عبدالله المزهر

عيال صالح، عصابة ترويج الفن التافه ..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 07 أبريل 2020

Tue - 07 Apr 2020

وإني من مقامي هذا أنصح الفنانين والمنتجين والقنوات التلفزيونية وبائعي الفجل ومستوردي البيض نصيحة أرجو أن تجد قلوبا واعية، وأقول لكل هؤلاء مستعينا بالله: حين تفكر في إنتاج عمل فني سعودي فإنه من البديهيات أن تعلم أنك توجهه إلى مشاهد يشاهد ويتابع كل ما ينتج من أعمال فنية في كل أرجاء الكوكب، حين لا تحترم المشاهد فلن يحترمك، هذه هي الفكرة ببساطة ودون كثير من التعقيد.

وأظن أنه من الواضح أن دافعي للكتابة هو العمل الذي عرضته إحدى القنوات مؤخرا، والحقيقة أن اعتراضي ليس لأنه صور في منطقة بعينها أو لأنه استخدم تراثها ومبانيها ولباس أهلها في عمل يتحدث عن عصابات تهريب المخدرات.

ليست لدي مشكلة كبيرة في هذا، مع أنه لا يوجد أي مبرر «درامي» لاستخدام تراث منطقة بعينها في هذا العمل.

الفكرة ببساطة أنه عمل تافه، فاللباس والمكان يدلان على منطقة واللهجات تدل على بقية أرجاء الكوكب، فالأب يتحدث بلهجة والزوجة بأخرى والأبناء كل منهم له لهجته الخاصة. إضافة إلى القصة نفسها التي تكررت بعدد شعر رأس البطل في أفلام المقاولات والتسطيح والعمل من أجل «البيع».

تخيل عزيزي المخرج والمؤلف والبطل أن تنتج عملا فكرته هي الإثارة وحبس الأنفاس والترقب، ثم يكون منتجك النهائي يثير الضحك أكثر من الأعمال الكوميدية التي حاولت تقديمها يوما ما. يفترض أن هذا يكفيك لتفهم، لأنه سيكون رأيا أهم بكثير من رأي الأخ اللبناني الذي اشترى منك العمل السعودي وعرضه على العالمين في قناة سعودية.

ومشكلة بعض المنتمين لعالم الفن الدرامي أنهم فيما يبدو أقل الناس متابعة لما يحدث في العالم وإلى أين وصل المخرجون والمنتجون، وأظن أنهم لا يتابعون سوى المسلسلات التي تعرضها القنوات التي تشتري أعمالهم. ولا يهمهم سوى سماع كلمة «بيعئد» ممن يبيعون عليه أعمالهم.

إضافة إلى مشكلة أخرى تكمن في أن كثيرا منهم رغم أنه ما زال شابا إلا أنه لم يخرج من عباءة العقود الماضية حين كان المشاهد لا يعرف سوى ما تعرضه عليه القناة الأولى، ويتقبل الكثير من العك الإخراجي، وتمر عليه كوارث السيناريو والحوار واللباس والديكور مرور الكرام.

كنت سأتقبل هذا العمل وربما أدافع عنه لو كتبت بطريقة محكمة، وأنتج وأخرج بطريقة تحترم عقل المشاهد بغض النظر عن المكان واللهجة والتراث. لكن هذا لم يحدث.

وعلى أي حال..

لست متمسكا بفكرة أن الفن رسالة، يكفيني منه أن يكون ممتعا ويحترم عقلي كمشاهد، وإذا كانت فكرة هذا العمل الذي نتحدث عنه هي عصابات تهريب وترويج المخدرات، فإني مؤمن أن الفن الهابط له أيضا عصاباته التي تروجه وتؤذي به عقول الناس، تماما كما تفعل المخدرات، وكبار المنتجين في هذا المجال لا يقلون خطرا عن بابلو سكوبار شخصيا.

agrni@