عبدالله العلمي

السيرة الذاتية لخائن الأمانة

الأربعاء - 22 يوليو 2020

Wed - 22 Jul 2020

وقف سعد الجبري أمام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأقسم أن يكون مخلصا لدينه والملك والدولة، وأن يؤدي عمله بالصدق والأمانة والإخلاص. غادر القصر الملكي، ثم أكمل خطته ضد وطنه المملكة العربية السعودية بالكذب والخبث والخداع.

بدأ الجبري أعماله الإجرامية في 2003، في الفترة نفسها التي كانت فيها المملكة تخوض الحرب مع «القاعدة»، ذراع الإخوان الإرهابيين، وفي العام نفسه الذي تقلد فيه رجب طيب إردوغان رئاسة وزراء تركيا.

حرص الجبري منذ البداية على إيجاد مخارج من المساءلة، فصنع شبكة أصولية من زعماء وكوادر الإسلام السياسي المتطرفين تحت شعار محاربة الإرهاب.

في عام 2008، أشرف على إنشاء وتسجيل شركات بمساعدة شقيقه وابن أخيه واثنين من زملائه المقربين، محققا أرباحا طائلة من المال الحرام.

في عام 2013، أصبح تميم بن حمد آل ثاني أميرا لقطر. في العام نفسه اشترى سعد الجبري وخالد الجبري شقة بنتهاوس في بوسطن بمبلغ 3.5 ملايين دولار. هذا ليس كل شيء، بل استثمرت شركاته 50 مليون دولار لشراء تكنولوجيا وصفها الجبري أنها تقنية متقدمة لملاحقة الإرهابيين.

دفعت شركة مسجلة في جزر فيرجن البريطانية التي يمتلكها الجبري، أكثر من 45 مليون دولار لعدة شركات وأفراد وأقارب وحلفاء للجبري كما أظهرت الوثائق المصرفية. وكأن هذا لا يكفي، فاشترت إحدى شركاته شققا فاخرة في تورونتو وبوسطن وتركيا.

في سبتمبر 2015 تم إعفاء سعد الجبري من منصبه، تسلل بعدها كاللصوص حاملا معه خزيه وعاره من سرقة المال العام للدولة خلال إشرافه على صندوق مكافحة الإرهاب.

صحيفة «وول ستريت» كشفت أن المملكة تسعى لملاحقة الجبري الهارب إلى كندا في إطار الحملة التي شنتها السعودية مؤخرا لمكافحة الفساد.

السعودية تسعى إلى محاسبة الجبري وبعض أقاربه ومعاونيه في قضية فساد كبرى بأكثر من 11 مليار دولار كشفت التحقيقات الأمنية السعودية أن الجبري ومعاونيه استولوا عليها من أموال الدولة.

كانت هذه سيرة لص محترف عمل بوزارة الداخلية بغرض الإثراء الشخصي لأكثر من 15 عاما. لوث تاريخه بتحميل الدولة الرسوم الوهمية مع الشركات والمحسوبية والصفقات. إلا أن السعودية أثبتت أن مطاردة الفاسدين ممن اتسخت أيديهم بسرقة المال العام لن تتوقف، خاصة اللصوص والمرتزقة المتحكمين ببنود المصروفات.

وكما مارسنا حقنا في السابق، علينا التعامل مع كندا بعزم وحزم وثبات، بعد أن رحبت بأصحاب السوابق والشتامين والساقطات.

AbdullaAlami1@