عبدالله المزهر

نحن آسفون يا كورونا..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 29 مارس 2020

Sun - 29 Mar 2020

لو أن فايروس كورونا لا يتسبب في قتل الناس ولا يؤذيهم لكان فايروسا عاديا مثله مثل بقية الفايروسات التي تأتي وتذهب دون أن يكترث لها أحد، لكن مشكلته أنه كائن مؤذ يفسد حياة الناس.

وهذه معلومة لا أخال أحدا يجهلها، ولكني فقط أردت أن أتخيل ردة فعل الفايروس حين يشاهد العالم يتعامل معه بهذه الجدية دون سواه من الكائنات المؤذية، وأظن أنه سيتهم البشر بالعنصرية ضد الفايروسات التي لا ترى بالعين المجردة، لأن العالم يتعامل بدرجة أقل من الجدية مع الكائنات التي تقتل الناس وتشردهم وتؤذيهم، وتقوم بالعمل الذي يقوم به الفايروس بطريقة أشد قبحا وخسة ونذالة.

والحقيقة أني لو التقيت بفايروس كورونا شخصيا وواجهني بهذه الحقيقة فإني لن أجد تبريرا منطقيا لأرد عليه وأقنعه أن الأمور مختلفة بعض الشيء.

ربما سيسألني عن الفايروسات الإيرانية التي لا يكفي معها غسل اليدين، ولا المعقمات والتي ما زالت تقتل وتؤذي وتعامل الإنسان بطريقة يترفع عنها كورونا، ويراها أحقر حتى من أن تكون طبائع الفايروسات المعدية.

أظنه سيضحك حتى يستلقي على قفاه - إن كان له قفى - حين أخبره أن بشار الأسد مثلا يعقم الشوارع حفاظا على صحة الناس وحماية لهم من عدوى كورونا، سيسخر مني في أقل الأحوال ويخبرني أنهم في عالم الفايروسات المجهرية يخجلون من أن يتعاملوا مع أي مخلوق بالطريقة التي يستخدمها الفايروس الإيراني بشار الأسد.

ربما يغضب قليلا حين أخبره أن العالم يساعد النظام الإيراني ويمده بالمعونات من أجل التغلب على كورونا في الوقت الذي ما زال فيه ذلك النظام يسخر كل إمكاناته من أجل دعم الفايروس الحوثي، وتزويده بالصواريخ التي يطلقها على الآخرين. سيقول إن الأمر ليس عادلا وإنه يجب أن يحظى بذات المعاملة لأنه ليس مجرما إلى هذا الحد ومع هذا تجتمع ضده كل مختبرات العالم من أجل القضاء عليه.

وعلى أي حال..

أظنه سيسألني قبل أن يغادر عن توقعاتي لأعداد البشر الذين أتوقع أن يؤذيهم، وعن أعداد البشر الذين آذتهم طهران وملحقاتها من الفايروسات والجراثيم أمثال بشار والسيد حسن وفتى الكهوف عبدالملك، وأتوقع أني سأتظاهر بعدم المعرفة لأن الوضع سيكون محرجا حين أخبره بأن ضحايا كورونا في كل الكوكب - الحاليين والمتوقعين - لا يشكلون سوى رقم ضئيل أمام ضحايا بشار والحوثي وبقية المايكروبات الإيرانية الصنع. ربما سأحاول إقناعه بأن القتل بالبراميل ليس معديا، وأن تجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية لا ينتقلان عن طريق لمس الأسطح، وأنه لو تخلى عن فكرة العدوى فسيكون فايروسا مرحبا به.

agrni@