الفايروس الموالي..!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 25 فبراير 2020
Tue - 25 Feb 2020
أسوأ السيناريوهات المخيفة بالنسبة لفايروس كورونا وقع بالفعل، وهو أن ينتقل إلى دولة من الدول الفاشلة التي يمكن أن تحول كل قضية مهما كان نوعها إلى قضية سياسية ومذهبية.
أسأل الله أن يلطف بالإيرانيين وبكل خلقه، وأن ينجيهم من الأوبئة والكوارث، لكن الحقيقة أن وصول الفايروس إلى إيران يعني أنه وصل إلى جنته المنشودة. فخلال أسبوع واحد صدرت إيران المرض بأعداد أكبر من الأعداد التي أتت من بلد المنشأ. والرقم مهيأ للزيادة كل يوم. والحديث عن هذا الفايروس في إيران حديث مخيف، لأنه حديث عن المجهول، فلا أرقام يمكن الثقة بها ولا إجراءات تطمئن الآخرين الذين تصدر لهم الفايروس.
والمتطبعون بطبائع إيران أصبحوا الآن يرون في وجود المرض شيئا جميلا، فليس في أعينهم شيء أجمل ولا أفضل من أن يشبهوا إيران حتى لو كان في المرض، وهذه مرحلة من العشق الذي يشبه العبودية.
ووصلت التبعية ببعض الدول أن تجد حرجا في الحجر الاحترازي على العائدين من إيران، لأن ذلك في عرفهم من خوارم العشق التي لا تصح.
والبعض يبدو مصدوما من الفايروس ولا يصدق أنه قد يتجرأ ويدخل جسد إنسان يؤيد محور المقاومة والممانعة، وربما لا يهمه أن يسمع باكتشاف لقاح للمرض بقدر انتظاره لخطاب من حسن نصر الله يهدد فيه الفايروس بأنه في مرمى نيران «سواريخ» المقاومة، أو لقاء تلفزيوني يخبر الناس فيه أن الفايروس قد اجتمع معه بعد صلاة الفجر وسأله: هل تريد أن أذهب إلى إيران أم إلى لبنان؟ فقال له وهو يجهش بالبكاء: تعال إلى لبنان ودع الجمهورية الإسلامية تكمل رسالتها.
الفايروس دخل أيضا اللعبة الانتخابية في دول أخرى، ففي الكويت على سبيل المثال وبعد ضغوطات من بعض نواب البرلمان تراجعت وزارة الصحة عن فكرة حجز القادمين من إيران إلى أن يتم التأكد من سلامتهم. وبدأت موجة من التصريحات المستفزة من بعض النواب تنم عن جهل وغباء يصعب حتى تخيل وجودهما. فهؤلاء البعض لم يبق إلا أن يلوموا الحكومة لأنها لم تقم احتفالات شعبية ومراسم استقبال للفايروس بحكم أنه قادم من «الجمهورية الإسلامية»، والقادم منها في قلوبهم «عزيز وغالي» حتى لو كان فايروسا معديا يحارب العالم بكل ما أوتي من قوة لاحتواء انتشاره.
ولا زلت حتى هذه اللحظة لا أفهم لماذا لم توقف بعض دول الخليج الرحلات القادمة من إيران حتى هذه اللحظة؟ ولماذا يوجد تساهل في الإجراءات الاحترازية مع القادمين من إيران في حال كان إيقاف الرحلات صعبا إلى هذا الحد؟
وعلى أي حال..
