حسين باصي

عادي وما صار شي!

الاثنين - 02 مارس 2020

Mon - 02 Mar 2020

وصلتني صورة مضحكة في أحد برامج التواصل الاجتماعي، مضمونها صورة لرجل في متحف وهو واقف يتأمل ما في المتحف. المضحك في الصورة أن الرجل ترك التحف الموجودة ووجه نفسه تماما نحو مخرج الهواء الخاص للتكييف، ومكتوب أسفل الصورة «هكذا يستمتع المهندسون عند زيارة المتاحف». معظم المهندسين يضحك فعلا عندما يشاهد هذه الصورة، لأننا عادة ما نركز في أمور تخصصية هندسية في الأشياء من حولنا.

ذكرتني هذه الصورة بموقف مشابه لي عند عودتي إلى غرفتي في أحد الفنادق الجميلة، كان يوما طويلا، كان لدي قليل من الطاقة تكفي بالكاد لأستحم بماء دافئ يساعدني على الاسترخاء والنوم بعد يوم شاق. وسط متعة الاستحمام وجدت مخرج كهرباء أعلى حوض الاستحمام، في تلك اللحظة سرحت في هذه المخالفة الواضحة لكود البناء، المعني بسلامتي وسلامة الموجودين في هذا المبنى. طبعا هذه الحالة لم تكن الأولى التي أرى فيها ما يعكر مزاجي الهندسي، مررت بكثير من الأمثلة التي تعرضنا للخطر، لكن لماذا هذا الوضع خطر؟

• المثال الحي الذي عشته بنفسي في ذلك الفندق، حيث إن تلك المنطقة في الحمام (Zone 0) والمفروض أن لا يكون هناك أي مخرج للكهرباء، سوى أجهزة تسمى SELV. أقرب نقطة يمكن أن يكون فيها مخرج للكهرباء هي (0.6 متر) من (الشور) إذا كان هناك حوض، وإذا لم يوجد حوض تسمى هذه المنطقة (Zone 1) وتكون أقرب مسافة هي 1,2 متر. لماذا حصلت هذه المخالفة؟ لأنه (عادي وما صار شي).

• بعد هذه النقطة نجد مخارج كهرباء، لكنها ليست محمية بأجهزة RCD (القاطع التفاضلي)، وهي أجهزة خاصة بالحماية في المناطق الرطبة. لماذا حصلت هذه المخالفة؟ لأنه (عادي وما صار شي).

• أما بخصوص التأريض، فهنا تدمع العيون، ونقول الله يحمينا. وعندما نتساءل: لماذا حدثت هذه المخالفة؟ لأنه (عادي وما صار شي).

كثير ون يقولون (عادي وما صار شي.. هذه كلها طلبات مكلفة على الفاضي). نقول إن الكهرباء وصلت فعلا للمستفيد، واستخدم الحمام آلاف المرات دون حماية وبلطف الله، ولكن لن نعرف قيمة هذه الاحترازات المهمة إلا عند حدوث مشاكل كهربائية. حمانا الله وإياكم.

HUSSAINBASSI@