عبدالله العلمي

العجز المالي في مؤسسة التقاعد

الأربعاء - 26 أغسطس 2020

Wed - 26 Aug 2020

لا شك أن جائحة كورونا أثرت سلبيا على استثمارات أسواق المال والمؤسسات. مجلس الشورى السعودي دخل على الخط وطالب المؤسسة العامة للتقاعد بوضع استراتيجية جديدة للاستثمار. أذكر في هذا المقال بعض الاقتراحات المتداولة لإخراج المؤسسة من غرفة الإنعاش.

برغم أن مؤسسة التقاعد لا تحقق أي عوائد نقدية مجزية لسد العجز بين الإيرادات والمصروفات، فإن جملة المعاشات التقاعدية التي صرفتها المؤسسة لهذا الشهر بلغت ستة مليارات وستمائة مليون ريال، لأكثر من مليون ومائتي ألف عميل ما بين متقاعد ومستفيد. ماذا عن المستقبل؟ من الضروري إجراء دراسات جادة حول أسباب تأرجح حجم الأصول الاستثمارية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة زيادة حجم العجز.

دراسة متطلبات المتقاعدين من القضايا الهامة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. ربما على مؤسسة التقاعد إنشاء إدارة خاصة تعنى بتقديم خدمات متميزة للمتقاعدين وتطوير خدمات جديدة مع تعزيز صناديق التقاعد ومتابعة تنفيذ وتطوير تلك الخدمات.

من الاقتراحات المتداولة تأمين طبي مخفض للمتقاعدين. كذلك هناك دعوات للجهات الحكومية والأهلية المعنية لتكثيف جهودها للتواصل البناء والعمل الإيجابي مع مؤسسة التقاعد لتقديم خدماتها الكترونيا بشكل شامل.

كل موظف يأمل بتحقيق الطمأنينة بحفظ حقوقه التقاعدية عند الانتقال بين القطاعين العام والخاص بدون تأثير على الدخل. علينا دراسة حلول مناسبة للخسارة المحتملة على المتقاعد أو المؤسسة الناتجة عن الانتقال من نظام لآخر.

على سبيل المثال، النظام الحالي لا يغطي بشكل متكامل ضم الخدمات بين نظامي التقاعد والتأمينات. الموظف الذي عمل بالدولة لمدة 10 سنوات ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص، لا تحتسب له المدة التي قضاها في النظام السابق إذا تقاعد مبكرا. النظام يشجع على التقاعد المبكر، إلا أنه يتعارض مع الدراسة الخاصة بنظام تبادل المنافع.

لا شك أن المسؤولين في مؤسسة التقاعد يعملون بجد ونشاط لمراجعة أحكام الأنظمة. المهم تطبيق الصالح والمفيد لما فيه خدمة المتقاعد الذي أفنى عمره في خدمة الوطن الغالي، وهو اليوم يقول:

أرتاح وأقضي تالي العمر مسرورا.

والسبت عندي والخميس متساو.

التقرير المالي لمؤسسة التقاعد لعام 2019م، أوضح جهود المؤسسة لتنفيذ استراتيجية 2022. الخطة تتضمن 6 أهداف استراتيجية، و30 مبادرة، و78 مشروعا لتطوير قدرات المؤسسة. نأمل أن تشرح لنا مؤسسة التقاعد ما تحقق من هذه المشاريع، وكيفية حل مشكلة العجز المالي للمؤسسة الذي سيصل إلى أكثر من 75 مليار ريال خلال أربع سنوات.

AbdullaAlami1@