عبدالله قاسم العنزي

السلامة المنزلية غاية ومسؤولية قانونية

الأحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

مما لا شك فيه أن ما تقوم به مؤسسات الدولة من جهود كبيرة من حملات توعوية للحد من انتشار فيروس كرورنا المستجد يعد عملا نوعيا، انتقل من مرحلة تقديم الشعار التوعوي من كونه شبيها بالإعلان الدعائي إلى مرحلة أن يكون رسالة يستوعبها المتلقي ويدرك أهدافها.

ولا أبالغ إن قلت إن المؤسسة الحكومية التي تريد أن تحدث فرقا في الأزمة التي تدار بالتشارك مع غيرها من مؤسسات المجتمع عليها أن تكشف غايتها للمستفيد من خدماتها أو للمجتمع بصورة عامة، وأنا متأكد أن كل قطاعات المجتمع في هذه الأزمة لديها هدف واضح يعتبر الوريد الدموي لحركة أنشطتها في إدارة الجائحة، وهو حماية المجتمع وتجاوز الأزمة معه بأقل الخسائر.

إن مديرية الدفاع المدني تقوم بحملة وقائية توعوية توضح فيها الغاية السامية التي من أجلها وقف رجال الدفاع المدني كالسد المنيع، يحول بين المجتمع والأخطار، والحملة عنوانها «سلامتك بمنزلك غايتنا».

حينما يكون المنزل هو المأوى الوحيد في هذه الأيام للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، فإن الدفاع المدني يريد أن يكون هذا المنزل مصدر سلامة وأمان لك ولأسرتك عزيزي القارئ.

وبمناسبة إطلاق رسالة الدفاع المدني أريد أن ألفت انتباه القارئ إلى أننا مسؤولون عن سلامة أبنائنا في المنزل، وواجب علينا تهيئة البيئة الخالية من المخاطر لهم، وهنالك كثير من الحوادث وقعت راح ضحيتها أطفال بسبب غفلة من اهتمام والديهم.

وأضيف أن نظام حماية الطفل الصادر بالمرسوم ملكي رقم (م/14) بتاريخ 3/2/1436 يؤكد على حماية الطفل واجبة من كل أشكال الإهمال، وهذا الأخير قوامه تصرف خاطئ يؤدي إلى نتيجة ضارة سواء توقعها الفاعل أو كان عليه أن يتوقعها، في مثل ظروف ترك طفل عند جهاز مفرمة اللحم أو سلك كهربائي مكشوف، ونحو ذلك من الأدوات المنزلية التي تضر بسلامة الطفل أو تعرض حياته إلى الخطر.

ما يجعلني أتكلم بلغة المسؤولية والتجريم هو ظهور بعض الإهمال الأسري الذي بدا أثر أنيابه واضحا في أجساد أطفال أبرياء بسبب إهمالهم وتركهم في بيئة غير آمنة، والحوادث المؤلمة كثيرة لا أريد أن أجترها في سياق حديثي فـ«الي فينا مكفينا»!

هنالك أطفال باتوا ضحية لخلافات بين أبوين ثم احتضنه واحد منهما، هذا تعد مسؤوليته أشد، ويحق مثلا للأب الذي تعرض أبناؤه إلى خطر بسبب إهمال الأم الحاضنة أن يسلب منها الحضانة، لأنها مهملة وتسقط منها الحضانة، لأن أبناءه أصبحوا في بيئة غير آمنة على حياتهم.

والمطلوب منا كمواطنين ومقيمين التزامنا بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية بالمكوث في المنازل، وأن نلتزم بالسلامة الوقائية في منازلنا، وأن نتابع الحملة التي لا تزال فعالة في كل مناطق المملكة وموجودة مصوراتها الإرشادية ورسائلها التوعوية في شبكات التواصل الاجتماعي، وأن نتبادل هذه المادة عبر حساباتنا الشخصية حتى نخلق وعيا وإدراكا لهذه الغاية الثمينة، التي عبرت عنها مديرية الدفاع المدني في رسالتها «سلامتكم في منازلكم غايتنا».

expert_55@