صيادو الأزمات
الاثنين - 27 أبريل 2020
Mon - 27 Apr 2020
عندما تفكر بعدالة، وتقدر ظروف الآخرين، وتجعل نفسك جزءا من الحل لا من المعضلة، وعندما تتعاطف مع القريب والبعيد، وترحم الإنسان الذي قد لا يكون له حيلة، سواء بجهل أو ضيق يد أو عجز عن نيل حقه، وعندما تهتم بوطنك ومجتمعك، متمنيا استمرار التكاتف والتعاون، ومحو الفروق بين فئاته، وعندما تتعاطف مع الحيوان والنبات والبيئة التي يجور عليها ويفترسها بشر غيرك، إذن فأنت إنسان، بكامل معاني ومشاعر الإنسانية، الحميدة المطمئنة المتعاونة المضحية، الراضية ببركات خير قليل تمتلكه دون أضرار بأحد، ودون خيانة أو غش.
ولكن، وعلى الجانب الآخر من النفسيات، نلتقي صور الإنسانية المنقوصة المشوهة، المريضة تتفجر بحب الذات والانتهازية والأنانية والغدر والغش، في بعض شخوص انتهازيين امتهنوا صيد الفوائد، عند كل مصيبة تحدث لمجتمعاتهم وأوطانهم.
إذا كنت منهم ستجد نفسك تدافع وتختلق الحجج، وتصورها بأنها فرصة لك أو للذئب.
وإذا لم تكن منهم، فلا شك أنك تستغرب مدى وعمق شرورهم، وكثرة أقنعتهم المخادعة.
ولو بحثت جيدا فستجدهم منتشرين حول كل صانع قرار، يمارون ويكذبون وينصحون، ليزدادوا قربا وجاها ومالا، وتجدهم فاعلين في أروقة كل إدارة حكومية، أو ضمن مشاريع شريكة أو خاصة، تعرفهم بأنهم جوعى شرهون يأكلونها وهي (والعة).
وقد تراهم متخصصين بلا ذمة ولا ضمير، وجدوا الألقاب والشهادات وتفتحت لهم الأبواب، ليعمموا ضباب الجهل، ومنهم إعلاميون أو علماء فكر وشريعة يعرفون كيف ومتى وأين يتلونون، كالحَرابِيّ فوق منابرهم متجاهلين فجوات تعاكس خطوط سيرهم القديمة مع الحاضر، بقدراتهم على قلب الأحمر إلى أخضر، والأسود إلى أبيض.
وقد يكونون منتهزين بجاه أو نسب أو بنفاق اجتماعي، يجعلهم مرتكزين في كل محفل يتسابقون ويستمتعون بالطيبات، وهم جاهزون للحلف المغلظ بجودة وإنسانية أعمالهم، وقد يعودون قريبا وبكل ثقة، ينقضون غليظ أيمانهم، لزيادة حجم حصيلة الصيد.
كلهم، بزيف بريق أعينهم صيادون للفرص، متحفزون، يكشرون عن أنيابهم عندما تضيق أحوال غيرهم، أو تتعرج سبل دولهم، فيهجمون ويبادرون ويخططون ويكتبون ويشهدون ويقفون في الأماكن المغلوطة، ويوالون إطلاق سهامهم على أي فريسة سائغة تقابلهم، دون لحظة تعقل ودون رحمة، فما خلقت الفرصة من وجهة نظرهم إلا لتجد ذئبا يستغلها، وهم خير من يهز ذيله ويعوي.
جائحة كورونا لم تكن عندهم أزمة عالمية صحية اجتماعية، ولكنها فرصة ثمينة على كل الأصعدة، الداخلية والاجتماعية والمادية تمكنهم من زيادة أرصدتهم، وخلق مشاريع فساد، والتوسط وتكديس البضائع ومداهنة من لديه القدرة، ومعاداة من يضعف ويقع، والتلويح والتغرير وتحييد المختص والمستحق، والتشكيك في العارف، ونشر الإشاعات لصالح صيد صفقة يرومون نيلها، باختلاق واقع طوارئ لم يكن بالحسبان قبل كورونا.
فرصة سماوية حطت عليهم، وهم يمتلكون من الخبث ما يكفي لحرق بلدان، وطمع يجعلهم يستثمرون في هموم ومتاعب الشعوب، وفي القطرة واللقمة والدواء، وفي كل حاجة مطلوبة سيرتفع سعرها بمجرد تخزينها، حتى تحين لهم فرصة بيعها بأضعاف مضاعفة.
