أمل السّليم

لكي تصبح قائدا عظيما كن أولا إنسانا عظيما

الخميس - 30 أبريل 2020

Thu - 30 Apr 2020

القائد الانسان هو أفضل ما يمكن أن تجده في حياتك المهنية، وهنا تستوقفني عبارة قرأتها لروبين شارما في كتاب القائد الذي لم يكن له منصب «المجروحون فقط هم من يجرحون الناس»، واستطرد في حديثه عن تأكيد أثر تلك العبارة على علاقاتك مع الآخرين، فالأشخاص المعافون حقا برأيه هم الذين يتمتعون بحياة متميزة ولا يستطيعون إيذاء الآخرين، فكانت نصيحته أن العظمة الخارجية تبدأ من الداخل، فلا يمكنك أن تطلق العنان لأدائك العالي في العمل حتى تشعر بأنك تعمل بأعلى مستوياتك، ومن غير الممكن أن تحرر أفضل ما في زملائك دون أن تتواصل مع أفضل ما في نفسك (قد نفسك أولا)، حينها ستتمكن من قيادة الآخرين.

فقيادة الذات لن تنجح فعلا إلا مع أشخاص أسوياء لا يعانون جروحا يسقطون آلامها على الآخرين، ويجرحون كل من حولهم، لذلك حتى تنجح يجب أن تتخلص من تلك المشاعر والطاقة السلبية التي كونتها من الماضي، وتتعلم المسامحة، فالقيادة الذاتية هي قدرتك على ضبط انفعالاتك وتحرير نفسك من كل ما يستهلك طاقاتك وإمكاناتك وقدراتك الإبداعية، ومن القواعد الخمس التي ذكرها لنا الكتاب للقيادة الشخصية:

  1. التعلم وقراءة الكتب التي تلهمك وتقوي شخصيتك وتذكرك بنماذج أعظم القادة في العالم.

  2. التوكيدات لترسيخ المعتقدات الإيجابية حول القائد الذي تريد أن تصنعه.

  3. التصور، تخيل دائما نفسك وأنت تدرك أهدافك وتحقق إنجازك العظيم.

  4. كتابة يومياتك لكي تصبح مفكرا أكثر وضوحا.

  5. تحديد الأهداف للتركيز في مهنتك وحياتك.


حتى تنجح في قيادتك الذاتية ابتعد قدر الإمكان عن الناس السلبيين، ولا تسمح لهم بأن يمرروا أفكارهم السوداء في ذهنك حتى لا تجذب الفكرة فكرة أخرى، وتصبح ضحية لهؤلاء أعداء النجاح، ومن أقوى العبارات مقولة للقائد العظيم غاندي «لن أسمح للآخرين أن يسيروا داخل عقلي بأقدامهم المتسخة».

فكونك قائدا هذا يعني أنك تحتاج أن تكون مؤثرا وقدوة وملهما، ولن يكون لك ذلك إلا أن ترى نفسك كما يراك الآخرون.

عزز في داخلك حسن الظن ولا تعتقد في فريقك ما قد يهز ثقتك فيهم، ويجعلك تعاملهم على هذا الأساس، فريقك سيقدم لك ما تعتقده أنت عنهم، أظهر لهم فخرك وثقتك بهم ستجدهم يقدمون لك أضعاف ما توقعته فقط لتأكيد تلك الصورة التي أظهرتها لهم، لأن المرؤوسين بطبيعتهم يميلون إلى تأكيد الصورة الإيجابية التي يظهرها لهم قائدهم، والعكس صحيح، كلما كنت معهم سلبيا سيتسرب إليهم الإحباط واليأس.

يكفي أن تكون إنسانا في تعاملك مع فريقك، أظهر لهم الاحترام، قدر رغباتهم، أنصت إليهم، فالتعامل مع البشر وقيادتهم يحتاجان إلى ذكاء عاطفي، فلا يكفي أن تتعامل بعقليتك القيادية، بل المشاعر الإنسانية تأخذ حيزا كبيرا من القيادة الملهمة المحفزة، ولنا في رسول الله قائد البشرية خير قدوة، مما قاله علي رضي الله عنه (كنا إذا اشتد بنا البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم)، فكان يمثل لهم عليه الصلاة والسلام الأمان.

SleemAmal@