مازن عبدالوهاب كردي

هيئة فرق الطوارئ الاحتياطية

الاحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

من خلال البحث في معاجم اللغة العربية، وبالأخص في معجم المعاني الجامع، عن تعريف واضح لكلمة فرق الاحتياط توصلت إلى أنها تعرف بأنها الفرقة المدربة للجهة التابعة لها، ولكنها ملتحقة فيها وتستدعى عند الحاجة، أي هي التي لا تكون في الخدمة الفعلية للجهة المعنية، وإنما يمكن استدعاؤها وطلبها لهذه الخدمة، فكلمة الاحتياط قادمة من المصدر احتاط وتحتاط، أي إنه يأخذ الاحتياط في كل أموره ويأخذها بالحيطة والحذر محافظة على نفسه، ويتخذ كل الإجراءات حتى يحميها ويحافظ عليها.

ومما نعيشه فعليا الآن بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره وما تسببت به من تأثيرات سلبية على عمل الوزارات من عرقلة وتأخير إنهاء الإجراءات والمعاملات التابعة لها بسبب الظروف الحالية الخارجة على إرادتها وإرادة الجميع، وطرحها على العموم ليكونوا في مجال التطوع لها لتقديم المساعدة والمساهمة في إجراء خطواتها وأعمالها، مع العلم أن هذه الأزمة لم تكن الأزمة الأولى التي طلب فيها التطوع للدول، وإنما كانت مطلوبة في كل أزمة مرت بها البلاد، مثل الفترة التي كانت فيها أزمة السيول والفيضانات والحرائق، وأي أزمة قاهرة نزلت على البلاد؛ فتولدت لدي فكرة: لماذا لا تكون هناك «هيئة فرق الطوارئ الاحتياطية» تنسق مع جميع الوزارات لإيجاد هذه الفرق تابعة لكل واحدة منها.

ويكون ذلك بأن تعرض كل وزارة العمل التطوعي على موظفيها، ضمن شروط معينة تتوفر في المتطوع من حيث العمر والتخصص، فتتكفل الوزارة بعد اختيارهم بوضعهم في برامج تأهيلية وتدريبية حتى تكون تلك الفرق مؤهلة ومدربة تدريبا يفي بالغرض، ومن هذه الوزارات: الصحة، التعليم، الحج والعمرة، والأمانات، وهيئة الغذاء والدواء وغيرها من الهيئات..إلخ، لكنها ملتحقة بالعمل معها في الظروف الطبيعية وتكون على استعداد تام لها حيال طلب الهيئة لهذه الفرق للمساعدة. نضمن بذلك سير العمل والمهام بالدقة والوقت المناسبين لهما، على يد أشخاص متخصصين بدلا من أن يكون المتطوعون من عامة الشعب.

ولو سلطنا الضوء على واقع مملكتنا الغالية لوجدنا أهمية دور الفرق الاحتياطية لوجود الشعائر المقدسة فيها، حيث يمكن لهذه الفرق مساندة الهيئة في أي ظرف طارئ يظهر، ويكون دورهم إتمام المهام المنوطة بهم أثناء ذلك الظرف الطارئ، عندها سيجري إتمام العمل على الوجه المطلوب لو كان عددهم مناسبا، وفي حال احتياجهم لعدد إضافي من المتطوعين يستعان بمتطوعين من عامة الشعب، على أن يقوموا هم بتدريبهم وفقا لما تلقوه سابقا، ويكون أفراد هذه الفرق الاحتياطية سفراء لوزاراتهم لإتمام أعمالها بالدقة والجودة اللازمتين تحت إشراف الهيئة.