مراجعة الفزعات وقت الأزمات!
الأحد - 12 أبريل 2020
Sun - 12 Apr 2020
لا يختلف اثنان على أن الفزعة - كمكون إنساني - أمر جليل وجميل، ولا سيما أن الفزعة ترتبط وجدانيا بصفات حميدة أخرى، مثل: الشجاعة، كرم النفس، الثقة، النخوة والمرجلة، وغيرها.
ولذلك فإن أمنا خديجة رضي الله عنها لم تذهب بعيدا عن هذا المدلول، بعد أن عاد إليها سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرتجف لهول ما رآه من الناموس الأكبر (جبريل عليه السلام) عند نزول الوحي عليه، فقالت كلماتها المطمئنة والمشهورة التي نقل إلينا منها «كلا والله! ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»، فكانت هذه الإلهامات علامة فارقة في تعريف مفهوم الفزعة المرتبطة دوما بجميل الأفعال!
ولأن الفزعة تقوم في الغالب على مواجهة (الفزع) أي الخوف مما قد يخشى حدوثه، فإن ثمة ضوابط بجب أن تؤخذ في الحسبان عند القيام بها، أولها: أن يكون صاحب الفزعة ذا معرفة بما هو مقدم عليه، وثانيها: أن يقوم بفزعته على أصولها المعتبرة، وثالثها: أن يخلص من كل فزعة يقوم بها إلى دروس مستفادة وملاحظات مسجلة للتطوير والتحديث.
دعونا نسحب هذه الضوابط الثلاثة على مفهوم المسؤولية المجتمعية (وهو المسمى الحديث للفزعة المنظمة)، لنرى كيف يمكن لإدارات المسؤولية المجتمعية في أي منظمة أن تكون رائدة ومتقدمة في معالجة الأزمات والتحديات وفقا لضوابطها المعتبرة، ودعونا نأخذ من كوفيد 19 (كأزمة عالمية) مسرحا لهذا التحليل والاستنباط، وصولا إلى توصيات مبسطة جدا في هذا الإطار.
اليوم كثير من المنظمات لديها الرغبة في مد يد العون الميدانية إلى طواقم الصحة في معركتها مع كورونا، ولكن هل كل من يرغب في مد يد العون يمتلك المعرفة الصحية اللازمة، وهي الضابط الأول في ثوابت المسؤولية المجتمعية؟ بطبيعة الحال الإجابة بالنفي، ولذلك فإن إرادة المساهمة بمعزل عن التخصصية لا تكفي وربما كلفت كثيرا في زمن لا يسمح فيه بتشتيت الجهود وبعثرة الأفكار.
لذلك فقد أعجبت كثيرا بموقع (التطوع الصحي) الذي قسم أبطال التطوع إلى فئتين أساسيتين: تطوع متخصص يشمل الأطباء والممارسين الصحيين ومن في حكمهم، وتخصص عام لغيرهم من فئات المجتمع، وهو تصنيف ينم عن فهم عميق جدا لقيمة المبادرات، وفقا للمعرفة التخصصية اللازمة، ويضع الشخص المناسب في المكان المناسب حال الحاجة إليه.
الضابط الثاني يدور حول تقديم المساهمة المجتمعية على أصولها بمعنى أن امتلاك المعرفة وحده لا يعد عنصرا كافيا إذا خلا من التطبيق المحكم لها. وهنا أريد أن أتجه إلى المبادرات المجتمعية الجميلة من قطاعات العلم والمعرفة (الجامعات، الكليات والقطاعات التعليمية المختلفة) والتي تقاطرت مبادراتها حول تقديم دورات توعوية حول: إدارة الأزمات، إدارة الحشود، طرق الوقاية من العدوى، الصحة النفسية في العزلة، وغيرها كثير، وسجل كثير منهم فوائد رائعة، بينما أخفق البعض في ذلك لأنهم قدموا تلك الدورات للمجتمع بطريقة نظرية ولغة متقدمة وأسلوب غير مجد، يشبه ما يقوم به الأستاذ الجامعي في قاعته أو المدرب في ورشته ومعمله، ففقدت تلك المبادرات كثيرا من قيمتها وقوامها حينما اصطدمت بخلل التنفيذ المناسب لها.
الضابط الأخير هو مخرجات المبادرات المجتمعية، وهنا يجدر توثيق كل الجهود وبناء خطط تصحيحية سريعة لتطويرها، وإعادة تقديم المبادرات بشكل أكثر دقة، وطريقة أجمل إخراجا، دونما أدنى شعور بالحرج فتلك طبيعة الأزمات: أحداث مفاجئة تحتاج لتطوير وتنقيح دائمين في مدة زمنية قصيرة.
أختم بالتأكيد على أن فزعات الأزمات انتماء وامتنان، يكفي من القائمين عليها رد الجميل للأوطان والحفاظ على الإنسان والمكان، هذا الأمر محمود جدا ومعلوم، بيد أنه غير كاف، وحتى تكون المبادرات محققه للأهداف لا بد أن تنبع من خلفية معرفية رصينة، وأن تنفذ بطريقة صحيحة وأن تكون قابلة للتطوير وإعادة المشاركة، وحينها ستكون هذه المبادرات (فزعات على أصولها)، تخفف الكروب وتحمدها الشعوب وتسعد بها القلوب والسلام.
