اللبس الإيماني في قضية كورونا!
الثلاثاء - 24 مارس 2020
Tue - 24 Mar 2020
أولا، لي أن أحكي حكاية لها علاقة بالموضوع قد تفيد كثيرا، في عام 1755م حدث زلزال لشبونة العظيم، هذا الزلازل هز الأرض والعقول أيضا، وأيقظ أوروبا المتشددة المعتمدة على الخرافة الدينية المسيحية أمام ظهور العلم، كان المؤمنون بالمسيحية في الكنائس في لشبونة يحيون عبادتهم في الساعة التاسعة صباحا، وما هي إلا 30 دقيقة حتى هزها زلزال حسبت آثاره، وقدرت بمقياس ريختر بـ 9.5 درجات، ومات 100 ألف في لشبونة وحدها، و10 آلاف في المغرب هي الأخرى، عدا مناطق أخرى، وكانت آثاره وصلت أوروبا وغرب أفريقيا في تسونامي رهيب.
هذه الحادثة أيقظت الإيمان المتكلس في أوروبا، وطرحت فرضية ما نزال نحن الآن نتداولها وهي: ما يحدث هل هو عقاب الله للكافرين أم ابتلاء للمؤمنين؟ أم إنها (وهذا ما توصل له الصراع الفكري العقدي في أوروبا الناهضة) سنن الله في الكون ننظر إليها بعقلية الأسباب، وتعامل الإيمان البعدي؟
ثارت ثائرة جان جاك روسو وفولتير وغيرهما على تلك اللغة المتشفية بالآخر، فالأثر عم الجميع وأفاقت أوروبا على حياة فكرية جديدة مختلفة، انتصرت النهضة والعصر الحديث على بقايا سلطة الكنيسة والإمبراطورية!
هذا ما يحدث الآن في العالم بسبب كورونا، أو زلزال الصين الفيروسي العظيم، الذي حصد أكثر من 15 ألف إنسان وأصاب أكثر من 300 ألف آخرين، ولا تزال الأرقام تتحدث، فماذا عن كورنا والإيمان؟!
معظم ما ظهر من لبس فيما يتعلق بالإيمان والعلم فيما يخص كورونا؛ ظهر من سوء فهم الإيمان وتقديمه على الأسباب، وكان هذا هو الجهل المركب لدى بعض الناس. أظهروا الإيمان بالله دون الأخذ بنواميس الكون التي زرعها الله في الكون، فهم يتوكلون على الله، ولكن لا يأخذون بالعلم الذي صنعه من يتوكلون عليه، ثم يقولون هذا من الإيمان، فالإيمان بالله لا يكمل إلا بالإيمان بقوانين الله التي أودعها في الحياة، ومنها العدوى والأسباب.
بمعنى آخر، كانوا يقولون: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وكأن الأسباب ليست مما يكتبه الله ويمنعه عنك، وكأنها ليست جزءا من مشيئة الله، ويغفلون التراتبية في الأخذ في الأسباب ثم التوكل «اعقلها» أولا، ثم «توكل» ثانيا، وهذه سنة الله وقوانين الله التي أودعها الحياة.
ماذا سيحدث لو أن جهلاء أصروا على تقديم التوكل على الأسباب؟ عليك أن تأخذ نظرة على عمائم إيران ماذا تفعل في النيل من الإسلام بأدواتها الإيمانية البدائية، فأحدهم تحدى كورونا وسلم على المرضى وهو الآن في عداد الموتى، وآخر يقول بأنه موعد ظهور المهدي، بينما يقول أحدهم إنه يقاوم كورونا بالزنجبيل والزعفران وهو الآن مصاب وأصاب غيره.
وقد يحدث هذا لدينا لو ترك الحبل على الغارب، لولا بقية علم هي حصيلة تعليم وثقافة زرعت من سنوات وحان قطافها، وما نزرعه نحن لم تقطفه إيطاليا الصناعية، لأنها بقليل من الإهمال تحتضر إلى ما شاء الله الآن، نسأل الله الشفاء العاجل للإنسانية جمعاء!
أخيرا، إن لم نتعامل مع علمية وإيمانية الحدث معا، سوف يخطف العلم المشهد من الإيمان، ولا يبقى للإيمان إلا ما بقي له في أوروبا عام 1755 وما بعدها!
هذه الحادثة أيقظت الإيمان المتكلس في أوروبا، وطرحت فرضية ما نزال نحن الآن نتداولها وهي: ما يحدث هل هو عقاب الله للكافرين أم ابتلاء للمؤمنين؟ أم إنها (وهذا ما توصل له الصراع الفكري العقدي في أوروبا الناهضة) سنن الله في الكون ننظر إليها بعقلية الأسباب، وتعامل الإيمان البعدي؟
ثارت ثائرة جان جاك روسو وفولتير وغيرهما على تلك اللغة المتشفية بالآخر، فالأثر عم الجميع وأفاقت أوروبا على حياة فكرية جديدة مختلفة، انتصرت النهضة والعصر الحديث على بقايا سلطة الكنيسة والإمبراطورية!
هذا ما يحدث الآن في العالم بسبب كورونا، أو زلزال الصين الفيروسي العظيم، الذي حصد أكثر من 15 ألف إنسان وأصاب أكثر من 300 ألف آخرين، ولا تزال الأرقام تتحدث، فماذا عن كورنا والإيمان؟!
معظم ما ظهر من لبس فيما يتعلق بالإيمان والعلم فيما يخص كورونا؛ ظهر من سوء فهم الإيمان وتقديمه على الأسباب، وكان هذا هو الجهل المركب لدى بعض الناس. أظهروا الإيمان بالله دون الأخذ بنواميس الكون التي زرعها الله في الكون، فهم يتوكلون على الله، ولكن لا يأخذون بالعلم الذي صنعه من يتوكلون عليه، ثم يقولون هذا من الإيمان، فالإيمان بالله لا يكمل إلا بالإيمان بقوانين الله التي أودعها في الحياة، ومنها العدوى والأسباب.
بمعنى آخر، كانوا يقولون: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وكأن الأسباب ليست مما يكتبه الله ويمنعه عنك، وكأنها ليست جزءا من مشيئة الله، ويغفلون التراتبية في الأخذ في الأسباب ثم التوكل «اعقلها» أولا، ثم «توكل» ثانيا، وهذه سنة الله وقوانين الله التي أودعها الحياة.
ماذا سيحدث لو أن جهلاء أصروا على تقديم التوكل على الأسباب؟ عليك أن تأخذ نظرة على عمائم إيران ماذا تفعل في النيل من الإسلام بأدواتها الإيمانية البدائية، فأحدهم تحدى كورونا وسلم على المرضى وهو الآن في عداد الموتى، وآخر يقول بأنه موعد ظهور المهدي، بينما يقول أحدهم إنه يقاوم كورونا بالزنجبيل والزعفران وهو الآن مصاب وأصاب غيره.
وقد يحدث هذا لدينا لو ترك الحبل على الغارب، لولا بقية علم هي حصيلة تعليم وثقافة زرعت من سنوات وحان قطافها، وما نزرعه نحن لم تقطفه إيطاليا الصناعية، لأنها بقليل من الإهمال تحتضر إلى ما شاء الله الآن، نسأل الله الشفاء العاجل للإنسانية جمعاء!
أخيرا، إن لم نتعامل مع علمية وإيمانية الحدث معا، سوف يخطف العلم المشهد من الإيمان، ولا يبقى للإيمان إلا ما بقي له في أوروبا عام 1755 وما بعدها!