عبدالله محمد الشهراني

حتى لا يتفاقم «النزيف».. مقترح

الأربعاء - 01 أبريل 2020

Wed - 01 Apr 2020

لا جدال ولا أدنى شك في أن المتضرر الأكبر من جائحة كورونا هو قطاع الطيران، وقرار إيقاف الرحلات كان أمرا ضروريا للحد من انتشار الفايروس، فمن خلال الرحلات استطاع الفايروس أن ينتقل بين المدن، ثم من دولة إلى أخرى في كل قارات العالم متجاوزا حتى الآن أكثر من 200 دولة.

هذا التوقف كبّد شركات الطيران في العالم أجمع خسائر لم يشهدها هذا القطاع من قبل. ماليا يمكننا أن نعبر عن توقف الطيران بتوقف بند الإيرادات والدخل في ظل استمرار حركة الصرف لـ «أقساط قروض شراء الطائرات، إيجار الطائرات، رواتب الموظفين، دفعات العقود مع الشركات المشغلة والمساندة، رسوم المطارات.. إلخ»، أستطيع أن أعبر عن هذا الوضع المالي بمسمى «النزيف».

إن من الطبيعي أن تكون عودة الحركة الجوية مجددا خجولة، وأعني بكلمة «خجولة» ما يتعلق بأعداد المسافرين، فالخوف سوف يظل موجودا لدى الراغبين في السفر، والقرارات التقشفية في القطاع العام والخاص - من إلغاء وتقليص رحلات العمل - سوف تؤثر سلبا هي أيضا على إيرادات قطاع الطيران، وحركة السياحة هي الأخرى سوف تسجل أدنى رقم قياسي لها، أي إن السفر - وباختصار - في المرحلة الأولى من عودة الطيران سوف يكون مقتصرا على الناس المضطرين إلى السفر وحسب.

إن عودة الرحلات - دون تنسيق بين شركات الطيران الوطنية - مع هذه الأرقام من أعداد المسافرين تعني إعادة الحركة لبند المصروفات التشغيلية «وقود، أجواء، رسوم مطارات، ساعات طيران، صيانة ... إلخ»، مصروفات ضخمة لرحلات غير مجدية اقتصاديا بسبب تدني نسبة إشغال المقاعد، بمعنى آخر تفاقم «النزيف» (يعني البقاء على أرض المطار أرحم).

ما أود قوله إنه وفي هذه الأوقات لا بد أن نرتدي جميعنا - شركات الطيران الوطنية - (اليونيفورم) الأخضر، ونعي جيدا أن التنافس في هذه المرحلة أمر غير وطني ومذموم، لذا أقترح - وأعتقد أنه أمر ضروري - تكوين فريق تجاري Commercial Team مشترك، يمثل أعضاؤه جميع شركات الطيران الوطنية، مهمته توزيع الرحلات والحصص بما يضمن جدوى الرحلات لكل مشغّل، على أن تستمر مهام الفريق لمدة لا تزيد على سنة ولا تقل عن ثلاثة أشهر، وبإشراف مباشر من الهيئة العامة للطيران المدني.

إن جائحة كورونا أحدثت تأثيرا كبيرا و»جديدا» في عالم الطيران منذ نشأته، وللخروج من هذه الأزمة يتطلب الأمر فكرا «جديدا»، فخروج أي شركة وطنية من السوق هو خسارة مؤلمة لنا جميعا.

ALSHAHRANI_1400@