وفرصة مثل كورونا تشعل جشعهم، ولكنا سرعان ما نجد نهج أعمالهم قد اختلف عما كان عليه قبلها، وسنجدهم منتفخي البطون، كثيري الأتباع، ينكرون الماضي ويكتبون المستقبل بأقلام مذهبة، ويستشرفون بنظاراتهم المعظمة طيف أزمة جديدة يقتنصونها.
Shaheralnahari@
ولكن، وعلى الجانب الآخر من النفسيات، نلتقي صور الإنسانية المنقوصة المشوهة، المريضة تتفجر بحب الذات والانتهازية والأنانية والغدر والغش، في بعض شخوص انتهازيين امتهنوا صيد الفوائد، عند كل مصيبة تحدث لمجتمعاتهم وأوطانهم.
إذا كنت منهم ستجد نفسك تدافع وتختلق الحجج، وتصورها بأنها فرصة لك أو للذئب.
وإذا لم تكن منهم، فلا شك أنك تستغرب مدى وعمق شرورهم، وكثرة أقنعتهم المخادعة.
ولو بحثت جيدا فستجدهم منتشرين حول كل صانع قرار، يمارون ويكذبون وينصحون، ليزدادوا قربا وجاها ومالا، وتجدهم فاعلين في أروقة كل إدارة حكومية، أو ضمن مشاريع شريكة أو خاصة، تعرفهم بأنهم جوعى شرهون يأكلونها وهي (والعة).
وقد تراهم متخصصين بلا ذمة ولا ضمير، وجدوا الألقاب والشهادات وتفتحت لهم الأبواب، ليعمموا ضباب الجهل، ومنهم إعلاميون أو علماء فكر وشريعة يعرفون كيف ومتى وأين يتلونون، كالحَرابِيّ فوق منابرهم متجاهلين فجوات تعاكس خطوط سيرهم القديمة مع الحاضر، بقدراتهم على قلب الأحمر إلى أخضر، والأسود إلى أبيض.
وقد يكونون منتهزين بجاه أو نسب أو بنفاق اجتماعي، يجعلهم مرتكزين في كل محفل يتسابقون ويستمتعون بالطيبات، وهم جاهزون للحلف المغلظ بجودة وإنسانية أعمالهم، وقد يعودون قريبا وبكل ثقة، ينقضون غليظ أيمانهم، لزيادة حجم حصيلة الصيد.
كلهم، بزيف بريق أعينهم صيادون للفرص، متحفزون، يكشرون عن أنيابهم عندما تضيق أحوال غيرهم، أو تتعرج سبل دولهم، فيهجمون ويبادرون ويخططون ويكتبون ويشهدون ويقفون في الأماكن المغلوطة، ويوالون إطلاق سهامهم على أي فريسة سائغة تقابلهم، دون لحظة تعقل ودون رحمة، فما خلقت الفرصة من وجهة نظرهم إلا لتجد ذئبا يستغلها، وهم خير من يهز ذيله ويعوي.
جائحة كورونا لم تكن عندهم أزمة عالمية صحية اجتماعية، ولكنها فرصة ثمينة على كل الأصعدة، الداخلية والاجتماعية والمادية تمكنهم من زيادة أرصدتهم، وخلق مشاريع فساد، والتوسط وتكديس البضائع ومداهنة من لديه القدرة، ومعاداة من يضعف ويقع، والتلويح والتغرير وتحييد المختص والمستحق، والتشكيك في العارف، ونشر الإشاعات لصالح صيد صفقة يرومون نيلها، باختلاق واقع طوارئ لم يكن بالحسبان قبل كورونا.
فرصة سماوية حطت عليهم، وهم يمتلكون من الخبث ما يكفي لحرق بلدان، وطمع يجعلهم يستثمرون في هموم ومتاعب الشعوب، وفي القطرة واللقمة والدواء، وفي كل حاجة مطلوبة سيرتفع سعرها بمجرد تخزينها، حتى تحين لهم فرصة بيعها بأضعاف مضاعفة.
وفرصة مثل كورونا تشعل جشعهم، ولكنا سرعان ما نجد نهج أعمالهم قد اختلف عما كان عليه قبلها، وسنجدهم منتفخي البطون، كثيري الأتباع، ينكرون الماضي ويكتبون المستقبل بأقلام مذهبة، ويستشرفون بنظاراتهم المعظمة طيف أزمة جديدة يقتنصونها.
Shaheralnahari@