ولذلك فإن أمنا خديجة رضي الله عنها لم تذهب بعيدا عن هذا المدلول، بعد أن عاد إليها سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرتجف لهول ما رآه من الناموس الأكبر (جبريل عليه السلام) عند نزول الوحي عليه، فقالت كلماتها المطمئنة والمشهورة التي نقل إلينا منها «كلا والله! ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»، فكانت هذه الإلهامات علامة فارقة في تعريف مفهوم الفزعة المرتبطة دوما بجميل الأفعال!
ولأن الفزعة تقوم في الغالب على مواجهة (الفزع) أي الخوف مما قد يخشى حدوثه، فإن ثمة ضوابط بجب أن تؤخذ في الحسبان عند القيام بها، أولها: أن يكون صاحب الفزعة ذا معرفة بما هو مقدم عليه، وثانيها: أن يقوم بفزعته على أصولها المعتبرة، وثالثها: أن يخلص من كل فزعة يقوم بها إلى دروس مستفادة وملاحظات مسجلة للتطوير والتحديث.
دعونا نسحب هذه الضوابط الثلاثة على مفهوم المسؤولية المجتمعية (وهو المسمى الحديث للفزعة المنظمة)، لنرى كيف يمكن لإدارات المسؤولية المجتمعية في أي منظمة أن تكون رائدة ومتقدمة في معالجة الأزمات والتحديات وفقا لضوابطها المعتبرة، ودعونا نأخذ من كوفيد 19 (كأزمة عالمية) مسرحا لهذا التحليل والاستنباط، وصولا إلى توصيات مبسطة جدا في هذا الإطار.
اليوم كثير من المنظمات لديها الرغبة في مد يد العون الميدانية إلى طواقم الصحة في معركتها مع كورونا، ولكن هل كل من يرغب في مد يد العون يمتلك المعرفة الصحية اللازمة، وهي الضابط الأول في ثوابت المسؤولية المجتمعية؟ بطبيعة الحال الإجابة بالنفي، ولذلك فإن إرادة المساهمة بمعزل عن التخصصية لا تكفي وربما كلفت كثيرا في زمن لا يسمح فيه بتشتيت الجهود وبعثرة الأفكار.
لذلك فقد أعجبت كثيرا بموقع (التطوع الصحي) الذي قسم أبطال التطوع إلى فئتين أساسيتين: تطوع متخصص يشمل الأطباء والممارسين الصحيين ومن في حكمهم، وتخصص عام لغيرهم من فئات المجتمع، وهو تصنيف ينم عن فهم عميق جدا لقيمة المبادرات، وفقا للمعرفة التخصصية اللازمة، ويضع الشخص المناسب في المكان المناسب حال الحاجة إليه.
الضابط الثاني يدور حول تقديم المساهمة المجتمعية على أصولها بمعنى أن امتلاك المعرفة وحده لا يعد عنصرا كافيا إذا خلا من التطبيق المحكم لها. وهنا أريد أن أتجه إلى المبادرات المجتمعية الجميلة من قطاعات العلم والمعرفة (الجامعات، الكليات والقطاعات التعليمية المختلفة) والتي تقاطرت مبادراتها حول تقديم دورات توعوية حول: إدارة الأزمات، إدارة الحشود، طرق الوقاية من العدوى، الصحة النفسية في العزلة، وغيرها كثير، وسجل كثير منهم فوائد رائعة، بينما أخفق البعض في ذلك لأنهم قدموا تلك الدورات للمجتمع بطريقة نظرية ولغة متقدمة وأسلوب غير مجد، يشبه ما يقوم به الأستاذ الجامعي في قاعته أو المدرب في ورشته ومعمله، ففقدت تلك المبادرات كثيرا من قيمتها وقوامها حينما اصطدمت بخلل التنفيذ المناسب لها.
الضابط الأخير هو مخرجات المبادرات المجتمعية، وهنا يجدر توثيق كل الجهود وبناء خطط تصحيحية سريعة لتطويرها، وإعادة تقديم المبادرات بشكل أكثر دقة، وطريقة أجمل إخراجا، دونما أدنى شعور بالحرج فتلك طبيعة الأزمات: أحداث مفاجئة تحتاج لتطوير وتنقيح دائمين في مدة زمنية قصيرة.
أختم بالتأكيد على أن فزعات الأزمات انتماء وامتنان، يكفي من القائمين عليها رد الجميل للأوطان والحفاظ على الإنسان والمكان، هذا الأمر محمود جدا ومعلوم، بيد أنه غير كاف، وحتى تكون المبادرات محققه للأهداف لا بد أن تنبع من خلفية معرفية رصينة، وأن تنفذ بطريقة صحيحة وأن تكون قابلة للتطوير وإعادة المشاركة، وحينها ستكون هذه المبادرات (فزعات على أصولها)، تخفف الكروب وتحمدها الشعوب وتسعد بها القلوب والسلام.