أحمد صالح حلبي

الإبداع المكي بملتقى المرشدين السياحيين

الخميس - 27 فبراير 2020

Thu - 27 Feb 2020

برز الإبداع المكي في الملتقى السنوي للمرشدين السياحيين بالعاصمة المقدسة، والذي افتتحه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق الأربعاء قبل الماضي، وشارك فيه وفقا لما أوضح الأمين العام لمجلس التنمية السياحية بالعاصمة المقدسة الدكتور هشام مدني 500 مرشد ومرشدة سياحيين مرخصين لدى وزارة السياحة من جميع المناطق، وتضمن ورش عمل ومحاضرات علمية وجولات سياحية على المسار التاريخي وزيارات بعض متاحف العاصمة المقدسة.

وشكلت مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص جزءا أساسيا من رسالة الملتقى التي أكدت حرص أبناء وبنات مكة المكرمة على التعاون والتكاتف لإبراز مثل هذه الفعالية بصورة مشرفة، بعد أن أطلق فرع وزارة السياحة بمكة المكرمة دعواته للمشاركة في تنظيم فعالياتها وبرامجها، ودخلت مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية كشريك استراتيجي إلى جانب نادي الوحدة الرياضي الذي أكد أنه مؤسسة ثقافية رياضية اجتماعية، إضافة إلى مشاركة عدد من الفنادق والمؤسسات وشركة قائد للنقل، فبرز الملتقى حاملا أفكارا إبداعية جميلة تنفذ للمرة الأولى في الإرشاد السياحي، ومنها فيلم «مشعل الإسلام» الذي كتبه المرشد السياحي الأستاذ فوزي المطرفي، وأخرجه الأستاذ إسماعيل الحربي، والإبداع في الفيلم لم يكن منحصرا على لقطات فنية، أو صوت مؤثر أدخله المخرج، أو حتى وقفات المتحدثين ونظراتهم صوب الكاميرات، فالإبداع الثقافي برز بجانب الإبداع اللغوي، لأبناء وبنات مكة المكرمة بشكل جيد في تعريفهم بالمواقع التي وقفوا عليها، ليس باللغة العربية وحدها، بل باللغات التي تحدثوا بها كالإنجليزية والهوسا والملايو، إذ استطاعوا أن يوصلوا من خلال رسالتهم القصيرة بلغات الحجاج والمعتمرين معلومات جيدة.

هذا ما يجعلنا نطالب بالعمل على دعم فرع وزارة السياحة بالعاصمة المقدسة للاستفادة من هذا الفيلم، وتوظيفه خلال موسمي العمرة والحج ليكون رسالة توضح المعالم التاريخية الغائبة عن كثير من المعتمرين والحجاج، وإفساح المجال أمامه ـ أي فرع وزارة بالعاصمة المقدسة ـ لإنتاج أفلام مماثلة وبلغات أخرى يتحدث بها الحجاج كالفرنسية والإسبانية والروسية والألبانية والأوردية والتركية والفارسية وغيرها، لتصل الرسالة والتعريف بالمواقع إلى المستفيدين من كل الجنسيات وبجميع اللغات بشكل جيد.

أما منسوبو ومنسوبات المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، الذين أضافوا لمنجزاتهم العملية السابقة إنجازا جديدا في مجال الإرشاد السياحي، فأقول لهم إن الوقت قد حان للعمل على افتتاح قسم خاص للإرشاد السياحي يعمل على مدار العام، ويتولى تنظيم الرحلات للمعتمرين والحجاج ليكون ضمن برنامج «ضيافة الحج والعمرة» الذي تطالب وزارة الحج والعمرة بتنفيذه، فأنتم والمرشدون السياحيون المرخص لهم الأقدر على نقل الصورة الحقيقية عن المواقع التاريخية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وعلى فرع وزارة السياحة بالعاصمة المقدسة، مطالبة وزارة الحج والعمرة بإلزام مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين بحصر عملية الإرشاد السياحي فيكم والحد من المرشدين المقيمين.

وقبل الختام أقول إن فرع وزارة السياحة بالعاصمة المقدسة، بعث برسالة لأبناء وبنات مكة المكرمة مضمونها أن الإنسان لا يمكنه العيش وحيدا، فلا بد من مشاركة الآخرين له، وما قدمتموه من مشاركات مشرفة يؤكد أنكم مؤهلون للعمل بالمجال السياحي، والأبواب مشرعة أمامكم للعمل في مجال الإرشاد السياحي، فانتهزوا هذه الفرصة قبل أن يسبقكم الآخرون.

[email protected]