عاصفة تضرب واجهات جماعة الإخوان الإرهابية

التايمز: جمعية الإغاثة في بريطانيا تمجد الإرهاب.. والمشكلة أكبر من استقالة فرد
التايمز: جمعية الإغاثة في بريطانيا تمجد الإرهاب.. والمشكلة أكبر من استقالة فرد

الثلاثاء - 25 أغسطس 2020

Tue - 25 Aug 2020

تواجه شبكة الإخوان العالمية المصنفة على قائمة الإرهاب عاصفة قوية في بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، تهدد باقتلاعها وضرب أصولها وتعريض الراعين لها في قطر وتركيا إلى خسائر كبيرة.

ونقلت «24» الإماراتية عن صحيفة «العرب» اللندنية، أن جمعية الإغاثة الإسلامية العالمية التي تعد إحدى واجهات جماعة الإخوان تواجه أكبر أزمة في تاريخها تهدد مصيرها وتعصف بمكانتها كأكبر جمعية خيرية في بريطانيا.

ولم تكد الجمعية تتجاوز عاصفة اتهامها بالإرهاب، بسبب تورط أحد قياداتها في تصريحات مجرمة قانونا تتضمن تمجيدا للإرهاب، حتى قامت في وجهها عاصفة أشد، فجرت أهم هياكلها التنظيمية، إذ أطاحت بمجلس أمنائها.

تمجيد الإرهاب

ونقلت التايمز نبأ الاستقالة الجماعية لمجلس أمناء جمعية الإغاثة الإسلامية العالمية، في أعقاب استقالة حشمت خليفة، أحد أبرز قيادات الجمعية بسبب تصريحات موثقة في منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي، أثنى فيها على حركة يصنفها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، كمنظمة إرهابية.

وكانت استقالة خليفة بداية الأزمة. وقالت التايمز إنها استبدلت وصيا مشينا، في إشارة إلى خليفة، برجل وصف الإرهابيين بأنهم أبطال، في إشارة إلى المعتز طيارة، الذي تضمنت منشورات له على وسائل التواصل الاجتماعي تمجيدا للإرهاب أيضا، وأظهرت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في ملابس تحمل علامة نجمة داوود.

تعليقات محرضة

وواجهت جمعية الإغاثة في لندن تدقيقا للمرة الثانية بسبب التعليقات المحرضة لأحد القائمين عليها. وكشف عن المنشورات التي جاءت باللغة العربية الأكاديمي البارز المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لورنزو فيدينو. وأقرت المؤسسة الخيرية، ومقرها برمنجهام، بأن منشورات فيس بوك لمديرها كانت «غير مناسبة وغير مقبولة»، معلنة عزم مجلس أمنائها التنحي تمهيدا لانتخاب مجلس إدارة جديد تماما.

وأجبر حشمت خليفة أيضا على التنحي عن منصبه كمدير لصندوق هبات دولي بمحفظة 7 ملايين جنيه إسترليني (نحو تسعة ملايين دولار أمريكي) تسيطر عليها المؤسسة الخيرية، وشغل المنصب عوضا عنه المعتز طيارة، وهو أيضا رئيس لفرع المنظمة في ألمانيا.

مغازلة إردوغان

ووصف طيارة في منشورات سابقة قادة الإخوان المسلمين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ»العظماء» الذين لبوا «الدعوة الربانية المباركة»، في إشارة إلى دعوة جماعة الإخوان المصنفة على قائمة الإرهاب.

ووضع رسما كرتونيا في منشور آخر يظهر صورة الرئيس الأمريكي السابق أوباما وهو يرتدي ربطة عنق عليها نجمة داوود ويجلس في حضنه 3 شخصيات بحجم أصغر، هم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس السوري بشار الأسد وزعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي. وثلاثتهم يهتفون «الموت لأمريكا». وقصد طيارة من الصورة الإشارة إلى سيطرة اليهود على الحكم في أمريكا.

وكتبت المنشورات بين عامي 2014 و2015. واكتشفتها أولا الباحثة الألمانية سيغريد هيرمان مارشال التي نشرتها في مدونة عام 2017.

اتهامات جديدة

وقالت جمعية الإغاثة الإسلامية الألمانية إنها كانت على علم بمنشورات طيارة منذ العام نفسه، لافتة إلى أنها سمحت له بالاستمرار رئيسا لها بعدما اعتذر وحذف المنشورات وأغلق حسابه على فيس بوك.

وواجهت الجمعية اتهامات عدة بأن لديها صلات بتنظيمات إرهابية، لكنها كانت تنفي ذلك بشدة، بما في ذلك العام الماضي عندما قالت الحكومة الألمانية إن الجمعية الخيرية لها روابط وطيدة مع جماعة الإخوان المسلمين.

وعندما كُشف عن منشورات خليفة في يوليو الماضي قالت الجمعية إنها «خشيت التعليقات البغيضة»، مؤكدة على التمسك «بأعلى معايير الحياد». وتعهدت في الوقت نفسه «بمراجعة وفحص منشورات الأمناء وكبار المديرين التنفيذيين على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى». وأكدت المنظمة السبت الماضي أن منشورات طيارة هي الأخرى تتعارض مع قيمها، وأنه سيتنحى عن منصبه ولن يلعب أي دور آخر في إدارتها.

خجل وتحقيقات

وقال طيارة لـ «التايمز» إنه يشعر «بالخجل الشديد» من منشوراته، موضحا أنه عندما نشرها كان ضائقا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن التعليقات، التي ادعى أنه نسخها من مشاركات الآخرين، كانت «مخزية وغير مقبولة».

وأشار فرع المنظمة الإغاثية في ألمانيا إلى أنه «صُدم من المحتوى المعادي للغرب في المنشورات التي تمجّد العنف والإرهاب». ورأى فيدينو، وهو مدير برنامج تحليل التطرف في جامعة جورج واشنطن، أن منشورات خليفة وطيارة تكشف عن «مشكلة على أعلى مستويات الجمعية الإغاثية، لا تقتصر على فرد مارق واحد». وأضاف «مثل هذا السلوك يجب أن يرفع الرايات الحمراء لكل حكومة وطنية ومنظمة مجتمع مدني تموّل الإغاثة وتتعاون معها».