مهلة سداد مرنة لفواتير الخدمات خلال مكافحة كورونا

اتخذت أغلب دول العالم إجراءات استثنائية في مواجهة الانتشار الكاسح لفيروس كورونا المستجد، الذي ما يزال يحصد مئات الأرواح ويصيب الألوف من البشر. وتعد المملكة جزءا مهما في هذا العالم المتغير ومن أوائل الدول تصديا لفيروس كورونا، وقامت بجهود جبارة ورائدة في مكافحته، بل وعزمت المملكة في تنسيق التعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء، وتبني السياسات الملائمة لتخفيف أعبائه الاقتصادية، وذلك في إطار مجموعة العشرين التي تترأسها المملكة هذا العام.

ولقد وجه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بدعم منظمة الصحة العالمية بعشرة ملايين دولار، حيث لقي هذا الدعم إشادة من سعادة الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم بموقف المملكة الداعم للمنظمة في مكافحة فيروس كرورنا. لقد تبنت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين العديد من الخطوات الاستباقية، مثل تعليق الدراسة وعمل الموظفين وحظر التجوال وغيرها، منذ بداية انتشار فيروس كورونا الجديد من أجل احتوائه، وما زالت تتابع عن كثب مجريات انتشاره. وهذا يؤكد حرص القيادة الرشيدة على شعبها وعلى المقيمين على أراضيها.

إن الدعوة إلى البقاء في المنازل وحظر التجوال من أهم القرارات التي تبطئ انتشار المرض وتنهيه في مدى أقصر، بالإضافة إلى تعليق المدارس وتفعيل الدراسة عن بعد، وتعليق عمل عموم الموظفين بمثابة خطوات أخرى لوأد فيروس الكورونا وكسر منحنى انتشاره. ولكن سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة استهلاك الكهرباء والماء للقطاع السكني. وعلى الرغم من أن الزيادة قابلة للاستيعاب في مجمل العرض والطلب ولا تحمل عبئا ثقيلا على مقدمي الخدمة للكهرباء والماء، إلا أنه من المتوقع زيادة في فواتير الكهرباء والماء للقطاع السكني.

وعليه تحمل المبادرة التي آمل أن يصل صداها إلى أسماع شركات مقدمي خدمة الكهرباء والماء، إعطاء مهلة سداد مرنة لفواتير الخدمات، وعدم فصل الخدمة عن أي مشترك متأخر في السداد خلال فترة البقاء في المنزل (مكافحة فيروس كورونا)، حتى انقضاء الغمة بحول الله تعالى، وكذلك السماح بتقسيط فواتير الكهرباء والماء لاحقا.

بلا شك أن جهود الشركة السعودية للكهرباء وشركة المياه الوطنية في خدمة الوطن والمواطن والمجتمع واضحة في أمثلة ومناسبات كثيرة، ولعل التنسيق مع مشرعي ومنظمي خدمات الكهرباء والمياه والغاز ممثلة في وزارة الطاقة ووزارة البيئة والمياه والزراعة وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ضرورية في صياغة قرار يفرح المواطن والمقيم بهذه المبادرة، ويساعد الجهود الوطنية في مكافحة فيروس كورونا.

لعل من أهم نتائج المبادرة تشجيع المواطنين والمقيمين على البقاء في بيوتهم وطمأنتهم والتزام أوامر منع التجوال والتيسير عليهم من خلال تأمين احتياجاتهم وهم في بيوتهم. حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه وأدام علينا أمننا ورغد عيشنا الكريم في ظل القيادة الرشيدة.