الخير في زمن الكورونا
الأحد - 26 أبريل 2020
Sun - 26 Apr 2020
المشهد الأول: يرسل لي شخص من خلال تويتر بأن هناك حسابا ينتحل شخصيتي، أدخل بسرعة إلى ذلك الحساب للتبليغ والحظر. تنهمر علي عشرات الرسائل من جميع قنوات التواصل الاجتماعي تنبهني وتخطرني بالحساب المنتحل، لأجدني فجأة أشعر بالأنس، بالرعاية، بالإحاطة والحرص من معارفي، وشبكة علاقاتي ومتابعي في العالم الافتراضي، الذي أوصل المشاعر والتكاتف والترابط كما لو أنها مشاعر وتواصل ومنفعه في العالم الحقيقي. (من الآخر) عالم افتراضي أو عالم حقيقي المهم هو صدق المشاعر وعمق التواصل.
المشهد الثاني: اتصال من شركة ناشئة في مجال التسويق الالكتروني يدعوني إلى المشاركة في مبادرة معرفية تحت مسمى (معسكر سمارتك الرقمي)، والتي تهدف لنشر العلم والمعرفة المفيدة والعملية من خلال ورش عمل ومحاضرات أونلاين في مواضيع ومجالات عملية، وعصرية ومهمة وفتحها للعامة مجانا.
شاركت معهم وبهرني التنسيق والترتيب والمتابعة والاهتمام بالتفاصيل، والكيانات والجهات الاعتبارية المساندة والمشاركة للمشروع أيضا. والأهم أن المشروع تطوعي مئة بالمئة سواء من القائمين عليه أو العاملين والمشاركين فيه. حتى أمس تم الإعلان عن مشاركة وحضور أكثر من مئتي ألف مشترك في المبادرة. فهنيئا لهم خدمة مجتمعهم ووطنهم، وهنيئا لهم تلك العلاقات الجبارة والمكانة التي اكتسبوها من هذه المبادرة.
المشهد الثالث: موظف حكومي بدأ منذ الشهر الماضي بتحويل جزء من راتبه إلى بعض من يعرفهم من العاملين في قطاعات توقفت رواتبها.
المشهد الرابع: شخص مضطر للخروج من منزله للعمل، فعزل نفسه عن أفراد عائلته تماما خوفا عليهم من احتمالية العدوى.
المشهد الخامس: قامت بمحادثة بنات خالاتها لفتح أجهزتهن لتتمكن أمها وخالاتها اللاتي اشتقن لبعضهن من الاجتماع أونلاين، وكانت سعادتهن وتفاعلهن فوق الوصف.
الموقف السادس: عودة كاتب معروف ومؤثر إلى الكتابة لاستشعاره دوره المهم في توجيه الفكر العام خلال الأزمة ودوره في رفع الوعي.
الموقف السابع: رجل يدخل المطبخ ليعجن الخبز، زوجته تطبخ الوجبة والأولاد يساعدون في غسل الخضار والصحون، يقول تزوجت منذ سنوات وأنجبت ولم أستشعر دفء العائلة ولم أتواصل معهم كما فعلت هذه الفترة، أشعر كأنني أتعرف عليهم من جديد.
الموقف الثامن: وصل إلى البقالة مبكرا جدا لشراء احتياجات المنزل، وحين وصل إلى رف البيض لم يجد إلا ثلاثة أطباق، حمل الثلاثة أطباق وتوجه للحساب وهو يهنئ نفسه بأنه لن يضطر لشراء البيض لفترة طويلة. حينها توجه أحدهم إلى المشرف واشتكى له من أن البيض انتهى، ليجد نفسه يمد يده بطبق البيض للرجل مبتسما. ثم قرر إعادة الطبق الثاني وشراء واحد فقط.
الموقف التاسع: كلما فكرَتْ بأن رمضان غدا وأن الأهل والأحباب لن يجتمعوا أصابها الضيق والاكتئاب. ثم قررت فجأة أن تنفض عنها السلبية، فقامت كما هي عادتها بتزيين المنزل بزينة رمضان، والاتصال على أهلها ومعارفها للمباركة بالشهر الفضيل. وتخطيط خطة بسيطة للعبادات، الهوايات وأشياء أخرى تحججت لوقت طويل بأنها لا تجد الوقت لها، وها هو الآن كل الوقت لها.
المشاهد كثيرة والتصرف واحد، فالأزمات وأوقات الشدائد تظهر في المجتمعات أصلها وطبيعتها وكنهها، أتقوم على الفضائل والإنسان كمحور لها، أم تقوم على المصالح والغنائم والإنسان وسيلة لها. أنستمر في غينا وإغراق بعضنا في دوامات التشكيك والتعنصر ومعاداة المختلف، أم تكون الأزمة جبرا لما كان مكسورا، وجسرا لمساحات الوطنية والمصالح المشتركة. أنعود فنركز في الصحة ومعناها، ومدى تطبيقنا لها في حياتنا والأهم تقديرها والأخذ بالأسباب للحفاظ عليها، أم ننتظر الأزمة لتكشف لنا إهمالنا وتقصيرنا في حق أنفسنا، والذي يترتب عليه التقصير في حق مجتمعنا، وبلدنا والعالم.
