إنها «طبيعةٍ بخةٍ» يا بيل!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأحد - 26 أبريل 2020
Sun - 26 Apr 2020
يقول الزميل بيل جيتس إن الحياة لن تعود لطبيعتها إلا بعد أن يتم تطعيم معظم سكان العالم ضد فيروس كورونا، والحقيقة أني أتفهم رغبته في زوال الوباء، وأن ينعم الثمانية مليارات من بني البشر بالأمان الصحي، وأن يتخلصوا من هذا الكابوس المزعج، ولكني قد أختلف معه في نقطة «عودة الحياة إلى طبيعتها»، وأعلم أنه سيتقبل اختلافي معه في هذه النقطة بصدر رحب لأنه مؤمن بوجود آراء أخرى ولن أخشى أن يبلغ عني «كلنا أمن» لأني لم أتفق معه في وجهة نظره.
واختلافي مع الأخ بيل يكمن في نقطتين أراهما مهمتين، الأولى أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها مطلقا بعد السيطرة على الوباء، لأن أحداثا مرت قبل هذه الأزمة أقل منها تأثيرا وتخريبا «وحوسة في مرير العالم» ومع ذلك تركت بصمة لا تزول على جبين العالم. وغيرت أشياء إلى الأبد. ولهذا فإن حدثا بهذا الحجم والتأثير على كل سكان الأرض من رؤساء الدول وزعماء العصابات إلى حراس البنايات وبائعي الشاهي في الكورنيش لا يمكن أن يأتي ويذهب وكأن شيئا لم يكن.
لا أعلم كيف سيكون الوضع وما هي الأشياء التي ستتغير، وكل ما أتمناه أن أكون من المستفيدين من ذلك التغيير، لأني للأسف خسرت في كل التغييرات السابقة ولا أعتقد أنه بقي متسع من الوقت لانتظار تغيير آخر قد أستفيد منه ومن المرجح ألا أفعل.
النقطة الأخرى التي أختلف فيها مع الصديق بيل هي أن طبيعية العالم قبل كورونا ليست مما يؤسف عليه حتى نتمنى أن تعود، فقد كانت «طبيعة بخة» - بخة تعني قبيحة لمن لا يعلم - وعالم ما قبل كورنا كان عالما ماديا جشعا مريضا عنيفا لم يكن الإنسان فيه مجرد سلعة، بل إنه كان السلعة الأرخص على الإطلاق.
وأعلم أن الأخ بيل يدرك أني أفكر بصوت مرتفع، ولذلك لن يسألني عن تصوري أو الحلول التي أقترحها للعالم بعد كورونا، وكيف يمكن أن يصبح العالم مكانا جميلا صالحا للحياة البشرية، وكيف يمكن أن يكون مكانا آمنا للسواد الأعظم من البشر، بدلا من وضعه الحالي كمكان آمن لأقلية يتحكمون في مفاصل الحياة.
وعلى أي حال..
المشكلة التي تواجه العالم بعد كورونا أن الذين سيقترحون الحلول وينفذونها هم أنفسهم من أوصل العالم إلى هذا الحد من البشاعة. ولذلك فإني في ظل هذه الحقيقة وبعد أن تمرست على العزلة لا أحلم بأكثر من مزرعة وبضع شويهات في مكان ناء بعيد عن كل وسائل الاتصال بالزملاء سكان كوكب الأرض حتى أغادرهم بسلام أو ينفخ في الصور. أيهما أقرب.
agrni@
واختلافي مع الأخ بيل يكمن في نقطتين أراهما مهمتين، الأولى أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها مطلقا بعد السيطرة على الوباء، لأن أحداثا مرت قبل هذه الأزمة أقل منها تأثيرا وتخريبا «وحوسة في مرير العالم» ومع ذلك تركت بصمة لا تزول على جبين العالم. وغيرت أشياء إلى الأبد. ولهذا فإن حدثا بهذا الحجم والتأثير على كل سكان الأرض من رؤساء الدول وزعماء العصابات إلى حراس البنايات وبائعي الشاهي في الكورنيش لا يمكن أن يأتي ويذهب وكأن شيئا لم يكن.
لا أعلم كيف سيكون الوضع وما هي الأشياء التي ستتغير، وكل ما أتمناه أن أكون من المستفيدين من ذلك التغيير، لأني للأسف خسرت في كل التغييرات السابقة ولا أعتقد أنه بقي متسع من الوقت لانتظار تغيير آخر قد أستفيد منه ومن المرجح ألا أفعل.
النقطة الأخرى التي أختلف فيها مع الصديق بيل هي أن طبيعية العالم قبل كورونا ليست مما يؤسف عليه حتى نتمنى أن تعود، فقد كانت «طبيعة بخة» - بخة تعني قبيحة لمن لا يعلم - وعالم ما قبل كورنا كان عالما ماديا جشعا مريضا عنيفا لم يكن الإنسان فيه مجرد سلعة، بل إنه كان السلعة الأرخص على الإطلاق.
وأعلم أن الأخ بيل يدرك أني أفكر بصوت مرتفع، ولذلك لن يسألني عن تصوري أو الحلول التي أقترحها للعالم بعد كورونا، وكيف يمكن أن يصبح العالم مكانا جميلا صالحا للحياة البشرية، وكيف يمكن أن يكون مكانا آمنا للسواد الأعظم من البشر، بدلا من وضعه الحالي كمكان آمن لأقلية يتحكمون في مفاصل الحياة.
وعلى أي حال..
المشكلة التي تواجه العالم بعد كورونا أن الذين سيقترحون الحلول وينفذونها هم أنفسهم من أوصل العالم إلى هذا الحد من البشاعة. ولذلك فإني في ظل هذه الحقيقة وبعد أن تمرست على العزلة لا أحلم بأكثر من مزرعة وبضع شويهات في مكان ناء بعيد عن كل وسائل الاتصال بالزملاء سكان كوكب الأرض حتى أغادرهم بسلام أو ينفخ في الصور. أيهما أقرب.
agrni@