكان لها أثر، بينما اليوم بإمكان الإعلام التربوي أن يوصل نسخة من أي عمل إعلامي «مكتوب أو مرئي» إلى كل بيت وكل أسرة وربما كل فرد فيها «بضغطة زر» دون أحبار وأوراق وسيارات نقل وتوزيع، ودون أي تكاليف أو جهد عبر وسائل الاتصال الحديثة، فوزارة التعليم لديها أرقام هواتف المجتمع كله، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتابع كل فرد في السعودية منصات وزارة التعليم طوعا ورغبة دون إكراه.

• الإعلام التربوي في وزارة التعليم يمتلك كثيرا من النعم، التي يكفي ربعها لإنجاح أي عمل إعلامي، لكنها لا تستغل ذلك كما يجب أو كما أعتقد أنا، وربما يرى مسؤولو إدارات «الإعلام التربوي» في الوزارة أو إدارات التعليم عكس ذلك، ويعتقدون أنهم ناجحون ويؤدون الكثير ولعملهم أثر ونتائج، ولهم الحق في اعتقاد ذلك، لكن يبقى الحكم الأخير والمؤثر هو الجمهور، فهو الحكم والحاكم في ميدان الإعلام، ودونه لا يقوم أي عمل إعلامي سواء كان تربويا أو غيره!

• وزارة التعليم فيها إنجازات كثيرة وكبيرة لم تخدم من «الإعلام التربوي»، والمدارس فيها قصص نجاح عديدة ومميزة ولم يخدمها أو يبرزها «الإعلام التربوي» بشكل محترف وجاذب. الميدان التعليمي فيه الكثير من الكوادر والكفاءات الوطنية الرائعة من المعلمين والمعلمات، والكثير من المواهب الجميلة بين الطلاب والطالبات، وكل ذلك لم يُخدم من «الإعلام التربوي» ولم يُستغل بالشكل المفيد للإعلام وللتربية

وللتعليم.