أحمد الهلالي

العوز وضعف الاتصالات والتعليم عن بعد!

الثلاثاء - 18 أغسطس 2020

Tue - 18 Aug 2020

جاء قرار وزارة التعليم موفقا في استئناف العام الدراسي الجديد عن بعد في ظل جائحة كورونا، وهذا القرار له صداه الإيجابي اجتماعيا، فخوف الأسر على أبنائهم من الوباء الفتاك مبرر، خاصة والبديل التقني ميسر وموجود ولله الحمد.

إن تعزيز التعاون بين وزارة التعليم وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات يجب أن يكون في ذروته خلال هذه المرحلة، والعملية التعليمية برمتها قائمة على تقنية الاتصال، فالوزارة تتواصل مع إدارات التعليم عن بعد، والإدارة مع المكاتب، والمكاتب مع المدارس، وإدارات المدارس مع المعلمين، والمعلمون مع التلاميذ، وكل هذا الكم الضخم من التواصل الالكتروني يحتاج إلى شبكات اتصال متينة، وخدمة لا تتثاءب على الإطلاق، فكل الأوقات ستكون ذروة، ونحن نعاني أحيانا داخل المدن الكبرى من ضعف الخدمات أو تذبذبها في بعض الأحياء ولا نعلم أسباب ذلك الضعف من مشغل إلى آخر.

من ناحية أخرى يجب أن تحرص هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على جودة خدمات الاتصالات والإنترنت في المراكز والقرى والهجر، بل تشدد على أن يقوم مشغلو الاتصالات والإنترنت بواجباتهم، وأن يستشعروا مسؤوليتهم الاجتماعية، ويبادروا إلى تجويد التغطية في المحافظات والمراكز والقرى، حتى لو استعانوا بأبراج الاتصالات المتنقلة بصفة عاجلة، فما تزال بعض القرى والهجر تفتقر إلى خدمات الاتصالات والإنترنت، ولا مبرر إطلاقا لافتقار مناطق مأهولة إلى خدمات الاتصالات في وقت ندعو فيه إلى التباعد الاجتماعي، وتعتمد فيه الوزارة نظام التعليم عن بعد.

ذلك على مستوى الاتصالات، أما على المستوى الاجتماعي، فالطالب يعتمد اعتمادا كليا على الأجهزة الالكترونية لتلقي المعلومات، والتواصل مع معلميه، وبعض الأسر لا تستطيع توفير الأجهزة لأبنائها لضيق ذات اليد، خاصة الأسر المعتمدة على الضمان الاجتماعي، أو أسر المتقاعدين من وظائف متدنية الدخل، وكذلك أصحاب الأسر الكبيرة، ومن هنا يجب أن تبادر وزارة التعليم إلى المساهمة في تخفيف الضغط عن تلك الأسر من خلال توفير أجهزة لأبناء الشهداء والأسر المذكورة آنفا، ويمكنها التنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لمساعدة المستفيدين من خدماتها بتوفير الأجهزة اللازمة، وتوجيه الجمعيات الخيرية، والمؤسسات التقنية ورجال الأعمال إلى المساهمة العاجلة في تقديم العون لكل الفئات الاجتماعية المستحقة، على مستوى الأجهزة، وكذلك رسوم الاتصالات.

أما من جهتنا نحن أولياء الأمور، فهذا القرار الحكيم جاء حفاظا على صحة أبنائنا وسلامتهم وسلامتنا، في حين أن بعض دول العالم اعتمدت استئناف الدراسة فعليا في المدارس، ويجب علينا أن نقدر حرص بلادنا على مواطنيها والمقيمين على ثراها، فنقوم بدورنا المأمول في متابعة الأبناء وحثهم على التركيز والإفادة من الدراسة عن بعد، وإشعارهم بجديتنا في متابعتهم وتحفيزهم، فالفترة ليست امتدادا لنوم الإجازة الصيفية، والتحصيل العلمي مقدم على كل ما سواه، وحرصنا أساس تمتد به العملية التعليمية، وينضج الجنى.

ahmad_helali@