ياسر عمر سندي

أسرار وخصائص B+

الأربعاء - 08 أبريل 2020

Wed - 08 Apr 2020

لا يكاد يمر يوم من أيام حياتي إلا وأسارع فيه بإجراء تحليل عميق خاص، وأجدني بعد صدور نتيجته التي أستمتع بها وأتعايش معها وبتفاصيلها وساعاتها ودقائقها وحتى ثوانيها ولحظاتها؛ يخالجني شعور داخلي عميق يدفعني إلى طرق جميع أبواب من هم في الحيز المكاني والوجداني الخاص بي، وعلى من أعرف ومن لا أعرف، والمرور على كل الأحباب والأقارب والجيران والأصحاب، لأسترعي انتباههم وألفت أنظارهم إلى أمر أعتبره غاية في الأهمية توصلت إليه بعد تفحيص وتمحيص، لأحافظ على صحتي العامة، وأتتبع إجراءات السلامة الوقائية التامة، فوجدته الأسلوب العلاجي الناجع، لوقف انتقال الأمراض العصرية الشائعة وانحسارها، وكذلك تلاشيها بإذن الله.

ومن وجهة نظري السلوكية والمعرفية أرى أن مصل الدواء من أصل الداء، من حيث إن النوعية التي تعطي وتأخذ وتقبل وتتقبل وتتفاعل مع جميع الأنواع المختلفين للبشر هي نوعية «B+»، التي تعني بعد ترجمتها «Be Positive» أي كن إيجابيا، وصاحب ثقافة واستراتيجية تدفعك لتحويل المفاهيم السلبية الدخيلة، إلى عادات تفاؤلية أصيلة، لما لها من مردود صحي نافع دافع، يصلح أن يعمم على البشر المعرضين للأمراض النفسية والجسمية المتلاحقة، خاصة في وقتنا الراهن.

وحتى لا يختلط الأمر على القارئ الكريم، فإن ما أعنيه ليس له علاقة بفصيلة الدم B+ لكنه تعبير مجازي اتفق مع الخيال الإيجابي، فالصور الذهنية المثالية تبنى من خلال استعداد نفسي إيجابي كذلك.

فإن حالت عليك الظروف بمختلف الصنوف، وتساقطت عليك الهموم كل يوم، وتمكن منك الانغلاق النفسي، والإحباط المجتمعي، فستجد الحل في أدوار عدة، يمكن أن تساعدك في التحرر من السلبيات والإحباطات من خلال تقمص دور الإيجابية واستشراف آثارها، واستشعار الغنى في قمة الحاجة، والتظاهر بالتعفف في أعلى درجات التأفف، واليقين المستمر، والإيمان المستقر بأن الليل سيعقبه وضوح النهار.

وعندما نجد المثقلين بمشاكلهم، والغارقين في ديونهم، والمنهكين فيما يهمهم، ندرك أننا محملون بأوزار الجبال، وبأنها ستميل لصالحنا تارة وتهوي ضدنا تارات، ونفطن أن نتمعن ونتمكن من فهم مضمون الرسالة الموجه الآتية «إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم»، وذلك بممارسة دور السلوك الإيجابي بالتنميط والتكرار والإعادة والإصرار، حتى يثبت ويتأصل في دواخلنا ويصبح سِمة وعادة تسري في عروقنا وتجري مجرى الدم فينا.

وفي مختلف الثقافات، نجد أنهم ينادون باتباع الفأل الحسن، وهو يأتي باستشعار وتحسس المكامن الخيرية في الأمور المتوقعة مستقبلا. وكذلك عدد من المفاهيم والفلسفات الشرقية الموروثة لديهم، والمنقولة إلينا عن طريق العلوم العصرية الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع، ترى أن «الكارما» ولادة جديدة، وهو مصطلح يدل على انعكاس الفعل ورداته المستقبلية، فإن كان خيرا فخير وإن شرا فشر، فالذكي في حياته من يبادر بتلمس الخير لغيره حتى يجني ذلك على حياته وسائر خطواته، والإيجابية سلوك معد ينتقل من الإنسان إلى أفراد أسرته الواحدة، ومن ثم إلى المجتمع الكبير، إلى أن ينتشر ويصبح ظاهرة تغطي الحيز الأكبر، من حيث الفكر وطريقة التفكير الموجه، والتعاملات التبادلية.

فرسالتك تعتمد على طبيعة المصدر، ومحتواها يعكس الجوهر لنفسية الشخص المرسل، لينكشف المظهر، ويرجع الأثر، واحرص في كتابة رسالتك على أن تحتوي على معايير عدة، نفسك ويقينك وإيمانك، ملبسك ومأكلك ومشربك، قولك وفعلك ولغة جسدك، في عملك ومحيطك وأسرتك وجيرتك، ونظرتك واستشرافك لمستقبلك، ورعاية وتربية وتوجيه أبنائك، ورسائلك وبصماتك، في سكناتك وهدوئك ولحظات طيشك، وصحتك ومرضك، وقوتك وضعفك، وجميع تعاملاتك وما تخفي وراء قلبك، وفي حياتك كلها، حتى في أثرك بعد مماتك.

هذه الأيام خير شاهد، بما يمر به العالم من أزمة فايروس كورونا، والتي اجتاحته وأثرت نفسيا على أفراده، وجعلته يتقوقع وينغلق على محيطه، مما أدى إلى ظهور حالات من الاكتئاب بجميع مستوياته، من البسيط إلى الشديد. فالتفاؤل سلوك يتم استشعاره ثم تبنيه، والله قادر على أن يبدل الحال إلى أحسن حال.

عش بوعود المقتدر، واستراتيجية الصبر، وانتظار جميل القدر، وكن إيجابيا وابحث عن خصائص نوعية B+.

@Yos123Omar