الإسلام السياسي يستعدي الشعوب على حكامها

قبل الحديث عن هذا الموضوع يجب الإقرار بأن الدين الإسلامي منذ أن دخل نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة صار هو المحرك الوحيد لكل التحركات السياسية، التي يقوم بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن آمن به، واستمر الحال على ذلك بصفة عامة، حتى سقوط الأندلس في الغرب الإسلامي، وسقوط الخلافة العثمانية في المشرق

قبل الحديث عن هذا الموضوع يجب الإقرار بأن الدين الإسلامي منذ أن دخل نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة صار هو المحرك الوحيد لكل التحركات السياسية، التي يقوم بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن آمن به، واستمر الحال على ذلك بصفة عامة، حتى سقوط الأندلس في الغرب الإسلامي، وسقوط الخلافة العثمانية في المشرق

السبت - 08 فبراير 2014

Sat - 08 Feb 2014



قبل الحديث عن هذا الموضوع يجب الإقرار بأن الدين الإسلامي منذ أن دخل نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة صار هو المحرك الوحيد لكل التحركات السياسية، التي يقوم بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن آمن به، واستمر الحال على ذلك بصفة عامة، حتى سقوط الأندلس في الغرب الإسلامي، وسقوط الخلافة العثمانية في المشرق

بعد ذلك دب الوهن في حياة المسلمين على كافة الأصعدة، واختفى كثير من مبادئ الإسلام في سلوكيات بعض المسلمين، تأثراً بآثار الاستعمار (الاستعباد) السلبية

فعندما انطلقت الثورات التحريرية ضد (الاستعباد) أعقبتها صحوات ودعوات إصلاحية معتدلة، ترى إمكان الإصلاح، واستبعاد الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والتطرف، فكرياً ودينياً، تنادي الشعوب الإسلامية بضرورة العودة الصادقة إلى مبادئ دينهم الأصيلة التي أبعدهم عنها العدو الخارجي في ظروف، من الإنصاف القول، (إن الأمة كانت غائبة فيها عن ذاتها)، وتعتبر حياكة الأمور السياسية التي تصدر عن الأمة الإسلامية من الأولويات لدى قادة تلك الصحوات الإصلاحية

كما تجلى ذلك في دعوة جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده في مصر



والسنوسي وابن باديس في أقطار المغرب، والشوكاني باليمن، والسيد أحمد خان بالهند، والمهدي بالسودان، وعبدالرحمن الكواكبي بالشام، وغيرهم، وذلك بإصلاح ماديات المسلمين ومعنوياتهم

عندها استشعر العدو الخارجي للإسلام الخطر الذي يهدد مصالحه في الأقطار والمناطق التي ظن أنه صاغها على وجه يصيرها تستقبل أوامره بشيء من القداسة والوقار

فأخذ يبحث في شتى السبل وسائل المكر والخداع للحيلولة دون ما ينادي به المصلحون، وكان من بين تلك الوسائل إطلاق مصطلح (الإسلام السياسي)

فما هو مفهوم مصطلح (الإسلام السياسي)؟, إنه «مصطلح أطلق على الجماعات أو العلماء الذين ينادون ويعملون من أجل تقدم الإسلام إلى الحكم»

وعليه فإن هذا المصطلح لا يتناول الدول الإسلامية بصفة مباشرة



بقدر ما يتناول الجماعات والعلماء، لعدة أهداف استراتيجية من أهمها «إيقاع الفتنة بين تلك الجماعات التي تزعم رفع لواء الإسلام، وحكوماتهم»

والواقع خير برهان

لغرض استراتيجي وهو «شق الصف الإسلامي»؛ وذلك بلفت نظر العامة من المسلمين - وهم الأكثرية – بطريقة لبقة في أسلوب ضمني بحت، وهو «أن حكومات المسلمين لا تحكم بالإسلام!»

والترويج لهذه الفكرة الخبيثة أنتج ردة فعل كما خطط له، وكما كان متوقعاً، لدى الشعوب الإسلامية، متأثرة بالدعاية المصاحبة، واحتضان للمتأثرين بها كدعاة إلى الإصلاح، وهذا كله بعد أن كان مصطلح (الإسلام السياسي)، في تركيبه، تركيبا مذموما أصلاً لدى الوسط الشعبوي، لارتباط السياسة بالكذب والخداع في الموروث الثقافي الشعبوي

كان هذا يمثل الإطار الأول

أما الإطار الثاني: فكانت بدايته عندما تشكلت وترسخت تلك الدعوة، وهي «أن حكومات المسلمين لا تحكم بالإسلام!»، وظهرت فكرة (التكفير، عن التفكير المقصر)، واكتسبت أنصاراً، وتبنتها جماعات، استدرجها عدوها الخارجي؛ عند ذلك أعلنها صريحة في التالي: 1 -أن لا علاقة بين الإسلام والساسة

2 -أن أية محاولة لإقحام الإسلام في السياسة، تعد غلوا وخروجا عن المألوف الأصيل للإسلام

وبالتالي فإن إضافة التركيبة، المذمومة لدى الوسط الشعبوي، تعد ذماً للإسلام، وتنفيراً منه في آنٍ واحد