آلاء لبني

أبجديات حياتية وكورونا

السبت - 21 مارس 2020

Sat - 21 Mar 2020

تبدو هذه الأيام مربكة يسودها كثير من الخوف إلى حد الرعب لدى البعض، أوقات حافلة بالمتغيرات، ننام ونصبح على أحداث جديدة، وسائل الإعلام العالمية تنقل وتنشر الذعر، وخطابات رنانة تمزج بين الواقع والمرض وأغراض أخرى! و«خطابات الشؤم كمقولة رئيس وزراء بريطانيا «ستفقدون أحبابكم»، حتى لو كان المبرر أن المرض يمر بمراحل الانتشار!

كورونا شل العالم جزئيا، وأصبح الشغل الشاغل القضاء عليه، وسباق حثيث للوصول للقاح بين دول كبرى ومختبرات، في نهاية السباق سيظهر أحد الرابحين! ويدخل التاريخ ويدخل لخزينته ملايين الملايين، كلما زادت المخاطر ارتفعت قيمة الحاجة للعلاج. لا أكتب من زاوية علم الأوبئة أو الطب فلست طبية.

تقوم وزارة الصحة بجهد كبير لإدارة الأزمة واحتواء الضغط والمرض، ولتدارك أي مستجدات، وتطلب التقيد بالتعليمات وأن نتحلى بالمسؤولية كمجتمع تجاه صحتنا. نجاح الربيعة في احتواء الأزمة دليل كبير على أن المعضلة في أي مؤسسة هي الإدارة وطريقة تفكير المسؤول وليس التخصص فقط!

وبعد إعلان منظمة الصحة العالمية كورونا كوباء، أعلنت الصين انحسار كورونا لديها وعودة بعض المقاطعات للدراسة، سواء استخدموا لقاحا أم لم يستخدموا، عين المنطق والعلم والاقتصاد التي تبصر بها الصين وما انتهجته من تكتم قد تجعل من المصيبة التي ألمت بها مصاب منفعة واقتصاد، فتطور تقنيات تصدرها للعالم وكاميرات حرارية ومستشفيات متنقلة.

الرعب والهلع لا يساعدان في اتخاذ القرارات السليمة، وردود أفعال المخاوف والقلق لدى البعض تدفعهم كسلوك إلى شراء وتخزين السلع المختلفة، وهذا ما لا داعي له ويسهم في استغلال البعض برفع الأسعار.

يجري استغلال كورونا حتى من المسوقين، الذين يحولون الأحداث إلى مكاسب ونشر إعلانات العلاجات والخلطات والمعقمات بأوجه مشاهير، مع أن الصابون بأي نوع كاف لنظافة اليدين. في فرنسا طباخ قدم الكعك بشكولاته على شكل فيروس كورونا!

العبرة أنه حين تنشغل بالرعب غيرك من دول منتجة ومختبرات وأشخاص فاعلين ينشغلون بالإنتاج، واستغلال الأحداث ليكونوا أكبر الكاسبين أو على الأقل يقللون خسارتهم إلى الحد الأدنى.

ليت وزارة الصحة تستثمر الخوف والمشكلة! تستثمرها لصحة الإنسان ودعم جهودها التوعوية بمنطلق أكثر شمولا وزوايا متعددة، خطر الفيروسات قد يسهم في تغيير السلوكيات، مثلا مستوى النظافة في بعض الأماكن العامة والمدارس وبعض المستشفيات منخفض تحديدا في دورات المياه! حملة توعية بالنظافة، والتهوية الجيدة وما أدراك ما التهوية وغيابها وتغطية الطعام، التخلص من النفايات..إلخ. فليست القضية انتقال عدوى فقط وغسل الأيدي!

التركيز على قوة الجهاز المناعي وضعفه وأثر نوعية أنماط الحياة التي نعيشها على مستوى جهاز المناعة وأدائه، المناعة ما هي إلا دفاعات الجسم وجيشه الخاص، هناك عوامل تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات بشكل عام.

لا أهدف مما أقول هنا إلى العلاج أو الخلطات ولا أبيع أي فيتامين! لكن هناك معرفة عامة في أبجديات حياتية، تدني مستوى المعرفة بها يؤثر على صحة وجودة الحياة.

ولكل إنسان طريقة في حياته يتبعها ومدارس صحية يقتنع بمنهجها، وحجة أني لست مختصا! هذه عبارة تستخدم في غير محلها ودعوة للجهل. مثلا موضوع الفيروس والبكتيريا الطالب في المرحلة الابتدائية يدرس الفرق بينهما بمادة العلوم.

النوم ليلا وصحة الإنسان، سنة الله في كونه «وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا»، راجع عزيز القارئ بعض الدراسات العلمية لمراكز بحثية صحية حول ذلك.

هل تعلم عزيز المدخن أن التدخين يضعف مناعتك؟!

ختاما، لا داعي للرعب فهو أحد مثبطات المناعة، توكل ولا تتواكل. وطن نفسك على كل الأحوال، ولا تجعل لليأس والقنوط طريقا إلى قلبك، وانظر بعين البصيرة وتأمل ما مضى بعين فاحصة.

كل منا يمر في هذه الحياة بأزمات وتحديات تعصف به، والشكر والحمد سر خفي في السراء والضراء، وليست كلمات نرددها ولا تقر بالفؤاد. الجوهرة المفقودة هي الأمل وحسن الظن بالله، وتأمل الخير وإن رجحت موازن الأحزان والقلق، هذا إن أردت أن تكون إيجابيا.

AlaLabani_1@