عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (8.5.20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 07 مايو 2020

Thu - 07 May 2020

أسبوع بصيص الأمل والضوء الذي يقال إنه في آخر النفق، لم أشاهد ذلك الضوء ولكن آخرين يجزمون أنهم رأوه، قد يكون ضوء الشمس وبوابة الفرج بعد الضيق، وقد يكون ضوء قطار قادم سيأتي على من في النفق ويريحهم من مخاوفهم إلى الأبد. من المؤكد أن هذه الأزمة ستنتهي، هذا أمر لا جدال فيه ولا ريب، ولكني أجدني أحيانا وأنا أسمع أهل الطب وهم يخبرونني أن الأمر لن يدوم أتبنى نظرية أبي فراس الحمداني :

معللتي بالوصل والموت دونه .. إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر.

ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى :

• سنجتاز هذه الأزمة سويا، وسنكون أقوياء وسيكون الغد أجمل، وهذا ليس رجما بالغيب، ولكننا يجب أن نؤمن بهذا يقينا حتى لا نفسد حاضرنا، فالله لطيف بعباده، وحسن الظن بالله عبادة عظيمة، كل من يمارسها يجد نتائجها أسرع مما تخيل، وأقرب مما كان يظن.

• التصريحات العامة وغير المفصلة والتي ينقصها الوضوح فهي الصيد الثمين لمروجي الإشاعات ومحترفي الكذب وتزجية الأوقات في وسائل التواصل بتأليف السيناريوهات. ولن يستغرق الأمر دقائق بعد أي تصريح من هذا النوع حتى تنهال تلك القصص من كل حدب وصوب.

• أحمد الله أني لست حكومة، وأشعر بالتعاطف مع الحكومات وما ستواجهه في قادم الأيام، وأراحني رغم تأففي من المعارضة التي واجهتها أني أواجه فقط رغبات خمسة أشخاص وليس شعبا من ملايين الأشخاص مختلفي الأفكار والتوجهات والقناعات، في غالبهم لا يريدون التخلي عن أي شيء.

• في أيام خلت كنت أتمنى أن أصبح فاسدا كبيرا يضرب به المثل في عالم اللصوصية لأن الأمر كان مغريا ولأن الفساد كان المهنة الأسهل والأسرع للوصول للثراء ـ الذي لا زال حلمي ـ والعقبات في طريق الإبداع في هذه المهنة تكاد تكون معدومة. لكن توجهات الدولة الجديدة وحزمها في مواجهة الفساد أحبطت أحلامي وقضت عليها في مهدها، فالأمر يحتاج الجرأة والوقاحة في أعلى مستوياتها وأنا لست موهوبا في هذين المجالين الحيويين المهمين اللذين هما مصدرا إلهام اللصوص في كل العصور.

• لا أظن أن الفاسدين سينقرضون سيكونون آخر الكائنات على هذا الكوكب، لكن الحزم في مواجهتهم سيجعل مهنتهم لا تغري أحدا، مهمة أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد هي جعل حياة الفاسدين أصعب، أما القضاء عليهم فهذا لن يحدث قبل النفخ في الصور، والدليل أنهم يمارسون هذه الهواية في هذا العصر وفي هذه الأزمة. تركيبة الفاسد معقدة وأعتقد أن جزءا منها يحتاج لتدخل طبي، ربما يكون مفيدا وجود مراكز صحية مهمتها علاج إدمان الفساد.

• جميع الأصدقاء في الاستراحة قد أجمعوا ضمنا على أن فكرة الديمقراطية يجب أن تنتهي إلى الأبد وأنها كانت ضرورة في مرحلة من تاريخ البشرية ولكنها الآن تبدو غير منطقية في عصر وسائل التواصل والشعبوية وأن الجيوش الالكترونية وقطعان وسائل التواصل يمكن أن تغير الموازنات في أي انتخابات، سواء كانت في بلدها أو حتى في بلدان أخرى، وأن المواطن في الغالب أصبح مواطنا كونيا بسبب وسائل التواصل ولم تعد القضايا التي تشغله هي القضايا التي تهمه فعلا.

agrni@