عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (15.5.20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 14 مايو 2020

Thu - 14 May 2020

عند كتابة هذا الملخص كانت أرقام وزارة الصحة تشير إلى أن أعداد المتعافين من الفيروس اللعين أكثر من أعداد المصابين ليومين على التوالي، لا أعلم ماذا حدث في اليوم الثالث لأني سأكون قد أرسلت المقال، ولكني أتمنى أن يكون الأمر مبشرا، والحقيقة أني قد خفت من الفيروس، ثم خفت من خوفي من الفيروس، ثم إني الآن في مرحلة الخوف من التبلد الذي أصابني حيث لم يعد الأمر يشكل فارقا، أريد ـ مثل كل الناس ـ أن ينتهي هذا الكابوس، أريد حين يصبح هذا الوقت ماضيا أن نتذكره كالحلم على أنه الوقت الذي فرق الناس ولا أريد في المستقبل ـ إن أتى المستقبل ـ أن نتذكر كالحلم أن الناس كانوا يجتمعون ويتبادلون التهاني بالأعياد والمناسبات.

ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى :

• الخبر المهم الآن هو الحديث عن موجة ثانية من الوباء، ستبدأ حين يظن العالم أنه في طريق النجاة، ومع أن الخبر يبدو في مظهره مخيفا إلا أنه في واقعه ليس كذلك، فهذه الموجة الثانية ليست سوى الريح التي تهدد البلاط بأنها ستصادر ممتلكاته. في كل مرة تخسر شيئا فإنك في واقع الأمر تتخلص من أحد مخاوفك، وحين تخسر كل شيء تصبح محصنا تماما ضد الخوف. مع أنهم لم يجدوا لقاحا لعلاج الخوف حتى الآن.

• يمكن أن تكون وطنيا عظيما دون أن تشتم أحدا، وقد تتفاجأ عزيزي الوغد أن الوطني المخلص هو المخلص في عمله، عفيف اليد، الذي لا يستبيح المال العام، وقد يدهشك أن الأمر أقل من ذلك أيضا، فحفاظك على نظافة شارعك، وحفاظك على الممتلكات العامة، واهتمامك بالبيئة وكف أذاك عن البشر والمخلوقات الأخرى أمور تثبت وطنيتك أكثر من كل الشتائم التي قلتها والتي تستعد لقولها، وستكون هذه التصرفات كفيلة بالرد على من تعتقد أنه يجب أن ترد عليهم، لكنك فيما يبدو تميل إلى الأعمال السهلة التي لا ترهق بدنك، ولا عقلك ـ إن وجد ـ.

• وأرجو أن تلاحظ عزيزي النذل أني لا أمنعك من شتم الناس، فقد تجد متعة في هذا وأنا ضد حرمان أي إنسان مما يستمتع به، لكن اشتمهم نيابة عن شخصك «الكريه»، لا داعي أن تبين أنك المتحدث الرسمي باسم كل من يحمل ذات الهوية التي تحملها. ولا أن تضع صورا وأعلاما لتقول للآخرين إنك العاشق الوحيد للوطن وللمسؤولين وإن نهجك هو الذي يجب أن يتبع إلى يوم الدين. وإن الدولة لا يجب أن تعين مسؤولا ولا موظفا صغر أو كبر قبل أن تعطي أنت الضوء الأخضر. وتبحث في تاريخه وحاضره وماضيه وما زلت به لسانه وبما سولت له نفسه. وماذا كان يحب حين كان مراهقا، ولا تاريخ الطبيب الذي أشرف على ولادته.

• شمس دماء الضحايا التي تلطخت بهم أيدي معشوق الجزيرة وقرة عينها ومهجة فؤادها لا يحجبها تقرير ولا يغطيها غربال برنامج، لكن بعض الخلق يستمتعون بالخزي في الدنيا وهم يتحدثون عن المجرمين الذين سبقوهم إلى الآخرة. وعند الله تجتمع الخصوم.

agrni@