بيروت والانتداب الفرنسي
الاثنين - 10 أغسطس 2020
Mon - 10 Aug 2020
اللبنانيون حائرون، يائسون، يفكرون في جنون، ثلاثة عقود سحقتهم فيها أيدي الشتات والترهيب، وغلائل القهر والظلم والظلام، التي لم يعد الخلاص منها ممكنا، بعد أن تشبع العقل الخرافي بدعايات كاذبة من الغيبيات، وتلبس بخدعة المقاومة، وانخرط كثير من أبناء جنوب لبنان جنودا في صفوف الشيطان الفارسي، ضد وطنهم وإخوتهم.
اللبنانيون بعد هول كارثة الانفجار دائخون محبطون، نزلوا للشوارع بحرقة وأدمع في مآقيهم، يحملون المكانس، ويحركون الجرافات، ويساعدون الجرحى، والفقراء، وينقذون ما يمكن إنقاذه، بمحاولة للإبقاء على الصورة الجميلة التي عرفها العالم عنهم، بالرقي، والتعقل، وحب وطنهم، وتخطي الأزمات بالأناشيد والحماس.
لا أحد يلومهم، وقد تبوأت مدينتهم المرتبة الثالثة لأعظم تفجيرات حدثت على وجه الأرض.
أحفاد جماليات جبران وفيروز يقفون مكتوفي الأيدي أمام الظلم والقهر والبشاعة.
رئيس لبنان ورئيس وزرائها بعد الانفجار تقيآ وعودا زائفة مكررة معدة مسبقا لذر الرماد وتمييع أهمية أي حالة حرجة.
ويندهش الشعب اللبناني بشجاعة رئيس فرنسي شاب يجول بين خرابات بيروت المرعبة، وكأنه هو المعني بما حدث، بينما لا يلمحون أحدا من زعماء الفساد المتسببين بالكارثة، وخاصة زعيم حزب الشيطان، الجرذي المتنقل بين الجحور منذ سنوات طوال، وحتى خطاباته العصماء (مسجلة)، خشية استهداف ذبذبات صوته من أقرب أعوانه.
الشعب اللبناني كان الأول عربيا في الثقافة والرقي وحرية الرأي والقدرة المالية، والوعي السياسي، ولكنهم اليوم بلا رأي ولا هندام، ولا مأوى، ولا حيلة يستعيدون بها خيالات الزمن الجميل لباريس الشرق، التي التجأ الكثير من سكانها اليوم للمخيمات والمدارس والشوارع، بأنفاس مختنقة بالسموم.
اللبنانيون يعرفون من تكون حبيبتهم العربية، ولكنهم يجبرون على الزواج من شمطاء فارسية ساحرة تمتطي مكنستها، وتصادق الخفافيش والخزعبلات والطلاسم، والبوم والدماء.
ساحرة تزاول عليهم ألعاب سحرها الأسود، بقصد تسخيرهم لشرورها، وتحويل
مرافئ حياتهم إلى مقالب خطورة قصوى تنتثر فيها حبوب صوامع الغلال مع الفحم والركام والأسمنت وأشلاء البشر، وسط دهشة وخوف، والخوف: ألم نابع من توقع الشر. كما قال أرسطو.
صدقوني، الشعب اللبناني، وخصوصا من كانوا قريبين من قلب الانفجار، سيحتاجون لمراجعة مصحات نفسية، ومختبرات قياس قدراتهم السمعية، وتخطيط دوري للمخ للتأكد من سلامتهم من الارتجاج، وعمر من متابعة العجز الجسدي والنفسي بإعاقات تتضخم مع تقدم العمر.
الشعب اللبناني يجد معظم الدول المحبة للسلام تتعطف عليه بالمعونات، والمنح، وهو من كان في ماضيه بلد الخير والنماء والنعيم والتين والزيتون والتفاح، قبل أن تستبدل زراعته بالمخدرات!
كل زعامات الفساد مختبئة اليوم، ولكنهم بلا خجل ولا منطق سيعاندون الشعب، ويقتلون المنتفضين بالشوارع بأسلحة المندسين، ولن يلبثوا أن يجدوا لهم خدعة، ليعودوا للتراشق بالتهم، منتصبين بين أتباعهم بجنون عظمتهم يطالبون بحقوق أحزابهم الموروثة في السلطة، والفساد.
ويصرخ زعيم سلطة الظلام من جحره محذرا من حرب أهلية، ووعود بتخزين أسلحته من نترات الأمونيا والليثيوم مستقبلا في أماكن بيروتية أكثر خفاء وتمويها، بعيدة عن مقرات جنده المقاومين في الضاحية.
