برجس حمود البرجس

الدراسة عن بُعد

الثلاثاء - 17 مارس 2020

Tue - 17 Mar 2020

نبدأ تجربة جديدة بالدراسة عن بُعد - عن طريق الانترنت - لأكثر من 7 ملايين طالب وطالبة في جميع المراحل، هذه التجربة الجديدة تعد خيارا من خيارات قليلة، فليس أمامنا إلا المضي قدما بالتجربة ومواجهة التحديات وتخطي العقبات.

عدد الطلاب والطالبات: مليون في المراحل الجامعية، و6 ملايين في مراحل التعليم العام، تقريبا 3 ملايين في المرحلة الابتدائية، ومليون ونصف المليون في المرحلة المتوسطة، وكذلك مليون ونصف المليون في المرحلة الثانوية.

ربما دخول هذه التجربة للدراسة عن بعد في المراحل الجامعية ليست تجربة جديدة، وهي معتادة في الجامعات ولكن ليست مثلها اليوم. الدراسة حاليا للجامعات تخطت مرحلة اعتياد أعضاء التدريس والطلبة والطالبات للدراسة الالكترونية عن بعد، وتم تخطي تجارب جاهزية السيرفرات وشبكات الاتصال لتدريس مواد الجامعات، ولكن التجربة الجديدة تزيد على الخبرة السابقة بزيادة الأحمال، حيث ستشمل كل الطلبة والطالبات ولجميع المواد في أوقات متزامنة مع بعضها.

أما بالنسبة لمراحل التعليم العام، فالتجربة جديدة للمعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات، ولم تُعّد المناهج لذلك ولا طرق الاختبارات ولا طرق المتابعة وحضور الدروس وانضباط الطلبة بذلك، فالتجربة جديدة بالكامل، ولكنها تقريبا الخيار الوحيد وليس هناك أمان إلا هي، فمرحبا بالتحديات ومرحبا بالصعوبات، وأعان الله الوزارة وسدد خطاها في هذه التجربة الصعبة.

في الناحية الأخرى، لم يتم اختبار مدى تحمل السيرفرات وشبكات الاتصال، ولكن هذا سيكون التعامل معه أسهل، حيث باستطاعة الشركات العاملة على ذلك زيادة عدد السيرفرات وتوسعة شبكات الاتصال، وكذلك زيادة الاحتياطات الأمنية الالكترونية أي الأمن السيبراني.

لتوحيد الجهود والتركيز على المراحل الأهم، أرى أنه لو تم الاكتفاء للمراحل الابتدائية بما مضى من السنة، وتقديم اختبارات جانبية عبر بوابة الكترونية لكان أفضل لتوجيه الموارد البشرية والفنية والتقنية بما فيها السيرفرات وشبكات الاتصالات للمراحل الثانوية، بذلك تكون التجربة تدريجية، ويجري التعامل مع تحدياتها.

طبعا بالنسبة للمرحلة المتوسطة، ربما يُعتمد لها حل وسط، بحيث يكملون متابعة الدراسة عن بعد إلكترونيا ولكن دون اختبارات، وبذلك يجري تكريس الجهود وتوجيهها للمراحل الثانوية.

أي تجربة جديدة يتوقع أن تواجه تحديات وصعوبات، وهذا جميل، حيث ستطبق حلول أخرى جديدة تعالج أي مشكلة تواجهها هذه التجربة، بالتأكيد سنخرج من التجربة بفوائد عظيمة، ولولا هذه الأزمة لما أتيحت لنا الفرص لاقتحام عالم الدراسة الالكترونية عن بعد، بما في ذلك طرق الاختبارات التي ربما يتصورها البعض صعبة، وأيضا طرق انضباط الطلبة والطالبات بهذا النوع من التعليم.

يبقى هناك تحد آخر، وهو جاهزية الشبكات في بعض الأحياء في بعض المدن وبعض المحافظات والقرى والهجر، وهذا الجزء يمكن تجهيزه بشكل أفضل بكل سهولة عندما تكون المتابعة أكبر من شركات وهيئة الاتصالات، وبالتأكيد سينظر لهذه النقطة بجدية أكثر.

أعتقد أن تأهيل المعلمين والمعلمات لهذا النوع من الدراسة لن يكون صعبا، فالمسألة ليست صعبة كما يتخيل البعض، ولكن ربما كونها جديدة ستجعل من نفسها تجربة يخاف البعض من خوضها، المسألة ستكون أسهل مما نتخيل فأبناؤنا وبناتنا أكثر اعتيادا وجرأة منا في التعامل مع الأجهزة الالكترونية والانترنت.

أكثر ما يجعلني أتساءل بشأن الدراسة عن بعد هو مدى اهتمام الطلبة والطالبات بحضور الدروس عن بعد، ومدى مستوى الانضباطية عندهم والاهتمام، الدراسة عن بعد ستكون بعيدة عن أعين المعلمين والمعلمات، عكس ما كانت عليه داخل الفصول، وهذا يحتاج إلى مشاركة أكثر من الوالدين والدور المنزلي لرفع مستوى الوعي لذلك عند الطلاب والطالبات.

عموما إن تنجح التجربة بالكامل، سنكون نجحنا جزئيا ونكون تعرفنا على بعض التحديات وبالتأكيد معالجتها.

Barjasbh@