شاهر النهاري

ابتسم يا إردوغان للصورة

الاثنين - 18 مايو 2020

Mon - 18 May 2020

تركيا اليوم مختلفة كليا عنها قبل عدة سنوات، ولا بد من التقاط صورة حديثة للتاريخ والذكرى، في عصر الخليفة العصملي الحديث إردوغان، ولا بد من أن تسمها ببسمتك، لتكون شاهدة على العصر، تؤكد قتامة دقائق مكونات الصورة.

ابتسم فالصورة الداخلية ناطقة بخلافات حزبك الإخواني، المتطلع لتهميش البرلمان التركي، وهيمنة حزبك الإخواني الأوحد المتسلط، رغم سقوطه المدوي في الانتخابات الماضية، وتشكيكك وإعادتها، وسقوطك.

ابتسم فالليرة التركية تضمحل قيمتها، والشعب التركي يسمع جعجعة، ويرى كيف تطحن عظامه بينها.

ابتسم والانقلاب المزعوم قلب الحق باطلا لتجرجر معارضيك من بيوتهم ومكاتبهم في عز النهار، حتى امتلأت السجون بهم، وبكل من يفتح عينه أو فمه من الإعلاميين.

ابتسم فعلاقات تركيا الخارجية مشتعلة، وكل حصيف يتمنى أن يكون بينه وبينها برزخ ليتقي كثرة شرورك، وخبثك وجنون عظمتك واستقطابك لكل إرهابيي العالم وشذاذ الآفاق، تعيد برمجتهم ثم تقوم بتوزيعهم في مناطق النزاع العربي.

زرعت أرض العراق بداعش، ونهبت نفطها بتراب الفلوس، وفي سوريا العربية لك جولات خيانات عظمى وجرائم حرب، وإبادة وتهجير للسوريين بمختلف أعراقهم وأديانهم، لتبقى سياستك تبطش وتغدر حتى بحليفيها في الشر والاحتلال روسيا وإيران.

ابتسم وأنت عضو بحلف الناتو، ولكنك تخالف تعليماته الأساسية بامتلاك السلاح الروسي، العدو الاستراتيجي للحلف.

ابتسم وأنت تنقب عن البترول في مياه اليونان وقبرص الإقليمية، عابثا بالحدود والمواثيق الدولية، طامعا في اغتصاب الغاز والبترول.

ابتسم وعلاقاتك مع أمريكا على المحك، لتطلعاتك المريضة التي تعيش في خيالات مسلسل حريم السلطان.

ابتسم وعلاقاتك تقبع في أسوأ أحوالها مع قلب العالم العربي والإسلامي السعودية، والتي كانت تفتح لك ولشعبك قلبها، وتدعمك بكل إمكاناتها، قبل أن تتكشف لها أنياب أطماعك، ومخالب خياناتك، بتوليك بطولة الأدوار الشريرة، في كل من الداخل القطري، والقضية اليمنية، ناشرا للشرور.

ابتسم وعلاقاتك مع دول الخليج العربي، التي كان خيرها عليك جعل الصورة أكثر قتامة بتدخلاتك السافرة في سوريا والعراق والسودان والصومال وقطر وليبيا.

ابتسم وعلاقاتك متردية وخائنة للعمود الفقري للعرب، مصر وجيشها العظيم، وأنت مستمر بالإساءة إليها إعلاميا، وإرسال الإرهابيين لأراضيها، وتطويقها من جانب ليبيا بمجموعات مستأجرة من الإرهابيين، زيادة على علاقاتك المريبة المسمومة مع حكومات الجزائر وتونس لصالح النهج الإخواني الإرهابي.

ابتسم وعلاقاتك بالاتحاد الأوروبي أسود من قرن الخروب، فلا يأمنون جيرتك، وأنت تهددهم وترسل لهم مئات الآلاف من المهاجرين والإرهابيين، بعمليات ابتزاز علنية لم تعد تخيل عليهم، بل وتجعل من دخولك للاتحاد حلم إبليس بالجنة.

ابتسم فصورة تركيا غدت في قمة البشاعة، وحتى من كانوا يزورونها من العرب توقفوا، بعد تعرض كثير منهم للضرب والإهانة على أيدي دركك الإخواني، شاعرين بالخوف على أملاكهم وعقاراتهم، متمنين لو يتخلصون منها ولو بربع قيمتها، ويعجزون.

ابتسم والسائح الأجنبي أصبح يتوقع ألف مكيدة وشبهة حينما يمر بمطارات بلدك، فقد تخلط قوات أمنك بين السائح والإرهابي، حتى لا يجد نفسه إلا في أرض حرب وإرهاب.

ابتسم ابتسامة عريضة، فالصورة مثبتة للتاريخ، ولا بد أن يضحك عليها العالم قريبا.

نسخة من الصورة مع كامل الاحترام للشعب التركي المسلم.

Shaheralnahari@