المخدرات الرقمية

في منتصف الأسبوع الماضي توفي شاب بعد نقله إلى أحد المستشفيات في السعودية في حالة هيجان وتشنج عنيفين، ثم تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أن سبب وفاته كان جرعة زائدة من (مخدرات رقمية) تناولها عن طريق الانترنت، ورغم عدم تأكد هذه المعلومة إلا أنها فتحت أبواب النقاش للدخول إلى عالم جديد لا يعلم الكثير عن وجوده. فما هي المخدرات الرقمية؟

قبل حوالي مئتي عام، اكتشف العالم الألماني هنريك ويلهلم أن الإصغاء إلى صوتين مختلفين بترددين مختلفين في كل أذن في نفس الوقت يعطي الشخص انطباعا بسماع دقات قوية تصدر من داخل رأسه، ووجد بعد ذلك أن التحكم في هذه الأصوات يخلق موجات عصبية شبيهة بموجات الدماغ أثناء الشعور بحالة مزاجية معينة كالاسترخاء مثلا، لذلك استخدمت هذه الطريقة في سبعينات القرن الماضي في علاج بعض حالات الاكتئاب.

في عام 2012 بدأ التحذير من وجود مخدر من نوع جديد بدأ في الانتشار السريع، ورغم أن التحذير الأول صدر من الشارقة إلا أن اللغط حصل في بيروت التي شهدت حالتي إدمان رقمي، وبدأت المطالبة بوجود تشريعات قانونية لمجابهة الخطر القادم من دهاليز الانترنت في الوقت الذي تزايد فيه تنزيل برامج أصوات الأبعاد الثلاثية على الأجهزة الكفية.

تبدأ الجلسة بوضع سماعات الأذنين، وربما تثبيتهما بغطاء رأس ثم الاستماع إلى المقطع الصوتي الذي قد لا تتجاوز قيمته عشرة ريالات، تسمع الأذن اليسرى صوتا مختلفا عما تسمعه اليمنى، مما يؤدي إلى خلق موجة في الدماغ، هذه الموجة محددة سلفا بحيث تشابه تلك التي يصدرها الدماغ عند تناول مخدر معين لتحاكي الإحساس بتناوله، فينتج عن ذلك تشنجات متكررة.

علميا، ليس هناك دراسات طبية تؤيد أو تنفي وجود مثل هذه المخدرات، أو على الأدق المؤثرات الرقمية، ويستحيل الجزم بأنها سبب وفاة أو صرع شخص ما، ولكن المؤكد أن وجود ابنك وحيدا في غرفته لساعات طويلة واضعا السماعات على أذنيه يعني أنه لم يجد في البيت أحدا يتكلم معه، فقرر الرحيل إلى عالم آخر.

aalmansari@

[email protected]