رجل عصابات يفضح جريمة إردوغان

كشف أدلة تورط الحزب التركي الحاكم في محاولة اغتيال القس الأمريكي
كشف أدلة تورط الحزب التركي الحاكم في محاولة اغتيال القس الأمريكي

السبت - 12 سبتمبر 2020

Sat - 12 Sep 2020








سركان كورتولوش
سركان كورتولوش
كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي أدلة تورط حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، في محاولة اغتيال القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي سجنته أنقرة عام 2016 عقب محاولة الانقلاب الفاشل.

واعترف رجل العصابات التركي سركان كورتولوش، المعتقل في الأرجنتين بأمر من الإنتربول، بأن مسؤولا رفيع المستوى من الحزب التركي الحاكم، طلب منه اغتيال القس الأمريكي أندرو برونسون، بعدما أدانته محكمة تركية بدعم الإرهاب، وفقا لموقع صحيفة (العين) الإماراتية.

ولا يكاد يظهر كورتولوش من دون مدفعه الآلي من طراز كلاشنيكوف، سوى في فترات سجنه بالطبع، حيث يجوب رجل العصابات الأشهر في تركيا سيركان كورتولوش العالم هاربا من ملاحقة النظام التركي له، تلك الملاحقة التي لا تستهدف عقاب كورتولوش على جرائم ارتكبها بقدر ما تستهدف دفن أسرار لا ترغب أنقرة في إفشائها.

وقال كورتولوش في حوار مع الصحفي التركي سعيد صفاء، إن «نوكهات هوتار النائبة السابقة لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم أرادت منه اغتيال القس برونسون»، لافتا إلى أن الرئيس رجب طيب إردوغان هو من عين هوتار رئيسة لجامعة 9 أيلول في إزمير في سبتمبر عام 2018.

وأوضح أن «أعضاء بحزب العدالة والتنمية ومسؤولين رفيعي المستوى في إزمير تواصلوا معه لاغتيال برونسون بغرض إلقاء اللوم في العملية على حركة غولن، التي تعارض الحكومة التركية، ويتهمها إردوغان بالوقوف وراء تحقيقات الفساد في 2013 ومحاولة الانقلاب عام 2016».

وقال كورتولوش لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية من سجنه حول الأمر، قائلا «حتى قبل محاولة الانقلاب في (15 يوليو عام 2016)، بدأ المسؤولون الحديث عن برونسون، أنه جاسوس ويدعم الإرهاب، وبعد محاولة الانقلاب أنشؤوا ملفا استخباراتيا حول برونسون وشاركوا معي وطلبوا مني العثور على شاب (شخص متدين) يضحي بنفسه من أجل الأمة».



وأخبر كورتولوش الصحفي التركي صفاء عبر الهاتف من محبسه أن هوتار كانت تدير شبكة للجريمة المنظمة إلى جانب جوربوز يوكسال، الرئيس الإقليمي آنذاك لجهاز الاستخبارات الوطنية في إزمير، وأوضح أن «شبكة الجريمة المنظمة، التي شارك فيها أيضا المدعي العام أوكان باتو، وأحمد كورتولوش، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في إزمير آنذاك، نسقت أنشطة عدة غير قانونية في المدينة».

وقال إنه كان يدير الجناح المسلح للمجموعة الموجودة في إزمير، ويبتز رجال أعمال من خلال طلب أموال «لتبرئة أسمائهم» من اتهامات تتعلق بانتسابهم لحركة غولن.

وطبقا لتقرير الصحفي التركي صفاء، فقد عقدت المجموعة اجتماعات بشأن عملية الاغتيال بمكتب أحمد كورتولوش، وعلى الرغم من حقيقة أن الاثنين لهما نفس اللقب، لكن لا تجمعهما صلة قرابة.

وفي عام 2018، اعتقل أحمد كورتولوش في اتهامات تتعلق بتأسيس وإدارة تنظيم للجريمة المسلحة، وأطلق سراحه في وقت لاحق من هذا العام مع وضعه تحت الإقامة الجبرية، لكنه قتل في شقته يوم 31 مايو 2019، وطبقا لتقارير إعلامية محلية، كان القاتل ينار توجا على صلة بسركان كورتولوش وأحد ضباط الشرطة، كما كشف صفاء عن شهادة أوفوك جوربوز، سائق أحمد كورتولوش، أمام المحكمة الجنائية العليا في إزمير والتي يؤكد فيها ما كشفه سركان والأنشطة غير المشروعة للمجموعة.

وعاش القس برونسون في تركيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة لأكثر من عشرين عاما، أمضى معظمها في العمل كقس بكنيسة صغيرة في إزمير، فيما اتهمت أنقرة برونسون بدعم حركة غولن، وأنه على صلة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره منظمة إرهابية.

وأفرجت تركيا عن برونسون وسمحت له بالعودة إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 2018، بعدما تعرضت أنقرة لضغوط دبلوماسية كثيفة من إدارة الرئيس دونالد ترمب.

لماذا اعترف رجل العصابات؟

  • يخشى سركان كورتولوش من بطش إردوغان في حال إعادته إلى تركيا.

  • أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) بأنه طلب من مسؤولي الأرجنتين الإذن باستجوابه.

  • أراد تبرئة ساحته قبل أن تقوم الحكومة التركية بتلفيق التهم له.

  • قال إن اعتقاله في الأرجنتين ليس من أجل خدمة العدالة، ولكن لدفن أسرار لا ترغب أنقرة في إفشائها.