محمد أحمد الشريف

التقنية طوق النجاة

الأربعاء - 06 مايو 2020

Wed - 06 May 2020

في ظل الأزمة والجائحة التي تمر على العالم في عام 2020 نجد الدول تتساقط الدولة تلو الأخرى في إدارة الأزمات والكوارث، وأخرى تعيش حالة اتزان وحالة استقرار في ظل الجائحة التي ضربت العالم. من وجهة نظري هناك محاور محورية جعلت كفة الميزان ترجح لصالح الدول المستقرة، كذلك اليوم العام ما بعد كورونا كيف سيكون مستقبله وفرصه من خلال التبؤ والتوقعات لخريطة المستقبل الجديد بعد كورونا.

سأتطرق إلى مجموعة من المحاور المهمة التي أرى أنها الأهم، وهي طوق النجاة لكثير من الدول:

التقنية والتحول الرقمي:

في الحقيقة هناك دول كثيرة استثمرت جزءا كبيرا من أموالها في تجهيز البنية التحتية الرقمية، في وقت كان العالم فيه يتجاهل التحول الرقمي ويقلل من أهميته، وأنه نوع من الرفاهية وليس أساس الاستخدام، في ظل أزمة كورونا أصبحت إدارة التغيير بشكل متسارع جدا، مما ساعد كثيرا وقفز إلى استخدام جميع طبقات المجتمع إلى التقنية خلال الشهر الماضي، وأصبح أسلوب حياة عصريا. محدثكم استخدم أكثر من 6 تطبيقات للاتصال المرئي، وجميع التطبيقات الخاصة بتوصيل الطلبات والمتاجر الالكترونية أتصفحها بشكل دوري وابنتي الصغيرة أصايل في رياض الأطفال اختتمت هذا الفصل بتوديع أصدقائها ومعلميها من خلال الاتصال المرئي، كذلك استخدمت تطبيق صحة التابع لوزارة الصحة، أعتقد أن كثيرين مثلي وأكثر تعاملوا مع أسلوب حياة مختلف وعصري وسهل ويساعد على الإنجاز، هكذا كانت تحلم شركات التقنية أن يكون الإقبال على التقنيات بشكل كبير، اليوم في ظل كورونا أصبح واقعا وحاجة ملحة لإنجاز الأعمال اليومية، بلادنا استثمرت كثيرا في هذا المجال في شتى القطاعات، وأصبحنا في ظل تساقط الدول بفضل الله ثم القيادة الحكمية من مصاف الدول الكبرى والأفعال والأقوال هي التي نراها اليوم على أرض الواقع.

الاقتصاد الرقمي:

من خلال الاجتماع الافتراضي الأول وبحضور 2500 شخص من جميع أنحاء العالم، عقد أعضاء مؤسسة مبادرة المستقبل (FII- Future Investment Initiative) حيث كان اللقاء (Beyond the Crisis: Technology to the Rescue ) بعنوان ما بعد الأزمة "التكولوجيا نحو الانقاذ"، والتركيز على الفرص القادمة في العالم ضمن جائحة كورونا، وقد عرض عدد من الخبراء الدوليين وجهات نظرهم حول الأزمة بقيادة معالي الأستاذ ياسر الرميان، وتم التطرق إلى السبل التي يمكن أن يتعافى بها الاقتصاد وصناعة الرعاية الصحية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الأخرى في أعقاب الأزمة إلى دعم الجهود المحلية والدولية التي ترمي إلى الارتقاء بالبيئة وتعزيز البيئة الاستثمارية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يسهم في دعم وتعزيز الفعاليات والأنشطة الاستثمارية ذات الصلة بالمبادرة. في الواقع نحن الآن نعيش في طفرة التقنية بشتى المجالات، الحقيقة تسليط الضوء من قبل رجال الأعمال على بعض القطاعات دون الأخرى يجعل فرصا أكبر لرواد الأعمال أن يستفيدوا من هذا لإعادة تحديث نماذج الأعمال للاستثمار بها.

التجارة الالكترونية:

المؤكد أن بلادنا اتخذت خطوات مهمة في التجارة الالكترونية، حيث وضعت خططا طموحة بمشاركة وزارة التجارة بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى تمكين منشآت رواد الأعمال من الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا الاتجاه. كذلك اختيار أبرز رجال الأعمال في عالم التقنية وما أنقذته خلال فترة الكساد العالمي، وأن التقنية والتكنولوجيا أنقذت العالم، وعلى رجال الأعمال تحديث خارطة الطريق للاستثمارات بشكل كبير في هذا المجال، باختصار بلادنا تقول للعالم: التقنية تنقذ الحاضر وتستشرف المستقبل.

الفرص المستقبلية:

الفرص المستقبلية في قطاع الدولة والحكومات كبيرة جدا، فالاستثمار في التقنيات الحالية وأدوات إدارة المستقبل ستكون ذات جدوى اقتصادية كبيرة للدول وللشركات، فتقنية البلوك شين والبيانات المفتوحة والطابعات ثلاثية الأبعاد وتطبيقات المدن الذكية ستكون محور اهتمام الدول في الفترة المقبلة.

في النهاية، ما أود التأكيد عليه اليوم أن التقنية أنقذت الدول والمجتمعات، وأصبحت مقاييس التطور والتقدم تبنى على تسارع الدول في تطبيق تقنيات المستقبل.

@mshalsharif1