عبدالله العولقي

المرأة العربية بين التمكين والتحديات

الخميس - 20 فبراير 2020

Thu - 20 Feb 2020

حققت الدول العربية عموما إنجازات متقدمة تجاه المرأة، وتجاوزت عددا من التحديات، وتظل المرأة العربية عنصرا فاعلا ومؤثرا في مجتمعاتها المحلية، وفي هذا المقال سنستعرض بعض التحديات والإنجازات للمرأة العربية، ففي دول الخليج العربي مثلا، حققت المرأة إنجازات غير مسبوقة عبر تمكينها في البرامج الوطنية، بينما تعاني المرأة كثيرا في الدول التي تورطت شعوبها في فوضى الربيع العربي، نتيجة التدخلات الأجنبية السافرة في سيادتها الوطنية.

ففي العراق مثلا، انطلقت أصوات معادية للمرأة، أطلقها السيد مقتدى الصدر حول المرأة العراقية، متهما إياها بالفجور في ساحات الاحتجاجات، وكأنه يريد لها أن تعود إلى غياهب العصور المظلمة بعد أن كانت رائدة ومتصدرة للمشهد النسائي العربي في الخمسينات والستينات الميلادية، وكأن السيد مقتدى يتجاهل قيم الثورة العراقية التي أشعلها المحتجون ضد عمائم طهران، ويتغافل عن دور سيدات العراق اللاتي سالت دماؤهن في مظاهرات بغداد وبابل وذي قار بعد أن ضربن أروع الأمثلة لريادة المرأة العراقية.

وفي اليمن، تعاني المرأة اليمنية في المناطق الريفية عديدا من التحديات كحرمانها التعليم والعمل وحرية الرأي، ولكن المصيبة الأفدح تكمن في قضية زواج القاصرات، كما تعاني في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين من استخدامها القسري كأداة تنفيذية لمهام غير إنسانية عرفت إعلاميا بقضية الزينبيات، ولا تزال المرأة اليمنية حتى اللحظة تقف بثبات مشرف في وجه العدوان الحوثي السافر الذي يستهدف كينونتها وأصالتها العربية، وعلى الرغم من ذلك كله، هناك نماذج مشرفة وبارعة للمرأة اليمنية أثبتت قدراتها وإمكاناتها في التفوق التعليمي والريادة الثقافية والسياسية.

أما في المملكة، فقد حققت المرأة إنجازات متسارعة عبر تمكينها الوطني حتى أصبحت السيدة السعودية تمتلك عناصر مؤهلة ومبتكرة، ولديها مواهب قيادية تمكنها من المساهمة في خطط ومشاريع التنمية الوطنية، فبعد إقرار الرؤية الوطنية 2030 قطعت المرأة السعودية أشواطا مهمة في برامج التمكين قدمت من خلالها نماذج فريدة في الاكتشافات العلمية والطبية، حظيت بإشادة الصحف والمجلات العالمية، كما قدمت الصحافة السعودية نماذج بارعة من الأديبات والكاتبات اللاتي أثرين الساحة الإعلامية والثقافية بمحتواهن الإبداعي، وتأتي هذه الإنجازات الوطنية كمؤشر فاعل على النقلة النوعية التي تشهدها المملكة اليوم.

أخيرا، تحت شعار (المرأة وطن وطموح) أعلنت الرياض عاصمة المرأة العربية 2020، ويأتي هذا الاختيار تتويجا لجهود المملكة في النهوض بواقع المرأة العربية، ودعم مسيرتها من خلال التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وتقديرا لإسهاماتها المنبثقة من واقع خطط التنمية المستدامة وفق الرؤية الوطنية 2030 التي تعتمد على المرأة السعودية كونها عنصرا فاعلا من عناصر القوة الوطنية.

albakry1814@