عبدالله زايد

الهدف السعودية ومصر.. لماذا؟!

الأربعاء - 19 أغسطس 2020

Wed - 19 Aug 2020

لا نحتاج للدخول في تحليل سياسي متخصص، ولا للعودة لأحداث تاريخية ماضية، ولا لدراسة خطط ووثائق سرية ولا فهم تصريحات وتسريبات صوتية، يكفي عن هذا جميعه أن نلقي نظرة تأملية بسيطة للواقع، تفكير غير عميق بما يقع من أحداث نعيشها يوميا، عندها سنكتشف فداحة ما يتم على أرض الواقع بالقرب منا، إنه الخطر الذي يتربص بوجودنا وبحياتنا وبمسلماتنا وبمبادئنا وبقيمنا واستقلالنا، والأهم من هذا جميعه بوطننا وتراب بلادنا المقدسة، يتربص بكل جميل نعيشه وبالمستقبل الذي ننشده ونتمناه.

لم تعد مناكفة إعلامية، ولا هي اختلافات وتباينات تحل في الأروقة السياسية، إنها عداء سافر وحرب تستهدفنا، تريد القضاء على وحدتنا وحريتنا ووجودنا، وتحولنا إلى أتباع في ذيل الأمم. اتضح مخطط الإسلام السياسي، وأذرعه المتنوعة المتباينة التي كنا نحسبها فيما مضى حركات منفصلة بعضها عن بعض، ومتناحرة أيديولوجيا ومختلفة في المبدأ، اليوم تتكشف خيوط التنسيق القوي ووحدة الهدف بينهم.

الإسلام السياسي الشيعي، والإسلام السياسي السني، لم يكن في أي يوم منفصلا ولا متناحرا ومتقاتلا كما كنا نحسب ونظن. هم متحدون تماما في الخطط والتوجهات، إيران القابعة بعيدا عن بحر العرب تحرك عملاءها في اليمن، وتركيا القابعة خلف المتوسط، تأتي إلى ليبيا بمرتزقتها. لكن لماذا؟

اليمن هي البوابة للعبور إلى عمق بلادنا، ليبيا هي البوابة لدخول تركيا إلى مصر.

الهدف الواضح استهداف كل من مصر والسعودية، هما العقبتان الرئيستان في المنطقة في مواجهة تغلغل أطماع القوى التي تحلم بعودة الإمبراطوريات الغابرة.

الموضوع ليس حقوق إنسان ولا نجدة لإغاثة الملهوف، لأن الإنسان في إيران وتركيا يطحن ويقتل وتنتهك حقوقه يوميا، ويعيش مواطنيهم في فقر وفاقة لا مثيل لها.

الهدف هو الثروات والأراضي وبناء أمجادهم الماضية وتقاسم دول عالمنا العربي، الهدف نهب الثروات وتسخير المقدرات البشرية لنزواتهم وأطماعهم.

هذا هو المخطط، وهذه هي الغاية منذ سنوات، انظروا لتناغم العمل وما يصدر عن هاتين الدولتين - تركيا وإيران - انظروا لأفعالهم وتصريحاتهم وتحركاتهم، ستجد أنها مدروسة تماما ومنسقة.

كلما ضاق الخناق على مرتزقة إيران في العراق تحرك الجيش التركي في الأراضي العراقية وتوسعت عملياته العسكرية لصرف الجهد والنظر عما يحدث لمرتزقة إيران في بغداد، وكلما تقهقرت تركيا في سوريا، ظهرت القوات الإيرانية لتخفف عنهم الضغط وفتح جبهة جديدة. تبادل الأدوار والمهمات على أراض عربية محتلة بكل ما تعني الكلمة.

يريدون ببساطة أن تكون مصر والسعودية، تماما كالسيناريو العراقي الذي تنتشر في أرجائه الميليشيات، أو كالنموذج السوري الذي يخضع للاحتلال، أو كالنموذج اللبناني، دولة وشعب حبيسان في يد ميليشيات إرهابية لفترة زمنية استخدمت جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، أدوات وغطاء، ثم بدأ ما يسمى بالربيع العربي تدعمه آلة إعلامية ضخمة يتم تمويلها بالمال القطري. ما يسمى بالجيش الحر السوري والميليشيات المقاتلة في ليبيا، بيد تركيا، حزب الله وميليشيات العراق والحوثيين بيد إيران، والهدف اليوم أكثر وضوحا، استهداف السعودية ومصر والعالم العربي.

اللاعبون الأقزام الآخرون، مثل من يطلق عليهم نشطاء حقوق الإنسان أو مراكز الحريات والديمقراطية أو حتى قطر، هؤلاء مجرد دمى تتراقص بين وقت وآخر حسب ما يتلقونه من أوامر من الأسياد في طهران أو أنقرة.

@abdullahzayed