مختصر الأسبوع (6/3/20)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 05 مارس 2020

Thu - 05 Mar 2020

أنت تقرأ هذا المقال في نهاية الأسبوع، وهذا قد يكون مؤشرا جيدا على أنك في وضع صحي جيد وأن كورونا لم يتسلل إليك من جارك العائد من إيران التي ذهب إليها خلسة وعاد خلسة قبل أن يكشفه الفيروس. استمتع بما تبقى لك من أيام بالتواجد مع أحبتك وقراءة ما أكتبه، فالنعم زائلة والحياة لن تدوم لي ولك.

ثم إن هذا ملخص أسبوع مضى:

- أيام الأزمات أو الكوارث هي جنة صانعي الإشاعات، يجدون فيها بيئة خصبة وملائمة لتأليف أي شيء، لأن هذه لأيام لا يشترط فيها أن تكون الإشاعة «محبوكة» بشكل جيد، لأن السوق يقبل أي شيء، فالخوف يدفع الناس لتصديق كل ما يقال مهما بدا ساذجا وغريبا وغبيا وغير قابل للتصديق.

- من الجميل أن نتعلم أن نحب ونكره بناء على ما نعتقد نحن، وليس بناء على ما يطلبه الساسة، فالمحبة والكراهية أمران قلبيان لا يصح أن تؤثر فيها السياسية التي تقوم على تبادل المنافع والمصالح، ففي عالم السياسة لا تفاجأ حين تشاهد الذين يختصمون اليوم وهم يتعانقون أمام الكاميرات غدا، والذين يتعانقون اليوم وهم يتبادلون الشتائم غدا، اصرف مشاعرك ومحبتك وكراهيتك لمعارفك الشخصيين، الذين تلتقيهم ويمكن أن تشتمهم ويشتموك بشكل مباشر، أو تخبرهم بمحبتك لهم وتسمع ثناءهم عليك بأذنك، وفر غضبك لجارك الذي يسرق موقفك، أو لـ»خويك» الغشيم في البلوت، واصرف محبتك لأصدقائك وأهل بيتك فذلك أجدى وأنفع.

- الخصومات التي يقع فيها الاقتتال وإراقة الدماء تكون العداوة فيها واضحة وأسبابها واضحة، والوضوح يولد شيئا من الاحترام المتبادل بين الخصوم مهما بلغ حد اختصامهم. على العكس من الضبابية والغموض والتلون في العلاقات والاختصام الذي لا حرب فيه ولا قتال، وهذا يولد شيئا من الاحتقار المتبادل بين الخصوم.

- ولنتخيل ـ بما أن الخيال ما زال بالمجان ـ أن فيروسا بدأ يغزو العالم قادما من السعودية.

من المؤكد أننا سنجد برامج تتحدث عن دور مشبوه للسعودية في الطاعون الأسود الذي ضرب أوروبا في القرن الرابع عشر، وستنتج قناة الجزيرة وثائقيا من سلسلة ما خفي أعظم يتحدث عن دور محمد بن سلمان في نشر الجدري الذي أودى بحياة 300 مليون إنسان في بدايات القرن الماضي. وتستضيف فرنسيا يتحدث عن هذا الدور، وأنه يتذكر جيدا أن السعودية طلبت شراء لقاحات مضادة للمرض بملايين الدولارات من أموال الشعب.

- موت الصحافة السعودية رحمة لها، كما هو الحال مع كل مريض لا يرجى شفاؤه، كل يوم يزيد في حياتها هو يوم إضافي من الألم والمعاناة من الحاضر والخوف من المستقبل.

- مشكلة الصحافة السعودية بشكل خاص والإعلام السعودي بشكل عام لا تتعلق بالوعاء، فليست المشكلة في كونها ورقية أو الكترونية أو أي وعاء آخر، ولكنها مشكلة محتوى أولا وأخيرا.

- وأنا والقراء والصحفيون ورؤساء التحرير ووزير الإعلام نعلم ما هي مشكلة الصحافة، وهذه مشكلة أخرى. لأنه من المعلوم أن حل أي مشكلة يبدأ بالاعتراف بها، ولكن مشكلة الصحافة السعودية أن الجميع يعترف بوجودها ثم تنتهي الحلول عند هذا الاعتراف.

agrni@