مختصر الأسبوع (20/3/20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 19 مارس 2020

Thu - 19 Mar 2020

الأسبوع الأول من العزل الاحترازي، وجه الحياة يبدو غريبا بعض الشيء، أو ربما كانت هذه الأيام فرصة مواتية لنعرف الحياة على حقيقتها. هي لم تتغير، لكن هذا الفيروس أزال عن وجه الحياة بعض المساحيق التي كانت تخفي خلفها هشاشتها وهوانها..

ثم إن هذا ملخص مقالات الأيام الماضية:

• احفظوا وجوه الأنانيين، وأسماء شركاتهم ودكاكينهم ومنتجاتهم، فهذه الأزمة ستمر إن شاء الله، وسنلتقي بحوله وقدرته في الضفة الأخرى بعد أن نعبر نهر هذا الوباء سالمين، ولعلي أحلم وأدعو وأحرض ألا ننسى حين نصل إلى الضفة الأخرى كل من استغل حاجتنا، أن ننبذهم في أوقات السعة. أن يكونوا محل احتقار كل الناجين من كارثة هذا الكوكب المنكوب، أشعر برغبة مبكرة في التشفي من كل أولئك الأنانيين الأوباش. وإني لأجد «الحقد» تجاههم من فضائل الأمور.

• يرتفع دخل المواطن لأي سبب كان فيرون أنهم أولى بهذه الزيادة منه، فيرفعون أسعار سلعهم، يجتاح وباء العالم فيرون أنه الوقت المناسب لرفع سعر كل ما يحتاج إليه الإنسان في أزمته، لا يفكرون سوى في أنفسهم في كل الأوقات، وإن كانت أنانيتهم في أوقات السعة مجرد خلق ذميم، فإنها في أوقات الضيق جريمة بشعة في حق المجتمع الذي يعيشون فيه.

• قد يمتعض بعضنا، ويكره أن تقل خياراته في الحياة، لكن الأمر يحتاج شيئا من التضحية، والذين يتغلبون على غريزة الأنانية في الإنسان هم من سينقذ الحياة على هذا الكوكب المنكوب، ثم إنه شكرا كبيرة جدا لكل الذين يعملون بتفان في هذه الأزمة، شكرا كثيرا جزيلا للأطباء والممرضين والعاملين في المجال الصحي، وشكرا كبيرة جدا للحكومة التي تعاملت بمسؤولية في هذه المشكلة. وشكرا ـ متوسطة الحجم ـ للمواطن العادي الذي يشارك في تحمل هذه المسؤولية بالبقاء في

منزله والتعرف على عائلته.

• ولعل هذه الأزمة مناسبة للاعتذار لكل المعلمين والمعلمات الذين ربما قللت يوما ما من عملهم وسخرت من كثرة إجازاتهم. فقد اكتشفت أني أحتاج بعد هذين الأسبوعين إلى إجازة لا تقل عن سنتين لتعود خلايا عقلي إلى الوضع الذي كانت عليه قبل هذه الأزمة.

• لا أخفيكم أني فكرت أثناء خلوتي في اختراع خلطة تشفي من الغباء وتعالج الأنانية، ولكني منحوس وخشيت أن يصدر قانون يلزم كل من يروج لعلاج أو يلوح بقشة للغرقى أن يحقن بالمرض ثم يجرب علاجه على نفسه، سيكون الأمر محبطا خاصة أن لدي من الأنانية والغباء ما يكفي حاجتي. ولذلك تريثت فلعل هذا يحدث بالفعل قبل أن أبدأ.

• الفشل ليس نوعا واحدا، ومن أنواعه الأخرى التي تكون خطيرة في مثل هذه الأوقات الفشل المغلف بالفهلوة واللامبالاة، ويقود إعلام بعض الدول العربية الموجه هذا النوع بكل اقتدار، ومجرد مرور سريع على بعض البرامج ومشاهدة طريقة الحديث عن هذا الوباء يجعل المرء زاهدا في الحياة، لأنها لا تحتمل مع هذه الكمية الموجعة من الجهل المتعمد. وخاصة حين يأتي من مكان يفترض أنه الأفضل والأسبق إلى العلوم والفنون والإعلام.

agrni@