النظام العالمي مختلف الرأي في كيفية وجذرية الحلول، والشعب اللبناني يعلم بأنه لا حل يلوح في الأفق، إلا للقادر على الهجرة.
وصدقوني لا عجب أن يصل الحال ببعضهم للمطالبة بعودة الانتداب الفرنسي!
alnahariShaher@
اللبنانيون بعد هول كارثة الانفجار دائخون محبطون، نزلوا للشوارع بحرقة وأدمع في مآقيهم، يحملون المكانس، ويحركون الجرافات، ويساعدون الجرحى، والفقراء، وينقذون ما يمكن إنقاذه، بمحاولة للإبقاء على الصورة الجميلة التي عرفها العالم عنهم، بالرقي، والتعقل، وحب وطنهم، وتخطي الأزمات بالأناشيد والحماس.
لا أحد يلومهم، وقد تبوأت مدينتهم المرتبة الثالثة لأعظم تفجيرات حدثت على وجه الأرض.
أحفاد جماليات جبران وفيروز يقفون مكتوفي الأيدي أمام الظلم والقهر والبشاعة.
رئيس لبنان ورئيس وزرائها بعد الانفجار تقيآ وعودا زائفة مكررة معدة مسبقا لذر الرماد وتمييع أهمية أي حالة حرجة.
ويندهش الشعب اللبناني بشجاعة رئيس فرنسي شاب يجول بين خرابات بيروت المرعبة، وكأنه هو المعني بما حدث، بينما لا يلمحون أحدا من زعماء الفساد المتسببين بالكارثة، وخاصة زعيم حزب الشيطان، الجرذي المتنقل بين الجحور منذ سنوات طوال، وحتى خطاباته العصماء (مسجلة)، خشية استهداف ذبذبات صوته من أقرب أعوانه.
الشعب اللبناني كان الأول عربيا في الثقافة والرقي وحرية الرأي والقدرة المالية، والوعي السياسي، ولكنهم اليوم بلا رأي ولا هندام، ولا مأوى، ولا حيلة يستعيدون بها خيالات الزمن الجميل لباريس الشرق، التي التجأ الكثير من سكانها اليوم للمخيمات والمدارس والشوارع، بأنفاس مختنقة بالسموم.
اللبنانيون يعرفون من تكون حبيبتهم العربية، ولكنهم يجبرون على الزواج من شمطاء فارسية ساحرة تمتطي مكنستها، وتصادق الخفافيش والخزعبلات والطلاسم، والبوم والدماء.
ساحرة تزاول عليهم ألعاب سحرها الأسود، بقصد تسخيرهم لشرورها، وتحويل
مرافئ حياتهم إلى مقالب خطورة قصوى تنتثر فيها حبوب صوامع الغلال مع الفحم والركام والأسمنت وأشلاء البشر، وسط دهشة وخوف، والخوف: ألم نابع من توقع الشر. كما قال أرسطو.
صدقوني، الشعب اللبناني، وخصوصا من كانوا قريبين من قلب الانفجار، سيحتاجون لمراجعة مصحات نفسية، ومختبرات قياس قدراتهم السمعية، وتخطيط دوري للمخ للتأكد من سلامتهم من الارتجاج، وعمر من متابعة العجز الجسدي والنفسي بإعاقات تتضخم مع تقدم العمر.
الشعب اللبناني يجد معظم الدول المحبة للسلام تتعطف عليه بالمعونات، والمنح، وهو من كان في ماضيه بلد الخير والنماء والنعيم والتين والزيتون والتفاح، قبل أن تستبدل زراعته بالمخدرات!
كل زعامات الفساد مختبئة اليوم، ولكنهم بلا خجل ولا منطق سيعاندون الشعب، ويقتلون المنتفضين بالشوارع بأسلحة المندسين، ولن يلبثوا أن يجدوا لهم خدعة، ليعودوا للتراشق بالتهم، منتصبين بين أتباعهم بجنون عظمتهم يطالبون بحقوق أحزابهم الموروثة في السلطة، والفساد.
ويصرخ زعيم سلطة الظلام من جحره محذرا من حرب أهلية، ووعود بتخزين أسلحته من نترات الأمونيا والليثيوم مستقبلا في أماكن بيروتية أكثر خفاء وتمويها، بعيدة عن مقرات جنده المقاومين في الضاحية.
النظام العالمي مختلف الرأي في كيفية وجذرية الحلول، والشعب اللبناني يعلم بأنه لا حل يلوح في الأفق، إلا للقادر على الهجرة.
وصدقوني لا عجب أن يصل الحال ببعضهم للمطالبة بعودة الانتداب الفرنسي!
alnahariShaher@