ندوة الحج الكبرى: تهيئة الأجواء لأداء المناسك بأمن وصحة وسلامة

الاثنين - 27 يوليو 2020

Mon - 27 Jul 2020

أكدت ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية في دورتها الـ45 المقامة تحت عنوان «قواعد الصحة العامة وتطبيقاتها العلمية في ضوء التوجيهات والممارسات النبوية»، التي افتتح أعمالها أمس وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، بمشاركة عدد من الوزراء والعلماء ونخبة من الأطباء والاستشاريين والفقهاء والشرعيين، حرص المملكة على بذل الطاقات والإمكانات، وتهيئة السبل ليتمكن الحجاج من أداء مناسك الحج والعمرة بأمن وصحة وسلامة حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين.

وبدأت أعمال الندوة بجلسة افتتاحية بعنوان «من الحج إلى العالم «، أدارها وزير الحج.

وأوضح بنتن أن الله شرف المملكة وخصها بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الشأن الإسلامي وقضاياه ومستجداته، مضيفا «منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وحتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وللمملكة دور رائد في نشر الإسلام وخدمة المسلمين ومناصرة قضاياهم، فمن قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة، تجند المملكة التي يفد إليها الملايين سنويا كل الطاقات والإمكانات وتهيئ السبل كافة لتيسير وصولهم إلى الحرمين الشريفين وخدمتهم، ليتمكنوا من أداء المناسك».

وأشار إلى أنه سيتم خلال هذه الجلسة، التي تتناول الجانب الصحي من جوانب الهدي النبوي الذي أرسى دعائمه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، العرض والنقاش من منظور علمي لقواعد الصحة العامة وتطبيقاتها العلمية في ضوء التوجيهات والممارسات النبوية.

عقب ذلك ألقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، كلمة أشار فيها إلى حكمة الشريعة الإسلامية بأن جعلت حفظ الأنفس وسلامتها من الضرر عند أداء العبادات والقيام بالواجبات أمرا له اعتباره، ولهذا أباحت للحاج ارتكاب محظورات الإحرام خشية أذى متوقع، وأباحت الفطر في رمضان عند الخوف على النفس. وإن المتأمل للنصوص الآمرة بالحج يجد أنها علقت حكم الحج بالاستطاعة.

وقال «إن من الاستطاعة المعتبرة عند فقهاء الإسلام من كل مذهب أمن الطريق، وسلامة النفس في سفر الحج وعند أدائه، واعتبروا أيضا ما كان المسلمون يعانونه في قرون سالفة من الخوف عند سلوك الطريق إلى مكة، حيث كان يترتب على اختلال أمن الطريق فيما مضى زيادة أعباء يتحملها الحاج لتوفير أمن الطريق»، مؤكدا أن كل ذلك انتهى بعد أن أنعم الله تعالى على المسلمين بقيام الدولة السعودية، حيث أمنت سبل الحج وطرقه، وزال الخوف المتوقع في صحاري الجزيرة العربية.

وأوضح وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي أن عنوان الجلسة الافتتاحية للندوة (من الحج إلى العالم) يرتبط بالإعلام وبما تحمله وسائله الإعلامية المختلفة من رسائل إعلامية تسهم في تحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية، وكذلك تعريف العالم أجمع بسماحة ووسطية الإسلام.

وأشار إلى تأسيس إدارة غرفة عمليات إعلامية تعمل على مدار الساعة لإعداد وتنسيق التغطية الإعلامية المتكاملة، وتزويد اتحاديْ إذاعات الدول العربية، ووكالات الأنباء الإسلامية، وأكثر من 2500 منصة إخبارية دولية ذات انتشار وتأثير على مستوى العالم بما يحتاجونه من مواد إعلامية.

قالوا عن جهود المملكة:

صحة وسلامة

«في هذا العام وعلى الرغم من الظروف الصحية العالمية التي تجتاح العالم جراء تفشي فيروس كورونا بكثافة، حرصت المملكة على أن يؤدى الركن الخامس من أركان الإسلام بأمن وصحة وسلامة، وتحت رعاية واهتمام وحرص بالغ لمن كتب الله لهم التمكن من أداء الفريضة واستطاعوا إلى الحج سبيلا».

الدكتور محمد بنتن

حفظ الأنفس

«المملكة ترصد المتغيرات وتراقبها، وتسعى جاهدة مستعينة بالله لمقاومة هذا الوباء، وانعكس ذلك على أداء الواجب تجاه حجاج بيت الله الحرام واستشعار واجب حفظ الأنفس الذي أولته الشريعة اهتماما بالغا، كما أنها تقيم المخاطر على صحة الحجاج، والمخاطر المتوقعة، لهذا أصدرت قراراتها وتنظيماتها لحج هذا العام، جاعلة صحة الحجاج والمعتمرين على رأس اهتماماتها».

الدكتور عبداللطيف آل الشيخ

اتباع التعليمات

«يجب اتباع التعليمات الوقائية والإجراءات الاحترازية التي تحث عليها الحكومة الرشيدة، ومنها الاهتمام بالحجر الصحي والابتعاد عن العدوى، وعدم التعرض للأمراض وأماكنها، والابتعاد عن الملوثات وتلويث الماء الجاري، واجتناب كل ما يضر بالصحة، واتباع الوسطية في الأمور كلها، والاهتمام بالطب والصحة النفسية والتحذير من الخرافات العقلية والحسية».

الدكتور عبدالرحمن السديس