مختصون يتوقعون تراجع الإيجارات والعقارات لمواكبة مستجدات تأثيرات الجائحة

يترقب مستثمرو القطاع العقاري المسار الذي ستتجه إليه الأسعار خلال الفترة المقبلة بعد أن شهد القطاع فترة ركود دامت نحو شهرين ونصف الشهر بعد أن ألقت جائحة كورونا بظلالها على العديد من القطاعات، ومن بينها العقار الذي شهد فترة ركود نتيجة لتوقف البيع والشراء.

ويرى عدد من المتعاملين أن السوق سيشهد تغيرات من حيث العروض والطلبات بسبب جائحة كورونا، متوقعين تراجعا في أسعار العقارات والإيجارات، نتيجة لمواكبة المستجدات والتغيرات التي طرأت على السوق، نتيجة آثار الجائحة، وهو ما سيخلق مواءمة بين المشتري والبائع، وكذلك بين المؤجر والمستأجر.

إعادة هيكلة

وأوضح الوسيط العقاري ثامر القرشي أن المعادلة المتوقعة هي الموازنة ما بين المشتري والبائع، بحيث ستتباطأ عمليات الشراء بسبب إعادة هيكلة المصروفات لدى المستهلك وتقنين عمليات الشراء بحسب الحاجة، علاوة على أن البائع يسعى بأن يتم البيع بما يتواكب السوق، مبينا أن المشاريع المقبلة هي التي ستشهد العديد من التغيرات، داعيا إلى أن يضع المستثمر أمامه أن الهامش الربحي يجب أن يكون في حدود المعقول ليكون لديه إقبال من قبل المشترين.

تراجع الشراء

وأضاف القرشي أن هناك جانبا آخر، وهو الأراضي فبعد أن توقفت عمليات البيع والشراء فإن الطابع العام يشير إلى وجود عروض لاتزال قائمة قبل جائحة كورونا، مما جعل هناك تراجعا في الشراء حتى هذه اللحظة، أملا في ملاءمة الظروف الحالية بالأسعار، وخاصة أن البعض تراجع عن الشراء بعد أن توقفت بعض الجهات في إتمام عملية البيع خلال فترة منع التجول.

حذر وترقب

وأشار مدير مؤسسة الصفة العقارية سليمان العمران إلى أن الحذر والترقب سيكونان ديدن المرحلة المقبلة إلى أن يتم تحديد اتجاه السوق، وذلك لما شهدته السوق من توقف، متوقعا أن تنخفض كلفة سعر الأراضي حتى تتلاءم مع كلفة البناء.

وأوضح العمران أن القطاع سيشهد -وخلال أقل من شهر- تحولا في قيمة السعي، سواء في البيع أو الإيجار على البائع، والتي أعلنتها الهيئة العامة للعقار، وهذا قد يرفع من نسبة الإقبال على الشراء أو عمليات الإيجار، نظرا لعدم تحمله السعي.

شراء انتقائي

وتوقع مختص التمويل العقاري في أحد البنوك فهد العتيبي أن يشهد سوق العقار انتقائية في عمليات الشراء، مما سيخلق تذبذبا في الأسعار ووضع العروض بأقل الهوامش الربحية لتصريف الوحدات وما شابه ذلك، التي بقيت لدى المستمرين منذ بداية أزمة كورونا، وكذلك فإن محاولة تمسك ملاك الوحدات بالمستأجرين والبحث عن مستأجرين سيخلق نوعا من الهبوط في المرحلة المقبلة القصيرة، ولكن وبشكل عام فإن النظرة إيجابية أمام المستهلك في وقت تشهد فيها الجهات التمويلية دعما كبيرا من قبل الدولة من أجل تأمين السكن للمواطن.

تباطؤ السوق

وأضاف العتيبي أنه ليس بمستغرب كذلك أن تقوم الجهات التمويلية بخفض الفائدة في حال تباطؤ السوق، مشيرا إلى أن السيولة لدى المصارف ستحفز المقبلين على الشراء في حال وجود أسعار تتواكب مع الفترة الحالية، مبينا أن الحذر والترقب سيسيطران على الفترة المقبلة نتيجة عدد من التغيرات التي شهدناها جراء الجائحة.