مختصر الأسبوع (1.5.20)
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 30 أبريل 2020
Thu - 30 Apr 2020
انتهى الأسبوع الأول من رمضان، والحق أني بدأت أستلطف فكرة أن يكون الحجر إلزاميا في كل رمضان حتى بدون أوبئة، لا أعلم هل الأمر لطيف فعلا أم إني قد تعودت على الحياة الجديدة، كنت أتخيل أن رمضان دون الناس والأسواق والمجمعات سيكون كئيبا ومتعبا، لكن لأسباب ما زلت لا أفهما فهذه أفضل أيام رمضان عشتها، بدا فيها رمضان كأنه رمضان الذي نسمع به، ينقصه فقط أن تعود إلى المساجد حياتها، وتصفد القنوات التلفزيونية إلى آخر الشهر، ربما نفهم حينها أن رمضان هو شهر عبادة مفروضة وركن من أركان الإسلام.
ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى:
• طبيعية العالم قبل كورونا ليست مما يؤسف عليه حتى نتمنى أن تعود، فقد كانت «طبيعة بخة» ـ وبخة تعني قبيحة لمن لا يعلم ـ وعالم ما قبل كورونا كان عالما ماديا جشعا مريضا عنيفا لم يكن الإنسان فيه مجرد سلعة، بل إنه كان السلعة الأرخص على الإطلاق.
• المشكلة التي تواجه العالم بعد كورونا أن الذين سيقترحون الحلول وينفذونها هم أنفسهم من أوصل العالم إلى هذا الحد من البشاعة. ولذلك فإني في ظل هذه الحقيقة وبعد أن تمرست على العزلة لا أحلم بأكثر من مزرعة وبضع شويهات في مكان ناء بعيد عن كل وسائل الاتصال بالزملاء سكان كوكب الأرض حتى أغادرهم بسلام أو ينفخ في الصور، أيهما أقرب.
• حتى قبل هذا الزمن الكوروني كنت أجد الشماتة من السجين أمرا شائنا ومعيبا وتنقصه المروءة مهما كان ذنبه، السجن عقاب كاف دون أن تضاف له الشماتة، الشماتة فعل إضافة إلى أنه مشين فإن فيه نوعا من ضمان تقلب الدنيا ودوران الأيام، وهذه طبيعة رعناء، لا أحد يأمن الزمان ويثق أنه لن يكون يوما في الضفة الأخرى.
• من المؤكد يقينا أن الحظر سينتهي وسيرفع سواء ذهب كورونا أم قرر تمديد إقامته ـ لا سمح الله ـ وأظن أن كثيرين قد تغير فيهم شيء إلى الأبد، وسيكون الخوف من الآخر مستمرا لوقت غير قصير. وبالطبع فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد من لم يتغير، هناك أشخاص لن يغيرهم شيء ولن يشعروا بأي مسؤولية حتى لو كانت الفيروسات تطير أمامهم كالبعوض.
• من الضروري أن يعلم رواد الفن معلومة بدهية تقول «النكتة» لا تضحك مرتين، في المرة الأولى تكون طريفة وخفيفة ومضحكة وفي المرة الثانية تكون سامجة وباردة ومكررة.
• من ذلك الذي زرع فكرة أن قدرتك على الكلام بلهجة أهل منطقة ما تعني أنك كوميدي بارع، ولأني من أهل الجنوب ـ على سبيل المثال ليس إلا ـ فإني أتوقع حين يقلد لهجتنا ويظن أن ذلك عمل مضحك أننا حين نتكلم مع بعضنا البعض في حياتنا الخاصة نستلقي على « قفانا « من الضحك لأننا نؤدي بشكل كوميدي على مدار الساعة. نحن نتكلم بالطريقة التي يتعب في أدائها ليضحك الناس، أو يتوهم أنه يفعل.
• غضبي من الفلسطينيين لا يعني أن أعمل «سكيب» لسورة الإسراء حين أقرأ المصحف، ولا يعني أن أبحث عن أقوال ممعنة في الغباء والبلاهة لأثبت لنفسي أن المسجد الأقصى ليس في بيت المقدس، حتى أستطيع مقاومة تأنيب الضمير وحتى أتخلى عن إيماني بضمير مرتاح.
agrni@
ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى:
• طبيعية العالم قبل كورونا ليست مما يؤسف عليه حتى نتمنى أن تعود، فقد كانت «طبيعة بخة» ـ وبخة تعني قبيحة لمن لا يعلم ـ وعالم ما قبل كورونا كان عالما ماديا جشعا مريضا عنيفا لم يكن الإنسان فيه مجرد سلعة، بل إنه كان السلعة الأرخص على الإطلاق.
• المشكلة التي تواجه العالم بعد كورونا أن الذين سيقترحون الحلول وينفذونها هم أنفسهم من أوصل العالم إلى هذا الحد من البشاعة. ولذلك فإني في ظل هذه الحقيقة وبعد أن تمرست على العزلة لا أحلم بأكثر من مزرعة وبضع شويهات في مكان ناء بعيد عن كل وسائل الاتصال بالزملاء سكان كوكب الأرض حتى أغادرهم بسلام أو ينفخ في الصور، أيهما أقرب.
• حتى قبل هذا الزمن الكوروني كنت أجد الشماتة من السجين أمرا شائنا ومعيبا وتنقصه المروءة مهما كان ذنبه، السجن عقاب كاف دون أن تضاف له الشماتة، الشماتة فعل إضافة إلى أنه مشين فإن فيه نوعا من ضمان تقلب الدنيا ودوران الأيام، وهذه طبيعة رعناء، لا أحد يأمن الزمان ويثق أنه لن يكون يوما في الضفة الأخرى.
• من المؤكد يقينا أن الحظر سينتهي وسيرفع سواء ذهب كورونا أم قرر تمديد إقامته ـ لا سمح الله ـ وأظن أن كثيرين قد تغير فيهم شيء إلى الأبد، وسيكون الخوف من الآخر مستمرا لوقت غير قصير. وبالطبع فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد من لم يتغير، هناك أشخاص لن يغيرهم شيء ولن يشعروا بأي مسؤولية حتى لو كانت الفيروسات تطير أمامهم كالبعوض.
• من الضروري أن يعلم رواد الفن معلومة بدهية تقول «النكتة» لا تضحك مرتين، في المرة الأولى تكون طريفة وخفيفة ومضحكة وفي المرة الثانية تكون سامجة وباردة ومكررة.
• من ذلك الذي زرع فكرة أن قدرتك على الكلام بلهجة أهل منطقة ما تعني أنك كوميدي بارع، ولأني من أهل الجنوب ـ على سبيل المثال ليس إلا ـ فإني أتوقع حين يقلد لهجتنا ويظن أن ذلك عمل مضحك أننا حين نتكلم مع بعضنا البعض في حياتنا الخاصة نستلقي على « قفانا « من الضحك لأننا نؤدي بشكل كوميدي على مدار الساعة. نحن نتكلم بالطريقة التي يتعب في أدائها ليضحك الناس، أو يتوهم أنه يفعل.
• غضبي من الفلسطينيين لا يعني أن أعمل «سكيب» لسورة الإسراء حين أقرأ المصحف، ولا يعني أن أبحث عن أقوال ممعنة في الغباء والبلاهة لأثبت لنفسي أن المسجد الأقصى ليس في بيت المقدس، حتى أستطيع مقاومة تأنيب الضمير وحتى أتخلى عن إيماني بضمير مرتاح.
agrni@