الفايروس وإن كان ابتلاء ووباء فإنه فرصة أيضا حتى تسوق بعض الدول لنفسها وسمعتها بأنها تحترم حياة الإنسان وتعتبره الأهم، وكل إجراء يتم في هذا الأمر يتناقله العالم في اللحظة نفسها، ولهذا فإني مرة أخرى لا أفهم لماذا تصر بعض الدول على أن تثبت للعالم أنها متخلفة همجية لا تهمها حياة البشر؟ وبالإضافة إلى أنه فشل إداري في التعامل مع مثل هذه الأوضاع، فهو أيضا فشل سياسي في تحسين صورة الدول سيئة السمعة.
agrni@
أسأل الله أن يلطف بالإيرانيين وبكل خلقه، وأن ينجيهم من الأوبئة والكوارث، لكن الحقيقة أن وصول الفايروس إلى إيران يعني أنه وصل إلى جنته المنشودة. فخلال أسبوع واحد صدرت إيران المرض بأعداد أكبر من الأعداد التي أتت من بلد المنشأ. والرقم مهيأ للزيادة كل يوم. والحديث عن هذا الفايروس في إيران حديث مخيف، لأنه حديث عن المجهول، فلا أرقام يمكن الثقة بها ولا إجراءات تطمئن الآخرين الذين تصدر لهم الفايروس.
والمتطبعون بطبائع إيران أصبحوا الآن يرون في وجود المرض شيئا جميلا، فليس في أعينهم شيء أجمل ولا أفضل من أن يشبهوا إيران حتى لو كان في المرض، وهذه مرحلة من العشق الذي يشبه العبودية.
ووصلت التبعية ببعض الدول أن تجد حرجا في الحجر الاحترازي على العائدين من إيران، لأن ذلك في عرفهم من خوارم العشق التي لا تصح.
والبعض يبدو مصدوما من الفايروس ولا يصدق أنه قد يتجرأ ويدخل جسد إنسان يؤيد محور المقاومة والممانعة، وربما لا يهمه أن يسمع باكتشاف لقاح للمرض بقدر انتظاره لخطاب من حسن نصر الله يهدد فيه الفايروس بأنه في مرمى نيران «سواريخ» المقاومة، أو لقاء تلفزيوني يخبر الناس فيه أن الفايروس قد اجتمع معه بعد صلاة الفجر وسأله: هل تريد أن أذهب إلى إيران أم إلى لبنان؟ فقال له وهو يجهش بالبكاء: تعال إلى لبنان ودع الجمهورية الإسلامية تكمل رسالتها.
الفايروس دخل أيضا اللعبة الانتخابية في دول أخرى، ففي الكويت على سبيل المثال وبعد ضغوطات من بعض نواب البرلمان تراجعت وزارة الصحة عن فكرة حجز القادمين من إيران إلى أن يتم التأكد من سلامتهم. وبدأت موجة من التصريحات المستفزة من بعض النواب تنم عن جهل وغباء يصعب حتى تخيل وجودهما. فهؤلاء البعض لم يبق إلا أن يلوموا الحكومة لأنها لم تقم احتفالات شعبية ومراسم استقبال للفايروس بحكم أنه قادم من «الجمهورية الإسلامية»، والقادم منها في قلوبهم «عزيز وغالي» حتى لو كان فايروسا معديا يحارب العالم بكل ما أوتي من قوة لاحتواء انتشاره.
ولا زلت حتى هذه اللحظة لا أفهم لماذا لم توقف بعض دول الخليج الرحلات القادمة من إيران حتى هذه اللحظة؟ ولماذا يوجد تساهل في الإجراءات الاحترازية مع القادمين من إيران في حال كان إيقاف الرحلات صعبا إلى هذا الحد؟
وعلى أي حال..
الفايروس وإن كان ابتلاء ووباء فإنه فرصة أيضا حتى تسوق بعض الدول لنفسها وسمعتها بأنها تحترم حياة الإنسان وتعتبره الأهم، وكل إجراء يتم في هذا الأمر يتناقله العالم في اللحظة نفسها، ولهذا فإني مرة أخرى لا أفهم لماذا تصر بعض الدول على أن تثبت للعالم أنها متخلفة همجية لا تهمها حياة البشر؟ وبالإضافة إلى أنه فشل إداري في التعامل مع مثل هذه الأوضاع، فهو أيضا فشل سياسي في تحسين صورة الدول سيئة السمعة.
agrni@