النقش في الهواء..!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأربعاء - 15 أبريل 2020
Wed - 15 Apr 2020
يقول المثل: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر والتعليم في الكبر كالنقش على الماء، وأحب أن أقدم طلبا للحصول على براءة اختراع على الإضافة التي سأضيفها على هذا المثل العريق حين أقول مضيفا: والتعليم عن بعد كالنقش على الهواء.
والإضافة القيمة التي أضفتها على المثل القديم تتعلق بشكل خاص بتعليم الصغار في المراحل الابتدائية والمتوسطة، لأن حقيقة الأمر أنه لا يوجد تعليم عن بعد، وكل ما يحدث أن مسؤولية تعليم هؤلاء الفتية والفتيات انتقلت من المدرسة إلى المنزل، وكمية التعليم التي سيتلقاها هؤلاء مرهونة بما تقدمه أسرهم «عن قرب».
وبالطبع أيها الناس فإني لا ألوم أحدا بعينه ولا أقول إن جهة ما قد قصرت في أداء مهمتها، فالظرف استثنائي وغير متوقع، والمتوقع فعلا هو ألا تكون النتائج مرضية من ناحية مكتسبات الطالب المعرفية في هذه الفترة التي أرجو الله أن تمر بسلام. وهذا أمر مقبول ومتفهم. وطلاب هذه الفترة يجب أن يتقبلوا فكرة خسارتهم لشيء من التعليم «الجاد» في هذه الأشهر، وأن يقبلوا معاملتهم بطريقة استثنائية ومتسامحة ثمنا لهذه الخسارة.
كل ما في الأمر أني أتحدث عن التعليم عن بعد كفكرة أجبر الجميع على تبنيها في هذه الفترة، ولا أعتقد أنها فكرة ملائمة للاستمرار بعد انتهاء هذا الظرف. وأجد الترويج لها واعتبارها فتحا عظيما سيلجأ إليه العالم بعد زوال خطر كورونا أمرا غير منطقي. لأن فكرة المدرسة أكبر وأشمل من مجرد تعليم الحروف والأرقام، التواجد في المدرسة والاحتكاك بالكائنات البشرية الأخرى من ضمن الأشياء التي يتعلمها الطفل في مراحل نموه. وفكرة وجود أجيال تخرج للعالم دون أن تحتك ببشر آخرين تبدو مخيفة ومرعبة أكثر من كونها فتحا تقنيا في التعليم.
وتبدو المنطقة الوسطى بين التعليم عن بعد والتعليم عن قرب هي الأقرب للتبني من قبل الجهات المسؤولة عن العلم والتعلم، وجود المقررات والواجبات المدرسية على منصات تعليم يمكن الوصول إليها والتفاعل معها من أي مكان أمر جميل ومفيد، ووجود بنية تحتية تقنية يمكن اللجوء إليها في الظروف الاستثنائية أمر رائع، لا شك في ذلك ولا ريب، لكن المدرسة نفسها والمدرس والطلاب وتواجدهم في مكان وزمان واحد ستظل أهم أركان العملية التعليمية على الأقل في حياة كل من يستطيع قراءة هذا المقال. ولن يضحي التنائي بديلا عن تلاقيهم ولن ينوب عن طيب لقياهم تجافيهم.
وعلى أي حال..
بعد تجربتي في تعليم طالبين فقط «عن قرب» فإني أجدها فرصة سانحة لأقدم اعتذاري لكل المعلمين والمعلمات الأحياء منهم والأموات عن كل لحظة لم أقدر فيها العمل الذي يقومون به، أنتم تستحقون أكثر مما تأخذون، وتستحقون نظاما تعليميا ينصف المبدع منكم ويضعه في المكانة التي يستحق.
agrni@
والإضافة القيمة التي أضفتها على المثل القديم تتعلق بشكل خاص بتعليم الصغار في المراحل الابتدائية والمتوسطة، لأن حقيقة الأمر أنه لا يوجد تعليم عن بعد، وكل ما يحدث أن مسؤولية تعليم هؤلاء الفتية والفتيات انتقلت من المدرسة إلى المنزل، وكمية التعليم التي سيتلقاها هؤلاء مرهونة بما تقدمه أسرهم «عن قرب».
وبالطبع أيها الناس فإني لا ألوم أحدا بعينه ولا أقول إن جهة ما قد قصرت في أداء مهمتها، فالظرف استثنائي وغير متوقع، والمتوقع فعلا هو ألا تكون النتائج مرضية من ناحية مكتسبات الطالب المعرفية في هذه الفترة التي أرجو الله أن تمر بسلام. وهذا أمر مقبول ومتفهم. وطلاب هذه الفترة يجب أن يتقبلوا فكرة خسارتهم لشيء من التعليم «الجاد» في هذه الأشهر، وأن يقبلوا معاملتهم بطريقة استثنائية ومتسامحة ثمنا لهذه الخسارة.
كل ما في الأمر أني أتحدث عن التعليم عن بعد كفكرة أجبر الجميع على تبنيها في هذه الفترة، ولا أعتقد أنها فكرة ملائمة للاستمرار بعد انتهاء هذا الظرف. وأجد الترويج لها واعتبارها فتحا عظيما سيلجأ إليه العالم بعد زوال خطر كورونا أمرا غير منطقي. لأن فكرة المدرسة أكبر وأشمل من مجرد تعليم الحروف والأرقام، التواجد في المدرسة والاحتكاك بالكائنات البشرية الأخرى من ضمن الأشياء التي يتعلمها الطفل في مراحل نموه. وفكرة وجود أجيال تخرج للعالم دون أن تحتك ببشر آخرين تبدو مخيفة ومرعبة أكثر من كونها فتحا تقنيا في التعليم.
وتبدو المنطقة الوسطى بين التعليم عن بعد والتعليم عن قرب هي الأقرب للتبني من قبل الجهات المسؤولة عن العلم والتعلم، وجود المقررات والواجبات المدرسية على منصات تعليم يمكن الوصول إليها والتفاعل معها من أي مكان أمر جميل ومفيد، ووجود بنية تحتية تقنية يمكن اللجوء إليها في الظروف الاستثنائية أمر رائع، لا شك في ذلك ولا ريب، لكن المدرسة نفسها والمدرس والطلاب وتواجدهم في مكان وزمان واحد ستظل أهم أركان العملية التعليمية على الأقل في حياة كل من يستطيع قراءة هذا المقال. ولن يضحي التنائي بديلا عن تلاقيهم ولن ينوب عن طيب لقياهم تجافيهم.
وعلى أي حال..
بعد تجربتي في تعليم طالبين فقط «عن قرب» فإني أجدها فرصة سانحة لأقدم اعتذاري لكل المعلمين والمعلمات الأحياء منهم والأموات عن كل لحظة لم أقدر فيها العمل الذي يقومون به، أنتم تستحقون أكثر مما تأخذون، وتستحقون نظاما تعليميا ينصف المبدع منكم ويضعه في المكانة التي يستحق.
agrni@