بوتين غاضب.. والأسد تحول إلى «صداع»

كورونا وأزمة النفط تدفعان روسيا لإنهاء مغامراتها العسكرية في سوريا
كورونا وأزمة النفط تدفعان روسيا لإنهاء مغامراتها العسكرية في سوريا

الثلاثاء - 28 أبريل 2020

Tue - 28 Apr 2020








بوتين والأسد في لقاء سابق               (مكة)
بوتين والأسد في لقاء سابق (مكة)
بدأ صبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد إزاء حليفه، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يثبت امتنانه للبقاء في السلطة بفضل تدخل روسيا في الحرب الأهلية الضارية في سوريا، بالشكل الذي يريده بوتين.

وأفادت وكالة بلومبيرج للأنباء بأن بوتين- الذي تعاني بلاده من صدمتي انهيار أسعار النفط وتفشي وباء كورونا المستجد، بالإضافة إلى حرصه على إنهاء مغامرته العسكرية في سوريا بإعلان تحقيق النصر، يصر على أن يظهر الأسد المزيد من المرونة في المحادثات مع المعارضة السورية، بشأن التوصل إلى تسوية سياسية لوضع نهاية للصراع المستمر منذ حوالي 10 أعوام، وذلك بحسب ما ذكرته أربعة مصادر مطلعة على مداولات الكرملين في هذا الشأن.

وأثار رفض الأسد التنازل عن أي من صلاحياته مقابل الحصول على مزيد من الاعتراف الدولي، وربما مليارات من الدولارات في شكل مساعدات لإعادة الإعمار، ثورات غضب عامة نادرة ضده، من قبل منشورات روسية ذات صلة ببوتين.

وقال الكسندر شوميلين، وهو دبلوماسي روسي سابق يدير «مركز أوروبا والشرق الأوسط» الذي تموله الحكومة في موسكو: «على الكرملين التخلص من الصداع السوري»، وأضاف «تتعلق المشكلة بشخص واحد، وهو الأسد، وحاشيته».

ويسلط غضب بوتين وعناد الأسد، الضوء على المعضلة التي تواجهها روسيا، حيث إن الجانبين يعلمان أنه لا يوجد بديل للرئيس السوري من أجل التوصل إلى اتفاق.

وفي حين استخدم بوتين تدخله الناجح في سوريا في عام 2015 لاستعادة النفوذ الذي تمتعت به بلاده إبان الحقبة السوفيتية كلاعب رئيس في منطقة الشرق الأوسط، لجأ الأسد إلى المناورة بين موسكو وداعمه العسكري الرئيس الآخر، وهي إيران، للإبقاء على قبضته على مقاليد السلطة.

واستفاد الأسد من قوة روسيا العسكرية والدبلوماسية أمام جهود تركيا لتوسيع وجودها في المناطق المتبقية التي يسيطر عليها المسلحون في شمال سوريا، في الوقت الذي سعى فيه إلى استعادة السيطرة على كامل البلاد، بدعم من بوتين، بحسب تحليل «بلومبيرج».

وعلى مدار سنوات، مارست روسيا ضغوطا على الأسد خلف الكواليس، للموافقة على تقديم بعض التنازلات السياسية الرمزية، على الأقل، لكسب تأييد الأمم المتحدة لإعادة انتخابه المتوقعة في عام 2021، ولكن هذه الضغوط لم تؤت ثمارها، وشكل الانتقاد الروسي الصريح للحليف السوري تغييرا جذريا في نهج موسكو.

ونشر منبر إعلاني مرتبط بـ «يفيجيني بريجوزين»، رجل الأعمال الروسي المقرب من بوتين، والمعروف باسم «طباخ بوتين» لكونه متعهد تقديم طلبات الطعام والضيافة للكرملين، مقالا على الإنترنت هاجم فيه الأسد ووصفه بالفاسد، كما أشار المقال إلى استطلاع يظهر حصول الأسد على تأييد بنسبة لا تزيد على 32%، وأدرج عددا من البدائل المحتملة له من داخل النظام السوري ومن المعارضة، وسرعان ما اختفى المقال الذي كان نشر على الموقع الالكتروني الخاص بوكالة الأنباء الاتحادية.