مها النهدي

كم لبثنا؟!

الأحد - 26 أبريل 2020

Sun - 26 Apr 2020

أخيرا.. توقفت عند محطة الطمأنينة، شهر رمضان، يلوح هلاله الكريم بضوئه، يعلق فوانيسه في بلاد الروح والفطرة، يرتل من مصحف ويفرش السجادة، يبخر المكان، ويوقظ الهمة.

هل هذا الشهر المتزامن مع الحجر المنزلي، رسالة مباشرة للروح؟! هل تطلب منا الحياة أن نستطعم الزهد؟

الأسئلة المربكة تريحني، وهذا أمر يتوافق مع فطرتي، فالارتقاء الروحي مذهب، هكذا أعتقد، لكنني أجهل طريقته، الذي أعرفه جيدا.

هو أنني لم أعد أهتم لحقيبة الانشغال تحت وسادتي، ولا موعد الغد كابوسي، ولا أي ارتباط يؤرق مضجعي، أنام كرضيعة يسيل لبن أمها من ثغرها الباسم، والأيام باتت دافئة. مرحلة سكون، يسهل شرحها، لكنني لن أفعل.. فقط سأسلط الضوء على السؤال الذي طرحته مسبقا.

هل هي رسالة للروح؟!

الإجابة تكمن داخل، من يتأمل نفسه، في خضم كل هذه الأحداث. و الحقيقة أنني تعرفت على نفسي من جديد، بعد وعورة طريق العمر، الذي جرح بالتجارب ساعدي، وهشم جمجمة الصبر. بعد أن نجح الضجيج في فصلي عن واقعية الأمور، وسار قطار العمر في عدة أوجه، واصطدم بقطارات الآخرين عدة مرات، خرجت عن مسار حقيقتي لعقدين، ونجوت بأعجوبة، والآن فقط وصلت، وهنا تكمن إجابتي نعم وصلت.

لذا، قطعت عهدا على نفسي، أن أكون (أنا) ببساطتي وعفويتي، لن أعد أيام الحزن ولا للحظة، سأحب الوقت وسيفه، ولن أبارز هذا الفارس المغوار، سأصافحه وأطبع قبلة على ثوانيه. سأكون حرة اللحظة بكل ما أوتيت من تسليم، لن أكبار، ولن أدعي بأنني المتحكمة بالزمن، سأقدمني للأمل قربانا، ولن ألتفت.

فالعزل رهبنة الوقت، وصلاة الزمن.. وإنصات الذات، لذاك الصوت القريب في أعماقي، الذي حان أذان سماعه.