خمور مغشوشة تصيب بالعمى والفشل الكلوي ونزيف الدماغ

السبت - 12 سبتمبر 2020

Sat - 12 Sep 2020

مبارك الملحم
مبارك الملحم
تؤدي خشية بعض الشباب من اللوم والانتقاد وتأخرهم في مراجعة أقسام الطوارئ بعد شربهم سرا الخمور المغشوشة أو المقلدة وإحساسهم بأعراض إعياء شديد وتشوش الرؤية والقيء المصحوب بالدم وغيرها، إلى وضع صحي حرج يهدد حياتهم أو يتسبب لهم في أضرار دائمة كالعمى والفشل الكلوي ونزيف الدماغ، إذ تفصل بين ظهور الأعراض وحدوث الضرر الدائم ثلاث ساعات ما لم تتم مراجعة الطوارئ خلالها.

وقال استشاري طب الطوارئ الدكتور مبارك الملحم لـ»مكة» إن الخمور تتألف عادة من مادة الكحول المعروفة كيميائيا بالإيثانول، بنسب متفاوتة، وتصنع جميع الأنواع بالطريقة نفسها بتخمير العنب أو الفواكه ويتم استخراج البيرة والنبيذ ومن ثم تقطيرها للحصول على الخمور الأخرى بما يشمل العرق. أما الخمور المغشوشة فتضاف لها كحول سامة، وتوجد منها ثلاثة أنواع، الميثانول، الإيثلين جلايكول، وإيزو بروبايل الكحول، وأشدها خطرا وضررا هو الميثانول، وجميعها غير صالحة للاستخدام الآدمي بل تستخدم كمعقمات، ومنظفات خاصة، ومزيلات صدأ ومنظفات وموانع تجمد، كما يوجد الميثانول في العطور المغشوشة.

وأضاف الملحم أن الإشكالية الكبرى هي حين يحتسي الشباب هذه الكحول المغشوشة التي تحوي نسبا مرتفعة من الميثانول والإيثلين جلايكول ويبدؤون في ملاحظة آثار غير طبيعية، يخشون معها مراجعة المستشفيات نظرا لأن الكحول ممنوعة في البلاد ومحرمة دينيا ومرفوضة اجتماعيا، مما يجعلهم يصلون للمستشفى متأخرين بعد تفاقم وضعهم الصحي ودخولهم في مرحلة حرجة، والتأخر في الحضور للمستشفى يقصد به أكثر من 3 أو 4 ساعات بعد الشعور بالأعراض، وقد يكفي شرب ما مقداره فنجان قهوة عربية واحد من الكحول السامة لإحداث أضرار جسيمة جراء تراكم حمض الفورميك مما يتلف شبكية العين وبالتالي يؤدي إلى العمى، وارتفاع نسبة الأحماض في الدم مما يؤدي لفشل في الدورة الدموية، وتلف في خلايا الدماغ ونزيف في الدماغ ويسبب الوفاة. ويختلف حجم الضرر وشدته حسب نوع الكحول السامة وتركيزها، ولكن 10 ملل منها في المشروب كافية لإحداث كل الأضرار السابقة، وحسب الدراسات متوسط 100 ملل كفيلة بقتل الإنسان.

ولفت إلى أن الكحول المغشوشة إما يتم تهريبها من الخارج أو تصنع في الداخل من قبل ضعاف النفوس والساعين وراء الربح السريع، وبعضها يجري تمويهه بوضع ملصقات خمور تجارية لخداع المشترين وإيهامهم بأنها أصلية وبيعها بسعر مرتفع. وقد تصبح الخمور سامة إما بطريقة العمد بإضافة نسب مرتفعة من مادة الميثانول، أو تنتج خطأ أثناء عملية التصنيع ويصبح من الصعب عليهم التخلص والتحكم في نسبة الكحول السامة في المنتج النهائي.

وأشار الملحم إلى أنه علاوة على أهمية الوعظ الديني والتوجيه الاجتماعي لأضرار الخمر، فإنه من ناحية طبية وعلمية ينبغي الحذر من خطورة احتساء الخمور وخاصة المغشوشة منها والحضور للمستشفى فور ظهور أعراض معينة، كما يجب على العاملين بأقسام الطوارئ التنبه لعدم التغافل والأخذ بالاعتبار التشخيص السريع لحالات السكر الناجمة عن تناول الكحول المغشوشة وهذا تتم معرفته بتحليل للدم لقياس درجة حموضته، وفحص مستوى الكحول المسببة ونوعها، وعلاجه بتزويده بالسوائل، وعمل غسيل الكلى في حال حموضة الدم، وإعطائه الدواء الخاص لمنع تحول الكحول السامة لمواد أكثر سمية في الدم وهو دواء مرتفع الكلفة (1700 دولار للكورس العلاجي) يعرف بـ(Fomipazole) ويعطى عن طريق الدم أو الفم.

علامات تشير لنسبة مرتفعة من الكحول السامة تستدعي الحضور للمستشفى فورا

  • الدخول في حالة السكر الشديد خلال 30 دقيقة وأقل

  • تشوش الرؤية وفقد النظر

  • آلام المعدة والغثيان الشديد المصحوب بدم

  • الإعياء وفقدان الوعي