شاكر أبوطالب

الصحة تاج لا يراه الإعلام!

الاحد - 12 أبريل 2020

Sun - 12 Apr 2020

تغمرني الطمأنينة وأنا أتابع الأداء الاستثنائي لوزارة الصحة في إدارة الأزمة والتعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-‪19‬)، وأشعر بالفخر بكل ما أشاهده وأسمعه عن حجم ونوعية الجهود التي يبذلها الممارسون الصحيون، ومستوى المهنية لدى الأطباء والصيادلة والممرضين والفنيين والإداريين، والرقي والاحترافية من قبل القوى العاملة الصحية في تعاملهم مع الحالات المشتبه بإصابتها أو المؤكد إصابتها، واللباقة والابتسامة مع الحالات الخاضعة للحجر الصحي، وتوديع المعزولين المثبت خلوهم من المرض وكذلك المتعافين بالورود والشوكولاه.

هذه الصورة الإيجابية والسمعة الطيبة للخدمات الصحية في المملكة، تؤكدها وبصفة دورية الكثير من التقارير الدولية المستقلة، أحدثها التقرير الصادر عن مؤشر أمن الصحة العالمي، الذي أكد أن السعودية أكثر الدول العربية التي تبذل جهودا في مكافحة انتشار الأوبئة ذات الطابع العالمي، وفي المرتبة ‪47‬ من بين ‪195‬ دولة شملها التقرير المنشور في يناير الماضي.

وقد أولت قيادة المملكة عناية بالغة بالصحة في (رؤية ‪2030‬)، حيث اعتمدت تطوير نظام فعال للرعاية الصحية، وجعلت نمط الحياة الصحي والمتوازن ركنا رئيسا من أركان جودة الحياة، بهدف تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية لتوفير سبل الحياة الكريمة لأبناء المملكة والمقيمين فيها.

وحتى اليوم لم تتمكن وسائل الإعلام مجتمعة من تقديم تغطية عادلة للجهود التي تبذلها القوى العاملة الصحية في المملكة، وتعكس حجم العمل المبذول في المنشآت الصحية. فهناك جهود إعلامية مبذولة ولكنها مبعثرة ومتفرقة، نتيجة غياب التعاون بين الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية والمنصات الرقمية، ولذلك ينبغي لوزارة الإعلام حث جميع وسائل الإعلام على التعاون، لتجنب الازدواجية، وتنويع التغطية الإعلامية، وصناعة المحتوى الإعلامي الثري بقصص النجاح، وتوسيع نطاق الانتشار، لأنه من المهم جدا في هذه الأزمة تسهيل عملية الوصول إلى المعلومات الصحيحة وفي الوقت المناسب، لتعزيز الأمن الصحي للمجتمع وضمان سلامة الأفراد.

على صعيد القطاع الإعلامي لوزارة الصحة، فقد برزت بعض الأخطاء خلال الفترة الماضية، وظهر بعض الخلل في المنظومة الإعلامية داخل الوزارة، ومن ذلك حدوث تسريب للمعلومات والبيانات اليومية الخاصة بانتشار فيروس كورونا في السعودية، وقد تم إصلاح هذا الخلل في حدود ثلاثة أيام تقريبا.

‏لكن الخلل الأبرز في الأداء الإعلامي لوزارة الصحة كان في تغيير تصميم الإنفوغرافيك اليومي المتزامن مع المؤتمر الصحفي اليومي للمتحدث الرسمي للوزارة، حيث تم إلغاء العدد اليومي للحالات المؤكدة إصابتها في المملكة، ثم إلغاء أعداد الحالات المؤكد إصابتها بحسب المدن، ليتم الاكتفاء فقط بتحديث العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا!

هذه الخطوات المتعاقبة أحدثت كثيرا من الارتباك داخل المجتمع، فتضاربت المعلومات والبيانات، حتى بلغ الأمر اختلاف العدد اليومي للحالات المؤكد إصابتها بالفيروس بين ثلاث منصات: المؤتمر الصحفي اليومي للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة، ونشرة الأخبار لقناة العربية، والتقرير اليومي لوكالة الأنباء السعودية (واس). بعد ذلك الارتباك تمت العودة إلى التصميم الأول للإنفوجرافيك، والذي كان بسيطا وسهلا وواضحا، ويحقق الغرض الإعلامي منه.

وعلى صعيد رسائل الجوال القصيرة، تقدم وزارة الصحة خدمات توعوية مختصرة ومميزة، من خلال رسائل يومية تسهم في إشعار المواطن والمقيم بأهمية الإجراءات الاحترازية والنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي، وضرورة الإفصاح عن الحالة الصحية عند الاشتباه وظهور الأعراض.

shakerabutaleb@