عبدالله العولقي

الفتى العائد أم جو النائم؟!

الخميس - 12 مارس 2020

Thu - 12 Mar 2020

الفتى العائد، هكذا وصف الديمقراطيون وأنصارهم مرشحهم جوزيف بايدن، كصيغة تدليل للسياسي العجوز (79 عاما)، ففي الوقت الذي اعتقد فيه مؤيدوه أن مرشحهم بات خارج اللعبة الانتخابية الأمريكية بسبب هزائمه المبكرة، فاجأ بايدن العالم بعودته المدوية إلى الواجهة السياسية ليفرض اسمه بقوة كمرشح ديمقراطي فاعل.

إشكالية الديمقراطيين تتكرر مع كل مرحلة انتخابية، فالتنافس الحاد بين مرشحيهم وعدم اتفاقهم على المرشح الأقوى بينهم يضعفان بوصلتهم الانتخابية ويشتتان جهودهم، ولعلنا نتذكر شراسة المواجهة بين الرئيس السابق باراك أوباما وزميلته الديمقراطية هيلاري كلينتون في 2008، ولعل هذا السبب الذي اقتنع به المرشح مايكل بلومبيرغ ليسحب نفسه من الترشح على الرغم من ضخه ملايين الدولارات في حملته الانتخابية، ويعلن دعمه وتأييده الرسمي لجو بايدن، مما عده البعض خطوة فاعلة لترتيب الصف الديمقراطي، وبهذا انحصرت المنافسة الديمقراطية بين جو بايدن والمرشح بيرني ساندروز.

لا شك أن السيناتور جو بايدن يمتلك سيرة ذاتية عريقة في السياسة الأمريكية باعتباره قد شغل منصب نائب الرئيس إبان فترة باراك أوباما ( 2009-2017)، إضافة إلى أن لديه خبرة تراكمية في مجلس الشيوخ الأمريكي عبر تعيينه ست دورات متتالية، وعلى الرغم من كل ذلك الزخم، يظل بايدن كما يراه بعض المراقبين شخصية تفتقد لمهارات القيادة والإدارة اللازمة لمنصب رئيس الجمهورية، مما جعله لقمة إعلامية سائغة للتهكم من الرئيس الحالي دونالد ترمب الذي يسخر منه دائما ويصفه بـ (جو النائم)!

يرجع المحللون انتصارات بايدن الأخيرة للولايات الجنوبية التي يكثر فها الأمريكيون من ذوي الأصول الأفريقية، ويقال إن الرئيس السابق أوباما لعب دورا مهما في تحسين صورة بايدن لدى تلك المجاميع الأمريكية، كما يحاول بايدن في حملته الانتخابية التركيز على طبقة الشباب الأمريكي ومغازلتهم في كسب صوتهم الانتخابي، وعلى الجانب الديمقراطي الآخر يقدم المرشح بيرني ساندروز نفسه أمام الأمريكيين كشخصية ذات توجه يساري حاد، يتعارض مع الفكر العسكري الأمريكي ولا يجد قبولا مع ثقافة النخبة الأمريكية، وهذا ما يقلل من نسبة نجاحاته الانتخابية أمام جو بايدن.

وأخيرا، تظل حظوظ الديمقراطيين للوصول إلى البيت الأبيض صعبة أمام التنافس البيني لمرشحيهما جو بايدن وبيرني ساندروز، فهل يستطيع جو بايدن أن يثبت لأنصاره أنه فعلا الفتى العائد؟ أم سينطبق عليه وصف ترمب (جو النائم)، ولا سيما أن الشائعات تطارده حول حالته الصحية غير المستقرة، ومدى قدرته على ممارسة سلطة الرئاسة لأقوى دولة في العالم.

لهذا تظل آمال الرئيس ترمب وحظوظه في البقاء لفترة رئاسية ثانية أقوى من طموحات الديمقراطيين، ومع كل هذا، ستبدي لنا الأيام المقبلة إجابات تساؤلاتنا اليوم.

@albakry1814