موقف جاد لكنه باسم
الاثنين - 08 يونيو 2020
Mon - 08 Jun 2020
قال: ذات مساء يوم من أيام «كورونا الرمضانية» أقبلتُ على أم محمد وهي تجلس كعادتها في قاعة البيت تحتسي قهوتها، كنت أحمل في يدي كتابا ضخما «هو كتاب ديني يبلغ عدد صفحاته أكثر من ألف وأربعمائة صفحة»، جلست في مكاني المعتاد أمامها وأنا أعرك عيني من غير سبب، واضعا يدي على جبيني كما لو كنت أشكو إرهاقا وصداعا.
قالت لي: سلامات ما هذا الكتاب الكبير الذي معك؟
قلت: هذا الذي لم أنم ليلة البارحة إلا بعد أن أكملت قراءته.
قالت: من أجل هذا تشكو مما تشكوه الآن، إذن فعلى نفسها جنت براقش.
قلت وأنا أقلب صفحاته أمامها لأجعلها تسترسل بالحديث إنه كتاب يصعب على من هو مثلي أن يتركه قبل أن يأتي على آخر صفحة من صفحاته، وإن كثُرت، فهو كتاب قيم ومفيد.
قالت: «إن الله مشقيك» كما قال والدك لك ذات يوم عندما رآك في حديقة بيتكم في جدة وأنت في حمئة الشمس وفي رابعة النهار تزرع شجر «بنسيان» التي لا فائدة منها ولا نفع فيها.
قلت: هذا كان أيام الفتوة والشباب، أما اليوم فالأمر مختلف كما تعرفين يا أم محمد.
قالت: قد يكون هذا، لكن كما يقال الطبع يغلب التطبع، فها أنت ترهق نفسك وتحملها ما لا تطيق كقراءة هذا الكتاب الكبير الذي بين يديك في ليلة واحدة، إنه لتصميم في غير موجب ولا داعٍ، فكتاب بهذا الحجم يقرأ خلال أسبوع على الأقل، لكن كما قال عنك والدك يرحمه الله.
قلت: إنه كتاب ديني ألا ترين أنني مأجور إن شاء الله على قراءته؟
قالت وكأنها قد ضاقت بهذا النقاش ذرعا: الأجر من عند الله، لكنني لا أقرك ولا أتفق معك على أن تُمرض نفسك وتُرهق عينيك بالقراءة المتواصلة من غير داعٍ، وأنت تعلم كم هي العمليات الصعبة التي أجريت لعينيك، لذلك عليك أن تحافظ عليهما فالعمى صعب، ولعلك لم تنس بعد كم أصبح عمرك اليوم فهون عليك يا أبا محمد.
قلت: إنني سعيد بتذكيري بما كان مني، وبما يجب علي اليوم سماعه من ملاحظات هي دون شك آتية من زوجة يهمها أمري ويسوؤها أن تراني أمرض أو أتألم، كيف لا وهي رفيقة دربٍ وحياة ما يزيد على نصف قرن من الزمان وهي تحمل همي وهم البيت والأولاد دون شكوى أو تذمر.
قالت ما يؤكد أصلها وطيب معدنها بأن: ما كان قد مضى وكان.
قلت: بارك الله فيك ولك وفيما أنت فيه ومتعك الله بالصحة والعافية، آمين ثم أمين لأضع الكتاب جانبا لأشاركها شرب القوة التي نحبها ونحرص على تناولها معا.
قالت لي: سلامات ما هذا الكتاب الكبير الذي معك؟
قلت: هذا الذي لم أنم ليلة البارحة إلا بعد أن أكملت قراءته.
قالت: من أجل هذا تشكو مما تشكوه الآن، إذن فعلى نفسها جنت براقش.
قلت وأنا أقلب صفحاته أمامها لأجعلها تسترسل بالحديث إنه كتاب يصعب على من هو مثلي أن يتركه قبل أن يأتي على آخر صفحة من صفحاته، وإن كثُرت، فهو كتاب قيم ومفيد.
قالت: «إن الله مشقيك» كما قال والدك لك ذات يوم عندما رآك في حديقة بيتكم في جدة وأنت في حمئة الشمس وفي رابعة النهار تزرع شجر «بنسيان» التي لا فائدة منها ولا نفع فيها.
قلت: هذا كان أيام الفتوة والشباب، أما اليوم فالأمر مختلف كما تعرفين يا أم محمد.
قالت: قد يكون هذا، لكن كما يقال الطبع يغلب التطبع، فها أنت ترهق نفسك وتحملها ما لا تطيق كقراءة هذا الكتاب الكبير الذي بين يديك في ليلة واحدة، إنه لتصميم في غير موجب ولا داعٍ، فكتاب بهذا الحجم يقرأ خلال أسبوع على الأقل، لكن كما قال عنك والدك يرحمه الله.
قلت: إنه كتاب ديني ألا ترين أنني مأجور إن شاء الله على قراءته؟
قالت وكأنها قد ضاقت بهذا النقاش ذرعا: الأجر من عند الله، لكنني لا أقرك ولا أتفق معك على أن تُمرض نفسك وتُرهق عينيك بالقراءة المتواصلة من غير داعٍ، وأنت تعلم كم هي العمليات الصعبة التي أجريت لعينيك، لذلك عليك أن تحافظ عليهما فالعمى صعب، ولعلك لم تنس بعد كم أصبح عمرك اليوم فهون عليك يا أبا محمد.
قلت: إنني سعيد بتذكيري بما كان مني، وبما يجب علي اليوم سماعه من ملاحظات هي دون شك آتية من زوجة يهمها أمري ويسوؤها أن تراني أمرض أو أتألم، كيف لا وهي رفيقة دربٍ وحياة ما يزيد على نصف قرن من الزمان وهي تحمل همي وهم البيت والأولاد دون شكوى أو تذمر.
قالت ما يؤكد أصلها وطيب معدنها بأن: ما كان قد مضى وكان.
قلت: بارك الله فيك ولك وفيما أنت فيه ومتعك الله بالصحة والعافية، آمين ثم أمين لأضع الكتاب جانبا لأشاركها شرب القوة التي نحبها ونحرص على تناولها معا.