محمد أحمد بابا

التطوع فرصة وقرصة

الاثنين - 09 مارس 2020

Mon - 09 Mar 2020

الفرصة لأن تكون الحياة المجتمعية غاية الإنسان سانحة فضفاضة للشباب أكثر من غيرهم، لما لهم من نصاعة مشاعر وصدق أحاسيس ورهافة تضامن.

ومن الفرص التي بها يستعان على دوام العطاء مبدأ الدافع الذاتي حين يكون الأجر من الله حافزا أو الشعور بالمسؤولية قائدا أو محبة العمل الجماعي طموحا.

لذلك فرصة إعطاء التطوع حيزا من خطط العمل الاجتماعي والمجتمعي بطريقة مهنية مؤسسية هو الهادي للشابات والشباب نحو الوقوف على مهاراتهم وما يحسنون وما يحبون.

كما أن حساب ساعات العمل أو العطاء على المدى الدراسي التعليمي أو المهني العملي ومن ثَمّ اقتطاع جزء من ذلك الناتج كبرنامج أداء تطوعي للشباب من الجنسين في كل المجالات، يثري ثقافة الجسد الواحد والأمة الواحدة ويخفف من وطأة القيمة المادية لكل خدمة أو احتياج.

وفي الشباب والشابات من قدرات التخطيط والتنظيم، بل والتنفيذ، ما يجعل من وقَف على مثل ذلك طاووس خيلاء بشبابنا السعودي الوطني.

فما أظلمنا حين تكسو الضبابية والتعجيزية مسار رغبات الشباب في بناء جسور التطوع مع مؤسسات المجتمع المدني الحكومية وغيرها، وما أقسانا ونحن نضخ البيروقراطية المقيتة في برامج تطوع الشباب، زاعمين الخوف عليهم أو مستنقصين من إمكاناتهم، وهي فرصتهم التي وهبها الله لهم «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون».

والتحديات النمطية في طريق المتطوعين لا تحصى، وهي للشباب والشابات ميدان إظهار وسباق فوز، وظاهرة صحية آمن بها العالم المتحضر ونبأنا بها ديننا الحنيف قبل ذلك بكثير.

ولعل جيل الشباب يدرك التحدي ولا تعنيه قرصة نحل طالما هو للعسل آخذ وهادف، بل ماض بلا كلل ولا ملل.

أما نحن فنرى مبادرات ابنة العشرين وابن الثامنة عشر تلهب مواقع التواصل الاجتماعي في كل منظمة عالمية وجمعية إقليمية ومؤسسة محلية، ومن تحديات الانضمام والعمل تقفز للبيان تحديات الندرة والاكتشاف والمسح وقواعد البيانات.

وما الشباب بعوان على غيرهم ومن سبقهم تقليدا ومحاكاة، لكنهم مبدعون مبهرون حين نترك الفرص لتحديهم دون تدخل تأطير ومنهجية، مع مراقبة ومتابعة ومد يدِ العون والتحفيز.

وأنا وكثير غيري نبتسم رضا لبرامج وأعمال من مجموعات شبابية خارج صندوق توزيع الأموال أو منح الملابس أو الصدقة بالقديم والمستعمل.

والخير كل الخير ما نلمسه في شباب استوعبوا قوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى، فأعملوا أفكارهم في بناء التطوع الحديث.

albabamohamad@