قال رسولنا المصطفى (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)، ترى كم نحن بحاجة لأن نشد على بعضنا بتذكير بعضنا باتباع الإجراءات؟ ببث الأمل ورفع المعنويات، بتقدير القطاعات الحامية لنا لنجلس في بيوتنا سالمين آمنين، بعودتنا إلى الله في رمضان مخلصين، تائبين سائلين أن يرفع عنا الغمة ويعجل بالفرج، وأن يعيده علينا عاما بعد عام ونحن بأتم بصحة وأتم سلامة.
HebaKadi@
المشهد الثاني: اتصال من شركة ناشئة في مجال التسويق الالكتروني يدعوني إلى المشاركة في مبادرة معرفية تحت مسمى (معسكر سمارتك الرقمي)، والتي تهدف لنشر العلم والمعرفة المفيدة والعملية من خلال ورش عمل ومحاضرات أونلاين في مواضيع ومجالات عملية، وعصرية ومهمة وفتحها للعامة مجانا.
شاركت معهم وبهرني التنسيق والترتيب والمتابعة والاهتمام بالتفاصيل، والكيانات والجهات الاعتبارية المساندة والمشاركة للمشروع أيضا. والأهم أن المشروع تطوعي مئة بالمئة سواء من القائمين عليه أو العاملين والمشاركين فيه. حتى أمس تم الإعلان عن مشاركة وحضور أكثر من مئتي ألف مشترك في المبادرة. فهنيئا لهم خدمة مجتمعهم ووطنهم، وهنيئا لهم تلك العلاقات الجبارة والمكانة التي اكتسبوها من هذه المبادرة.
المشهد الثالث: موظف حكومي بدأ منذ الشهر الماضي بتحويل جزء من راتبه إلى بعض من يعرفهم من العاملين في قطاعات توقفت رواتبها.
المشهد الرابع: شخص مضطر للخروج من منزله للعمل، فعزل نفسه عن أفراد عائلته تماما خوفا عليهم من احتمالية العدوى.
المشهد الخامس: قامت بمحادثة بنات خالاتها لفتح أجهزتهن لتتمكن أمها وخالاتها اللاتي اشتقن لبعضهن من الاجتماع أونلاين، وكانت سعادتهن وتفاعلهن فوق الوصف.
الموقف السادس: عودة كاتب معروف ومؤثر إلى الكتابة لاستشعاره دوره المهم في توجيه الفكر العام خلال الأزمة ودوره في رفع الوعي.
الموقف السابع: رجل يدخل المطبخ ليعجن الخبز، زوجته تطبخ الوجبة والأولاد يساعدون في غسل الخضار والصحون، يقول تزوجت منذ سنوات وأنجبت ولم أستشعر دفء العائلة ولم أتواصل معهم كما فعلت هذه الفترة، أشعر كأنني أتعرف عليهم من جديد.
الموقف الثامن: وصل إلى البقالة مبكرا جدا لشراء احتياجات المنزل، وحين وصل إلى رف البيض لم يجد إلا ثلاثة أطباق، حمل الثلاثة أطباق وتوجه للحساب وهو يهنئ نفسه بأنه لن يضطر لشراء البيض لفترة طويلة. حينها توجه أحدهم إلى المشرف واشتكى له من أن البيض انتهى، ليجد نفسه يمد يده بطبق البيض للرجل مبتسما. ثم قرر إعادة الطبق الثاني وشراء واحد فقط.
الموقف التاسع: كلما فكرَتْ بأن رمضان غدا وأن الأهل والأحباب لن يجتمعوا أصابها الضيق والاكتئاب. ثم قررت فجأة أن تنفض عنها السلبية، فقامت كما هي عادتها بتزيين المنزل بزينة رمضان، والاتصال على أهلها ومعارفها للمباركة بالشهر الفضيل. وتخطيط خطة بسيطة للعبادات، الهوايات وأشياء أخرى تحججت لوقت طويل بأنها لا تجد الوقت لها، وها هو الآن كل الوقت لها.
المشاهد كثيرة والتصرف واحد، فالأزمات وأوقات الشدائد تظهر في المجتمعات أصلها وطبيعتها وكنهها، أتقوم على الفضائل والإنسان كمحور لها، أم تقوم على المصالح والغنائم والإنسان وسيلة لها. أنستمر في غينا وإغراق بعضنا في دوامات التشكيك والتعنصر ومعاداة المختلف، أم تكون الأزمة جبرا لما كان مكسورا، وجسرا لمساحات الوطنية والمصالح المشتركة. أنعود فنركز في الصحة ومعناها، ومدى تطبيقنا لها في حياتنا والأهم تقديرها والأخذ بالأسباب للحفاظ عليها، أم ننتظر الأزمة لتكشف لنا إهمالنا وتقصيرنا في حق أنفسنا، والذي يترتب عليه التقصير في حق مجتمعنا، وبلدنا والعالم.
قال رسولنا المصطفى (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)، ترى كم نحن بحاجة لأن نشد على بعضنا بتذكير بعضنا باتباع الإجراءات؟ ببث الأمل ورفع المعنويات، بتقدير القطاعات الحامية لنا لنجلس في بيوتنا سالمين آمنين، بعودتنا إلى الله في رمضان مخلصين، تائبين سائلين أن يرفع عنا الغمة ويعجل بالفرج، وأن يعيده علينا عاما بعد عام ونحن بأتم بصحة وأتم سلامة.
HebaKadi@