شاكر أبوطالب

الخروج برفقة كورونا!

الاحد - 31 مايو 2020

Sun - 31 May 2020

حتى نسترجع حياتنا التي سرقها فيروس كورونا المستجد، أمامنا هذه الأسابيع الثلاثة المقبلة، التي سنكون فيها جميعا في مواجهة (كوفيد-19)، وأبرز الاحتمالات المتوقعة خلال هذه الفترة الحرجة، إما أن ننجح معا في التغلب على الفيروس وإبقاء معدلات انتشار العدوى تحت سيطرة النظام الصحي وضمن الإمكانات الطبية المتوفرة حاليا، أو سيتمكن كورونا من مضاعفة سرعة انتقاله وحجم انتشاره، وإلحاق الضرر بالفرد والمجتمع والاقتصاد، وربما ستنهار المنظومة الصحية وتصبح غير قادرة على القيام بأي شيء كما حدث في كثير من البلدان، وإيطاليا أوضح مثال.

بعض الدول التي طبقت إجراءات احترازية صارمة واستباقية، ومنها المملكة العربية السعودية، نجحت في الحد من انتشار الفيروس، جزء من هذه الدول استعجل في تعطيل القرارات الوقائية، فتضاعفت العدوى إلى عشرة أضعاف عما كانت عليه! كما حدث في سنغافورة.

رغم تباين ظروف استجابة كل دولة، إلا أن الكثير من الحكومات تعمل على رصد ومتابعة التدابير العالمية غير المسبوقة المتخذة لمواجهة كورونا المستجد، على أمل التوصل إلى أفضل الإجراءات المعمول بها، والتنبؤ بدقة بآثار التخفيف أو زيادة القيود للتحكم بمعدلات انتقال العدوى وأعداد الحالات المصابة. هذه المعلومات والبيانات باتت ضرورية جدا لتصميم استراتيجية إعادة الحياة إلى طبيعتها، مع خفض انتشار الفيروس لمنع حدوث موجات أخرى من العدوى.

التحدي الأكبر اليوم هو في ضمان عدم التهاون بتطبيق الإجراءات الوقائية كافة، سواء الملصقات الإرشادية على الأرضيات والجدران للمحافظة على التباعد الجسدي في المرافق العامة والمراكز التجارية، وإلزام الجميع بلبس الكمام وتغطية الأنف والفم، وغسل اليدين جيدا بعد ملامسة أي شيء، والتعاون مع المكلفين بقياس درجة الحرارة عند مداخل المباني.

ستنشر الوزارات الخدمية، مثل وزارة التجارة، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وزارة الشؤون الإسلامية، وغيرها، ستنشر فرقها الميدانية للتأكد من التقيد بالإجراءات الاحترازية والسلوكيات الوقائية في المراكز التجارية ومقرات العمل والمساجد، ولكن هذه الفرق بحاجة إلى التعاون والمساعدة للقيام بمسؤولياتها، والحل في تفعيل التطوع الفردي للمساهمة في الإبلاغ عن أي انتهاك للتعليمات الصحية في أي مكان في المملكة، من خلال تطبيق الكتروني سهل وبسيط ومرن يساعد على ردع المخالفين المستهترين بحياتهم وحياة الآخرين.

ينبغي للدوريات الأمنية ودوريات المرور أيضا بذل مزيد من الجهود لرصد المخالفات داخل المركبات، خاصة التي تنقل عمال المصانع والمراكز التجارية الكبرى، وكذلك السيارات الخاصة التي تتكدس فيها عمالة البناء والتشييد، وهي من المشاهد اليومية المتكررة التي لا تخطئها العين.

ما سبق وغيره من إجراءات لن تكون ذات فاعلية وأثر إلا إذا كان هناك مستوى واحد من الوعي الفردي والمجتمعي، مع مواصلة توسيع نطاق الفحص الاستباقي والميداني، وتطوير أساليب التتبع السريع للحالات المخالطة لأشخاص تأكدت إصابتهم، أو حتى أولئك المحتمل إصابتهم.

وينبغي أن نستوعب حقيقة أنه دون اكتشاف لقاح أو علاج فعّال، سيبقى إيقاف العدوى أو الحد من انتشارها هو السلاح الوحيد الذي بحوزتنا للدفاع عن أنفسنا وأحبابنا ومجتمعنا ووطننا. تلحقكم بركة العيد وكل عام وأنتم بخير.

shakerabutaleb@