لؤي مطبقاني

كورونا وإغلاق المساجد

السبت - 21 مارس 2020

Sat - 21 Mar 2020

منذ بدء انتشار هذا الفيروس، استشعرت الدولة بحكمة قيادتها أهمية الوقاية، التي تعلمنا منذ الصغر تفوقها في الأهمية على العلاج، وتوالت القرارات: إيقاف التأشيرات، الزيارة، العمرة، الطواف، تعليق الدراسة، تعليق صلاة الجمعة والجماعة، ثم إغلاق الحرمين الشريفين.

وبدأ الوعي المجتمعي في غالبه الأهم بالتصاعد، كالصلاة على السجاجيد الشخصية، تطهير الأيادي، الصلاة في البيوت، الصلاة بانفراد في المكاتب، وغير ذلك.

ولعلي أبدأ بنفسي وأذكر كل أحبتي بأن رمضان على الأبواب، وأن بيوت الله بدءا من الحرمين الشريفين إلى أصغر مصلى في زاوية محطة بنزين تحتاج في هذه الأثناء للرعاية والتنظيف لتكون جاهزة لاستقبال المصلين بعد انقشاع هذه الغمة، لكن كيف سيكون ذلك؟

بالتنسيق بين وزارة الصحة ورئاسة الحرمين الشريفين يمكن إصدار بروتوكول (توجيهات) واضحة لكيفية العناية بالمساجد ومحتوياتها، خاصة دورات المياه والمواضئ، ويوزع هذا البروتوكول على أئمة المساجد كافة.

بعد توفير الاحتياجات اللازمة مثل: المعدات، مطهرات، كمامات، أقنعة، قفازات، مواد كيماوية، عبوات نظافة، أجهزة قياس الحرارة، يتولى إمام المسجد - ضمن الاشتراطات الصحية الرسمية المبلغة له - بتكليف عامل أو اثنين أو العدد الكافي بحده الأدنى من العاملين في المسجد بالقيام بالمطلوب، وتعقيم المسجد من قبل فريق مدرب ومختص من الصحة. ثم فحص خدم بيوت الله من هؤلاء بجهاز حراري قبل وبعد قيامهم بالمهام المطلوبة لضمان خلوهم من العدوى. وتطبق المقترحات على المصليات النسائية أيضا.

قال سبحانه وتعالى «وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود»، والمساجد أجدر بالعناية والرعاية في هذه المرحلة، ليشمل هذا أيضا حتى أعمال الصيانة البسيطة من إصلاح مكيفات، وتغيير اللمبات، وأجهزة الصوت وغيرها، والسباكة والأعطال بمجملها.

رمضان غدا، وحين يأذن المولى الكريم بزوال الغمة وانقشاع الهم، سيبادر خادم البيتين إلى دعوتنا للعودة إلى حياتنا الطبيعية، سنعود إلى بيوت الله، وأجورنا في أرصدتنا زادت حتى لو لم نذهب إلى الجماعة، سنصلي القيام والتهجد بإذن المولى الكريم، والمكان الذي اعتدنا الصلاة فيه في أتم جهوزيته وبمستوى نظافة يليق به ويحقق لنا طمأنينة النفس.

سيكون عملنا هذا في خدمة بيوت الله خالصا لوجهه الكريم، والأمل والثقة فيه جل جلاله أن لا تُقفل أبوابها مرة أخرى، وما ذلك على الله بعزيز.

قد يكون في هذه الفكرة ما يصلح لتطبيقه في المدارس والمعاهد والجامعات، بالتنسيق بين وزارتي التعليم والصحة، في ظل إجازة المدرسين والطلاب.

أخيرا، أتمنى أن يتحول سلوكنا هذا في النظافة إلى اعتياد فيصبح كل منا جزءا من منظومة العناية ببيوت الله - أقصد المواطن والمقيم، ذكورا وإناثا، حتى نقوم بواجب هذه الأماكن كما يليق بها، وحتى نتوقف أنا وأمثالي عن معاتبة بعضنا على حال نظافة المساجد، أبلغنا الله وإياكم رمضان، والقيام والصيام فيه أعواما عديدة وأزمنة مديدة على النحو الذي يرضيه عنا.